مايز عبيد – المدن

بعد شهر تنطلق الانتخابات البلدية في محافظة عكار بحسب المواعيد التي حددتها وزارة الداخلية والبلديات في الحادي عشر من أيار المقبل. أكثر من 130 قرية وبلدة، تستعد لإجراء الانتخابات البلدية. علماً أن هناك 25 بلدية منحلة، ومنها بلدية حلبا مركز المحافظة، موضوعة تحت إدارة محافظ عكار عماد اللبكي وأمين السر العام للمحافظة رولا البايع.

معارك البلدات الحامية
وفق معاينة ميدانية لـ”المدن”، تنتظر البلدات العكارية وأبناؤها هذه الانتخابات علّها تعيد النشاط المفقود إلى أغلب البلديات، التي اكتسحت النفايات شوارعها وسادت الفوضى والإهمال طرقاتها وأزقّتها. ثمة انتظار لهذا الإستحقاق لضخ دم جديد في جسم البلديات يعيد إليها روحها وحياتها خصوصاً تلك التي تعدّ بحكم الميتة سريرياً.

تستعد بعض البلدات في عكار لمعارك حامية كما يبدو المشهد حتى الآن. ومن هذه البلديات بلدة ببنين، وهي من كبرى البلدات التي من المفترض أن تتنافس فيها 3 لوائح أو أكثر، بالإضافة إلى رحبة وفنيدق وقرى في منطقة السهل ووادي خالد. وما كان يؤخّر المنازلات الانتخابية الحامية هو التأجيل تلو الآخر للإستحقاق في مجلس النواب. لكن بالمجمل، ما زال المشهد العام للانتخابات في عكار في طور التشكّل. فصورة التحالفات والمنافسات لم تنضج بعد بالكامل في معظم البلدات، حيال استحقاق منتظر ومؤجّل، يتداخل فيه العائلي بالحزبي بالعلاقات الشخصية.

محاولات التوافق
في بعض البلديات هناك محاولات للوصول إلى مجالس بلدية توافقية وتجنّب المعارك. بعضها قطع شوطاً جيداً مثل القبيات ومشمش وبعضها الآخر لا يزال في طور البدايات. في المقابل فإن قرى وبلدات أخرى أصبحت فيها المعركة الانتخابية بحكم المحسومة، بانتظار نضوج اللوائح وإعلانها بصيغتها النهائية. من هذه البلدات تبرز بلدة حلبا التي تستعد لانتخابات حامية كما تدلّ المؤشرات حتى الآن، تتخذ طابعاً عائلياً بالدرجة الأولى، ويبرز إسم رئيس البلدية السابق سعيد الحلبي كأحد أبرز المرشحين ويعمل على تشكيل لائحة.

أما في بلدة القبيات، فتتقدم حظوظ التوافق على إسم المرشح ميشال عبدو، وهو إبن رئيس البلدية الحالي عبدو عبدو. وبحسب المعطيات فإن الأمر يخطو خطوات متقدمة بدليل الاجتماع الذي جمع عضو تكتل لبنان القوي، النائب جيمي جبور والنائب السابق هادي حبيش وممثل حزب القوات اللبنانية. ومن القرى التي تتقدم فيها مساعي التوافق أيضاً عكار العتيقة بانتظار الأيام المقبلة لاتّضاح الصورة.

توفير الأموال لـ”النيابية”
أبرز القوى السياسية المؤثّرة في الإستحقاق البلدي في عكار هي: التيار الوطني الحر، وحزب القوات اللبنانية، وتيار المستقبل، والجماعة الإسلامية، بالإضافة إلى القوة التجييرية لنواب حاليين وسابقين في مناطقهم وبلداتهم. ويلفت عضو تكتل لبنان القوي النائب جيمي جبور في حديثٍ لـ “المدن”، إلى أن التيار الوطني الحر “يتعاطى مع الإنتخابات البلدية في عكّار بحسب خصوصية كل بلدة، وبحسب ما تفرضه مجريات المعركة الإنتخابية. ففي القبيات مثلاً، بدأت الأمور تأخذ مساراً توافقياً، ونحن شركاء في هذا التوافق. أما في عندقت فقد يكون التوجّه العام بالوقوف على الحياد، لأن للتيار مناصرين بين الطرفين. ويشدد جبور على أننا “في المكان الذي تقتضي فيه مصلحة التيار أن نتدخّل وندعم، فسنتدخل، وإذا كانت المصلحة بالحياد أو بالتوافق فسيكون”.

أما منسق حزب القوات اللبنانية في عكار روني سعد فيشدد على أن “ما يجري في القبيات هو توافق بين كل مكونات البلدة السياسية والعائلية وليس تحالف سياسي وضمن تمثيل متساوٍ للقوى فالقوات تخوض الإستحقاق البلدي وفق مقاربة واضحة، لاسيما في البلدات الكبرى. ففي بلدة عندقت مثلاً، شكّلت القوات لائحة تحالف مع طوني حنا، وتوجهنا سوياً نحو الإنتخابات. أما في قرى اخرى فنترك للقواتيين حرية الخيار ضمن التوجّهات العائلية ضمن جو انتخابي بعيدًا عن التشنج”.

من جهته قال مصدر قيادي في تيار المستقبل لـ “المدن” بأنّ “التيار يفضّل عدم خوض الانتخابات البلدية في عكار ودعم أي جهة أو لائحة على حساب أخرى لسببين: الأول، غياب الموازنات المالية لدى التيار لهذا الإستحقاق، والثاني نية التيار في خوض الانتخابات النيابية بعد انقطاع، وبالتالي فالتيار لا يريد أن يخسر أي جهة أو طرف أو عائلة في هذه الفترة”.

محافظة عكار والجهوزية
محافظة عكّار بأتمّ الإستعداد للإنتخابات. جميع الأمور اللوجستية باتت جاهزة بحسب أمين السر العام للمحافظة السيدة رولا البايع. وأضافت: “كنا ننتظر دعوة الهيئات الناخبة، لنبدأ قبول طلبات الترشيح، وقد جهّزنا مركزين هما بلدية حلبا إلى جانب السراي، وذلك تسهيلاً للعمل وتخفيفاً للضغط. كما أننا كشفنا على مراكز الإقتراع وسنعمل على تأمين الكهرباء لليوم الإنتخابي. وكوادرنا جميعها جاهزة”.