أشّر انتقال ملف تأليف الحكومة إلى مرحلة إسقاط الأسماء، إلى منحى جدّي قد يسمَح بولادة التشكيلة العالقة منذ نحو ثلاثة أسابيع في شِباك التعقيدات القديمة ــــ الجديدة ما بينَ التوازنات الطائفية وارتباطها بالانتخابات النيابية، ورئاسية 2022. أمس، أُطلِقت رسائل إيجابية متعدّدة من جانِب رئيسَيِ الجمهورية والحكومة المكلّف حصرت المعوقات الباقية بالمربع التقني للالتفاف على المناخات السلبية التي طغت قبلَ ليلة، مُرجّحة كفّة العرقلة على الحل، ومؤكدة وجود عراقيل في ما خصّ توزيع الحقائب. وهذه الرسائل بالإضافة إلى المعلومات الواردة إلى القوى السياسية عبرَ القنوات المقربة من عون وميقاتي، أتاحت لها الاعتقاد بأن لا شيء يمنع الإعلان عنها خلال الـ 48 ساعة المقبلة في حال لم تكُن هناك محاولات خفية لعرقلتها. غيرَ أن ذلِك لم يُسقِط من حسابات القوى التجارب المتكررة حتى مع الرئيس نجيب ميقاتي، إذ كُلما كانت الأمور توحي بأن اللقمة وصلت إلى الفم، عادت وسقطت في حقل العرقلة من جديد. وعليه انقسمت الانطباعات ما بينَ مُتيقّن ومشكك، ومن ثم تقاطعت عند أن «المداولات وصلت إلى نقطة مفصلية. فإما أن تُبصِر الحكومة النور في غضون أيام قليلة، وإما عودة إلى ما تحتَ الصفر في ما خص التركيبة والتكوين والحصص والأحجام».