كتبت هديل فرفور في “الأخبار”:
نحو 25 ألفاً فقط تلقوا اللقاح حتى يوم أمس، وهو معدّل بطيء جداً يستوجب إعادة النظر في تسيير عملية التلقيح وتفعيل عمل المنصة من أجل الوصول إلى الحصانة المجتمعية المطلوبة، في ظلّ واقع وبائي حرِج مع استمرار تسجيل أعداد مرتفعة في الإصابات اليومية تزامناً مع استئناف الحياة الطبيعية. فقد أعلنت وزارة الصحة، أمس، تسجيل 3513 إصابة (14 منها وافدة) من أصل 19 ألفاً و133 فحصاً، فيما سُجّلت 62 وفاة رفعت عدد الضحايا إلى أكثر من 4500. ورغم أن نسبة إيجابية الفحوصات لا تزال أقل من تلك التي اعتاد لبنان تسجيلها (18% بعدما كانت شبه ثابتة عند أكثر من 20%). إلّا أن المؤشرات المُقلقة لا تزال تُنذر بالخطر، أبرزها تلك المُتعلقة بأعداد الحالات الحرجة المُقيمة في غرف العناية الفائقة، والتي لا تزال تتجاوز الـ900 حالة.
من هنا، بات لزاماً إيلاء ما يُعرف بـ «دبلوماسية اللقاح» أهمية قصوى. المُشرف على «مرصد الأزمة» في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور ناصر ياسين شدّد على أهمية تسريع المفاوضات مع الدول لتأمين أكبر عدد من اللقاحات، لتسريع عملية التمنيع.
في هذا السياق، قال رئيس اللجنة الوطنية للقاحات الدكتور عبد الرحمن البزري لـ«الأخبار» إن دفعة من لقاح «استرازينيكا»، استوردتها وزارة الصحة عبر منصة «كوفاكس»، ستصل في الأسبوع الأول من آذار. على أن يصل بالتزامن نحو خمسين ألف جرعة من اللقاح نفسه مخصصة للجامعة اللبنانية بموجب اتفاقية عقدتها إدارتها مع وزارة الصحة لتلقيح أهل الجامعة.
البزري حثّ على «تعميم» مبادرة «اللبنانية» لتسريع عملية التحصين المُجتمعية. وفي ظلّ إصرار الشركات المُصنّعة على حصرية التعامل مع وزارة الصحة، فإن على المؤسسات الراغبة في استيراد اللقاحات للعاملين فيها، وفق البزري، التواصل مع وزارة الصحة التي تقوم بالنيابة عنها بتأمين الكميات اللازمة لها، «ويصبح من الممكن استيراد الكثير من اللقاحات». وأشار إلى أن وصول اللقاح الروسي لا تزال دونه عراقيل «دبلوماسية» مرتبطة بالمُفاوضات ولن يصل إلى لبنان «قبل شهر نيسان». أما لقاح «جونسون»، فقد وافقت اللجنة مبدئياً عليه، «لكنه لن يصل إلى لبنان قبل أيلول المُقبل نظراً لأسباب عدة من ضمنها الموافقات المطلوبة لاعتماده».