منير الربيع – المدن
يعود اللبنانيون إلى اعتماد صيغة “أيلول شهر مفصلي أو شهر دقيق وحساس”. وهو ما يتقاطع بين ما قاله أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، وما سيقوله أيضاً رئيس مجلس النواب نبيه برّي يوم الخميس المقبل. فهناك انتظارات متعددة لما ستشهده الساحة اللبنانية في شهر أيلول، ربطاً بزيارة المبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي، آموس هوكشتاين، وزيارة الممثل الشخصي للرئيس الفرنسي، جان إيف لودريان، والاجتماع المرتقب في الأمم المتحدة بين ممثلين عن الدول الخمس المعنيين بلبنان.
وما بين هذه الانتظارات يتم تمرير قرار التجديد لقوات الطوارئ الدولية في الجنوب، على وقع توترات لبنانية متعددة، كان آخرها ما أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
الجنوب وسوريا
بالنظر إلى كلام نصرالله، فقد خصص حوالى ثلث ساعة من خطابه لملف الجنوب واليونيفيل، وثلث ساعة آخر عن الوضع السوري، وهذا بحدّ ذاته يؤشر إلى الإهتمام الذي يحظى به الملف السوري لدى حزب الله في هذه المرحلة، وخصوصاً على وقع التحركات الأخيرة التي تشهدها مختلف المحافظات. في معيار حزب الله لا يمكن فصل الجنوبين السوري واللبناني عن سياقهما الاستراتيجي، ضمن العنوان الذي يعتمده الحزب وهو “وحدة الساحات” او “وحدة الجبهات”.
ففي نظر الحزب، كل ما يجري في الجنوب السوري هو أصداء للضغوط الدولية على النظام وعلى إيران وحزب الله. وهذه الضغوط لها سياقها الاحتجاجي في تظاهرات الناس، ولها سياقها المعروف والثابت من خلال توجيه المزيد من الضربات لمواقع الإيرانيين. يأتي ذلك على وقع توتر إيراني أميركي في شرق سوريا وتحشيدات متبادلة، وسط معلومات تفيد بأن رئيس النظام السوري بشار الأسد طلب مجدداً من الإيرانيين ومن حزب الله إرسال المزيد من التحشيدات العسكرية إلى سوريا لمساندته. فيما التظاهرات الاحتجاجية تتناقض مع كل ما كان النظام يسوقه حول الانتصار وانتهاء التحركات الاعتراضية. كما يتعارض مع الصورة التي عمل النظام والروس على تسويقها بأن النظام موجود لحماية الأقليات في المشرق العربي، فيما يظهر أن التحركات الحالية تقوم بها أطياف من الأقليات، الدروز في السويداء، والعلويون في الساحل والذين بدأت تحركاتهم في ما أصبح يعرف بـ”حركة 10 آب”، رفضاً للأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
“تكامل الجبهات”
أمام هذه الصورة، ثمة من يستنتج بأن المسرح السوري يبدو وكأنه في طور التحضير للمزيد من الخطوات والتحركات الكبرى، والتي ستتجلى فيها المزيد من الضغوط. ومن غير السهل توقع مآلات هذه التحركات. أما بالعودة إلى وجهة نظر الحزب، فهو لا يفصل ما يجري في سوريا عن ما يجري في جنوب لبنان عبر الضغوط الدولية التي تمارس في سبيل التجديد لليونيفيل وتوسيع صلاحياتها. ما دفع بنصرالله إلى وضع نقطة في آخر السطر، بالقول إن أهالي المنطقة لن يسمحوا لليونيفيل بالقيام بأي مهمة ما لم تكن منسقة مع الدولة اللبنانية وتحظى بموافقتها. وهذا بحدّ ذاته يمثل رسالة واضحة المعالم، من شأنها أن تضع حداً لكل النقاشات بالمعنى الواقعي على الأرض. إذ لن يكون هناك أي إمكانية لتحرك اليونيفيل بحرية.
في أيلول، لا بد من ترقب لمسار جديد من تكامل الجبهات، أو لبروز صورة جديدة لمبدأ وحدة المسار والمصير، في سياق تصعيد الضغوط وتكثيفها دولياً، في سبيل الوصول إلى إرساء تفاهمات جديدة، بعضها يرتبط في مسألة إظهار ترسيم الحدود البرية للبنان، انطلاقاً من مساعي هوكشتاين.. وما يعنيه ذلك من ارتباط في الانعكاس على أي مسار سياسي أو رئاسي.