
الحريري اختار المال وهرب من “الفقر والشحار”
ناشطون-قسم التحرير
لم تتخلَّ المملكة العربية السعودية عن سعد الحريري اليوم كي يتهمها أنصاره وحلفاؤه بشكل مباشر بالوقوف خلف تعليقه لعمله السياسي، وبالتالي عدم الترشح وتياره بالانتخابات النيابية التي ستجري في 15 أيار المقبل.
السعودية وبكل دقة تخلت عن سعد الحريري منذ إن قرر في العام 2017 التراجع عن استقالة حكومته، التي قدّمها في مؤتمر صحفي بالرياض. عندما نجح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإعادة الحريري إلى لبنان، كان الحريري
يُدرك في قرارة نفسه أن خروجه من الرياض يختلف عن كل مبادراته السابقة لهذه العاصمة التي لها فضل عليه وعلى عائلته.
على خلفية ذلك، فإنّ الآراء والتحليلات والمقالات التي تتحدث عن قرار سعودي خلف انسحاب الرئيس الحريري تفتقد للدقة وتجانب الصواب.
خاض الرئيس الحريري الانتخابات النيابية عام 2018 من دون دعم مالي سعودي، مستنداً على تمويل المقاولين في التيار الازرق ورواد التعهدات الكبرى، من بلدية بيروت مروراً بنفق سليم سلام، وانتهاء بمطمر “الكوستا برافا”.
اليوم مع الانتخابات النيابية 2022 الدعم المالي السعودي غائب ايضاً وهنا يُطرح السؤال: ما الذي اختلف في 2022 عن 2018 كي يقرر الرئيس الحريري الانسحاب من الحياة السياسية؟!
إنّ ما اختلف بين انتخابات 2018 وانتخابات 20022 بالنسبة للرئيس سعد الحريري هو لبنان، وتحديداً الدولة اللبنانية. هو يدرك تماماً أن هذه الدولة لم تعد قادرة على إعمار شيء، أو الاستثمار بشيء. هي دولة مفلسة لم يعد في خزانتها أي شيء…
كانت المراهنة عند الرئيس الحريري بعد العام 2018 على مؤتمر “سيدر“ ومشاريع معامل الكهرباء والبنى التحتية، بمعية صديقيه جبران باسيل وعلاء الخواجة مراهنة سقطت مع ثورة 17 تشرين 2019، مما أفقد الحريري “الخزنة اللبنانية” يعدما حُرِمَ عام 2018 من الوصول اإلى “الخزنة السعودية”.
وقع سعد الحريري بالخيار بينن الاستثمار وعالم المال والاعمال في أبو ظبي، أو عالم السياسة في لبنان ، وخياره كان المال والثروة في أبو ظبي وليس “الفقر والشحار” في بيروت. هذه هي الحكاية التي أخفاها الرئيس سعد الحريري بدموعه كالمعتاد، وهذه هي كامل التفاصيل التي لا يريد أنصاره أن يعترفوا بها. هي حكاية لم يقرأها مساكين الطريق الجديدة ولا تلمسها فقراء طرابلس وعكار،ولم تشعر بدفئها المنازل الباردة في سهل البقاع.