جاء في “نداء الوطن”:
18 سنة مرّت على الزلزال الكبير: اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. 18 سنة غيّرت الكثير من معالم لبنان السياسية خصوصاً في السنوات الثلاث الأخيرة، بعدما عاش لبنان أزمةً غير مسبوقة على الصعيد السياسي والمالي وما تبعها من انهيارات، دفعت أيضاً بنجله سعد الى تعليق عمله السياسي في البلاد والمغاردة إلى الإمارات العربية المتحدة.
رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي عاد الى بيروت في زيارة قصيرة، لإحياء ذكرى استشهاد والده، لاقى، صباح الثلثاء، حشداً سياسياً وشعبياً كان بانتظاره عند الضريح، أمام جامع محمد الأمين وسط بيروت، في حين استقبل قسماً من الجسم السياسي في بيت الوسط، كوفد من اللقاء الديمقراطي وآخر قواتي موفداً من رئيس الحزب سمير جعجع، إضافةً إلى عدد كبير من الشخصيات السياسية البارزة.
الحريري وفي حديث مع الإعلاميّين أكّد أنّ “الذين شاركوا اليوم في ساحة الشّهداء هم ضمانة البلد ورمز الاعتدال”، قائلاً: “أشتاق إلى لبنان كثيراً، ورغم أنّني تركتُ السياسة، إلّا أنّني لم أترك ناسي”.
الحريري أشار الى أنه ترك العمل السياسيّ كي لا يقول إنه “غير قادر”، واعتبر أن المكوّن السنيّ ليس مَن يعرقل اليوم انتخاب رئيس جمهوريّة، وقال: “لست من الأشخاص الّذين يقولون مش قادر وما بدّي.. فالبلد وصلَ إلى هذه الحالة نتيجة سوء الإدارة، ولبنان غنيّ جدّاً ويجب إدارته بما يصبُّ في مصلحة الناس”.
توازياً، وفي ذكرى اغتيال الحريري، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن مكافأة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن المتّهم باغتياله ورفاقه، سليم عياش.
وفود ديبلوماسية وشعبية زارت ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن أبرز الوجوه، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا التي وضعت إكليلاً من الزهر، والسفير الروسي الكسندر روداكوف، فيما نعت الخارجية الروسية الحريري قائلةً: “في 14 شباط تحل الذكرى الـ18 لاغتيال الشخصية الوطنية الكبيرة والسياسي البارز وصديق روسيا رفيق الحريري وعدد من رفاقه، بعمل إرهابي دنيء”.
واستذكرت الخارجية الروسية دور الحريري في التوصل إلى اتفاق الطائف الذي وضع نهاية للحرب الأهلية الدموية والمدمرة في لبنان التي استمرت من العام 1975 حتى العام 1990، مشيرةً إلى أنه زار روسيا مرات عديدة وبذل جهداً شخصياً ومؤثراً في تعزيز علاقات الصداقة الروسية – اللبنانية وتطويرها.
جعجع نشر بدوره صورة للرئيس الشهيد على حسابه عبر “تويتر”، واصفاً الاغتيال بالزلزال الذي اغتال زعيماً كبيراً ومشروع لبنان الجديد.
أمّا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي فاستذكر الحريري أيضاً، بتغريدة له عبر “تويتر”، واصفاً الذكرى بالمحطة المضيئة في تاريخ هذا الوطن، بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها في كل المجالات”، كما اعتبر وزير الداخلية بسام مولوي بعد قراءته الفاتحة وسط بيروت، أن “خسارة الرئيس الشهيد خسارة وطنية، ومن اغتاله أراد اغتيال الدولة، ونشدد على مسيرة إنقاذ لبنان من خلال الطائف والوحدة الوطنية والتمسك بالدولة”.
وعلى وقع الذكرى الأليمة، كانت الملفات المعيشية تزداد تعقيداً، حيث يواصل دولار السوق السوداء مساره التصاعدي ولكن بشكل جنوني، بعدما ارتفع أمس الثلثاء إلى 74000 ليرة للدولار الواحد، ورفع معه الأسعار بشكل كبير في الأسواق لا سيّما البنزين الذي بدأ يقترب من الـ1.500.000 للصفيحة الواحدة.
هذا ولا حلول تلوح في الأفق، لا من بوابة رئاسة الجمهورية ولا حتى من بوابة صندوق النقد الدولي، وقد ظهر ذلك بعد لقاء ثلاثي جمع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بمدير إدارة الشّرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدوليّ جهاد أزعور ونائب رئيس البنك الدوليّ لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج استكمالاً لنقاشات واشنطن، أشار بعده بو صعب إلى خلافات كبيرة تُعيق الاتفاق النهائيّ، “لكن للأسف لا حلول تُناقَش وليس هناك مَن يعملُ جديّاً لحلّها في لبنان”.