منير الربيع – المدن
العامل الأول حكومة حسان دياب. العامل الثاني التجار وكارتيلات المستوردين وعلاقاتهم بمصرف لبنان والمصارف والقوى السياسية. العامل الثالث مصالح الطبقة السياسية، الخاصة والضيقة، سواء لتحقيق مكاسب صغيرة سياسياً، أو المتصلة بأحلام مستقبلية تتعلق برئاسة الجمهورية وغيرها من الرئاسات والمواقع. العامل الرابع مشروع حزب الله والذي وجد له مصطلح جديد مؤخراً: التوجه شرقاً، مع ما يعنيه من التحام لبنان التحاماً كامل بالمحور الإيراني.
عقوبات فوق القلّة والشّح
وتنتج عن العوامل الأربعة أزمات متعددة فاتورتها باهظة جداً. فلا قدرة للأدوية الإيرانية أن تلبي حاجات السوق اللبنانية، ولا سوريا وفنزويلا. ولا مجال لأن يسد النفط الإيراني احتياجات لبنان وسوريا وفنزويلا، بعد إيران. بالتالي، فربط لبنان بالمنظومة الإيرانية كلفته عالية جداً، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وصحياً.
وبمعنى أوضح، لا يمكن للمواطن أن يستفيد من هذه المنتوجات الإيرانية، فيما تفرض عقوبات على لبنان. فالعقوبات ستكون حاضرة، ولن يكون الشعب اللبناني مكتفياً في احتياجاته. وفي النهاية، نعود إلى معادلة أساسية: شح النفط والمحروقات وبروز العقوبات المتوسعة.
استهداف بري وبحري
ثانياً والأهم، لا بد من السؤال عن المسار الذي يسلكه النفط الإيراني؟ هل سيأتي إلى الشواطئ اللبنانية؟ إلى الزهراني مثلاً، أم إلى مناطق أخرى قادر حزب الله على توفير حمايتها اللوجستية: الأوزاعي مثلاً؟ وهذا يكريس مبدأً فيدرالياً جديداً يعود بذاكرة اللبنانيين إلى السبعينيات والثمانينيات.
وإذا إتى عبر سوريا، معتمداً خطوط التهريب عبر طرق يسيطر عليها الحزب إياه، لا بد من رصد رد الفعل الدولي، وتحديداً الأميركي والإسرائيلي. فحرب سفن النفط مستمرة، ولا بد من السؤال عن مصير هذه السفن أو الشاحنات التي تأتي إلى لبنان: هل تصبح الأراضي اللبنانية أو المياه الإقليمية مسرحاً لعمليات الاستهداف؟
ومعلوم أن الإسرائيليين استهدفوا في سوريا سابقاً الكثير من مخازن المواد الغذائية والمحروقات والمواد الطبية، العائدة لحزب الله. وفي المدة الماضية حصل تبادل تهديدات بين إسرائيل وحزب الله حول استهداف أي شحنة نفط إيرانية إلى لبنان، وحصل تبادل رسائل من خلال روسيا وفرنسا.
اتفاق ضمني ووسطاء؟
وهنا تفيد مصادر متابعة إلى أن نصر الله كان قد وعد منذ مدة بإدخل النفط الإيراني إلى لبنان. لذا لا بد من السؤال حول اختيار التوقيت الآن؟ وتجيب المصادر: خطوة من هذا النوع لا يمكن أن تحصل بدون غض نظر دولي، وأميركي خصوصاً. وهناك احتمال اتفاق ضمني معين يسمح بدخول هذه الباخرة وغيرها من البواخر.
وقد تكون هناك جهات عديدة لعبت هذا الدور من بينها العراق. ما يعني استبعاد حصول أي تصعيد أو مواجهة على خلفية إدخال بواخر النفط الإيرانية إلى لبنان. ولكن بالتزامن مع إعلان نصر الله عن اقتراب تحقيق الخطوة، ورد خبر عن استعداد شركتي كورال وتوتال للاقفال. وهذا مؤشر إلى التوجه شرقاً أكثر فأكثر.