شعار ناشطون

“الحزب” يقاتل على جبهتي الداخل والحدود: نقطة ضعف خطيرة

29/03/24 03:21 am

<span dir="ltr">29/03/24 03:21 am</span>

منير الربيع – المدن

يستشعر حزب الله تخلخلاً في الجبهة الداخلية اللبنانية. مثل هذه الذبذبات في حالات الحرب تصبح نتائجها خطرة جداً، خصوصاً لدى مقاربة الحزب للموضوع من زاوية أمنية أو عسكرية. لأن أي اختلال داخلي أو اعتلال على خط العلاقات السياسية بين قوى اجتماعية وسياسية مختلفة، داخل دولة واحدة، ستكون نتائجها وتداعياتها سلبية وخطرة جداً.

الجبهة الداخلية
تحاول حركة حماس وحزب الله الاستثمار في الخلخلة الإسرائيلية الداخلية، وعدم تماسك تلك الجبهة أو الحكومة بين المتطرفين والآخرين، وبين من يريد التفاوض ومن يريد الحرب. وهو ما يضعضع إسرائيل سياسياً. لكن هذا الاستثمار الخارجي، تعاكسه الصورة المتبلورة مؤخراً في الداخل اللبناني، وسط رفع منسوب الاعتراض على انخراط حزب الله في الحرب، وصولاً إلى التوتر الذي شهدته بلدة رميش وأصبح علنياً، ومعه يمكن للتوترات السياسية أن تتعاظم أكثر، ما يضعف الجبهة الداخلية اللبنانية أكثر فأكثر.
حادثة رميش، سبقتها حوادث أخرى حصلت في الفترة الماضية، ولم يتم إشاعتها إعلامياً، وتم العمل على معالجتها بصمت. إذ حصلت حوادث مشابهة بين أهالي بعض البلدات وعناصر من الحزب، وعناصر من الجماعة الإسلامية وبعض المجموعات الفلسطينية. إذ رفض أهالي بعض البلدات استخدام مناطقهم لإطلاق الصواريخ، خوفاً من الردّ الإسرائيلي. عولجت هذه المسائل بهدوء وبتفهم ومن دون إثار إعلامية. ولكن بحال استمرت وتفاقمت، ستؤدي إلى المزيد من الخلل والضعف في الداخل. خصوصاً أنه بالعودة إلى النظرة الأمنية أو العسكرية، فحزب الله ينظر إلى ذلك كمحاولة لإضعاف جبهته أمنياً وعسكرياً. وهو ما قد يغري الإسرائيليين بتوسيع نطاق عملياتهم أو تكثيفها.

التحاور السياسي
في هذا السياق، يبدو حزب الله وكأنه يقاتل على جبهتين، الجبهة الجنوبية عسكرياً، والجبهة الداخلية. في الداخل يسعى حزب الله إلى توفير مقومات الحصانة الداخلية، سياسياً، من خلال التقارب مع كل الأفرقاء، ومن خلال التماهي مع الحكومة والمؤسسات الرسمية. وهو ما يقابله توتر في علاقات الحزب مع القوى المسيحية. وهذا التوتر يتعزز مع الخلاف بينه وبين التيار الوطني. هذا يحتم على حزب الله إعادة الاعتبار لوضع سياسة داخلية، تتوازى معه، ولا تكون خاضعة لأدبياته ومنطلقاته، ما يعطي هامشاً أوسع للحكومة وللمؤسسات السياسية، وتخلق مجالاً للتفاوض مع القوى الدولية، إلى جانب ما يخوضه الحزب من مواجهة عسكرية أو تفاوض بالنار.
وتعزيز الوضعية الداخلية، لا بد له أن يمر من خلال إعادة التحاور السياسي الفعلي مع القوى المعارضة، وذلك لا بد له أن يمر في إعادة إنتاج تسوية داخلية تحصّن الوضع الخارجي، وتعيد الاعتبار لمفهوم المؤسسات الرسمية. دون ذلك، فإن المخاطر الداخلية ستتزايد، وسيرتفع منسوب الشرخ الداخلي الذي سيعيد إحياء لغة مشابهة للغة ما قبل الحرب الأهلية.

جبهة الجنوب
أما على صعيد الجبهة الجنوبية، فلا يزال حزب الله يزن عملياته بميزان الذهب، هو لا يريد الخروج عن الضوابط التي وضعها لنفسه، ولا يريد الذهاب إلى حرب واسعة أو شاملة، في يقين الحزب أنه في حال قرر الإسرائيليون توسيع الحرب على لبنان، فإنها ستصبح شاملة وإقليمية حتماً.
ولكن لا يبدو لدى الحزب أن هناك إمكانية أو رغبة إسرائيلية للذهاب إلى حرب واسعة. كما أن الخلاف الأميركي الإسرائيلي حول رفح ومستقبل قطاع غزة، لا يمكن أن ينعكس على لبنان، ولا يمكن لأميركا أن تسمح لنتنياهو بشن حرب في لبنان.

  • تابعنا عبر