كرّمت نقابة القابلات القانونيات في لبنان، خلال احتفال أقامته لمناسبة اليوم العالمي للقابلة القانونية في ٥ أيار، وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض لجهوده في تعزيز دور القابلة القانونية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي التزم بها لبنان في جامعة الدول العربية.
وقال وزير الصحة: “يشرفني أن أتحدث إليكم اليوم في اليوم العالمي للقابلة القانونية. يوفر لنا هذا الحدث فرصة للتفكير في العمل المهم الذي تقوم به القابلات في بلدنا وحول العالم. فالقبالة تعتبر مهنة مهمة تمت ممارستها لقرون، حيث توفر الدعم الحيوي للمرأة وعائلتها أثناء الحمل والولادة وفترة ما بعد الولادة. لا يمكن المبالغة في القيمة المضافة للقبالة، فالقابلات لسن خبراء في مجال صحة الأم والطفل فحسب، بل يقدمن أيضا رعاية شاملة، بما في ذلك الدعم العاطفي والنفسي للنساء وأسرهن”.
اضاف: “لا شك ان الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان ادت الى التراجع في مستوى العديد من الخدمات الصحية، مما ادى الى تراجع مماثل في مؤشرات صحة الام والطفل، وفاقمت هجرة العاملين الصحيين من ذلك، وكل هذا حتم على وزارة الصحة العامة ايجاد الحلول، بالتعاون مع النقابات والاخصائيين والشركاء الدوليين”.
وتابع: “ان الاستراتيجية الوطنية للصحة، والتي اطلقتها الوزارة منذ شهرين، تحدد مسارا واضحا للخروج من الازمة، واهم ما فيها هو توجيه النظام الصحي الى نظام یعتمد بشكل اساسي ومبدئي على الوقاية والرعاية الصحية الاولية كحجر اساس، وخطوة اولى في السير نحو التغطية الصحية الشاملة. وتلحظ الاستراتيجية ايضا اهمية العامل البشري وضرورة الاستثمار فيه، والحفاظ عليه. وتعتبر ان النقص فيه هو التحدي الاكبر الذي سوف يواجه نظامنا الصحي في السنوات المقبلة”.
وقال: “ان وزارة الصحة العامة هي داعمة لنقابة القابلات القانونيات في لبنان، وتعتبرها شريكا اساسيا في نهوض نظامنا الصحي، وتحرص على مشاركتها في جميع المبادرات الصحية، بما في ذلك اللجان المعنية بصحة الام والطفل. ومكن هذا التعاون القابلات من المساهمة بخبراتهن ومعرفتهن في تطوير السياسات والبرامج التي تعزز صحة ورفاه النساء والأطفال في بلدنا”.
اضاف: “أحد المجالات التي للقابلات فيها تأثير كبير هو رعاية ما قبل الولادة في مراكز الرعاية الصحية الأولية. تلعب القابلات دورا حاسما في ضمان حصول النساء على رعاية جيدة أثناء الحمل، بما في ذلك الفحوصات المنتظمة، والاستشارات الغذائية، والتثقيف حول أهمية الرضاعة الطبيعية. ولا شك ان هذا سوف يؤدي إلى تحسين مؤشرات صحة الأم والطفل ، بما في ذلك انخفاض معدلات وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة”.
وتابع: “حدث مهم ايضا كان المشروع الذي بدأ في مستشفى رفيق الحريري الجامعي ، والذي اعتمد مبدأ عمليات الولادة تحت اشراف القابلات )midwife led delivery( بالتعاون مع منظمة اطباء بلا حدود، ودائرة امراض النساء والولادة في المستشفى. ويتضمن هذا البرنامج دورا اساسيا للقابلات في إدارة الولادات الطبيعية، مع استدعاء أطباء التوليد فقط في حالة حدوث مضاعفات. وقد ساعد هذا البرنامج في الحصول على مؤشرات ممتازة اهمها نسبة متدنية لعمليات الولادة القيصرية في حالات الولادة. وأدى نجاح هذا المشروع إلى بدء نقاش حول توسيع فكرة الولادة التي تقودها القابلة إلى مستشفيات عامة أخرى في لبنان”.
وأردف: “لا بد هنا من شكر المنظمات الدولية، وعلى رأسها صندوق الامم المتحدة للسكان و منظمة الامم المتحدة اليونيسف، على دعمها الدائم والمستمر لوزارة الصحة العامة وبرامجها لتأمين الرعاية اللازمة للام والطفل، وخاصة في هذه الظروف الصعبة، وما يقوم به لبنان بالنيابة عن العالم اجمع بتوفير هذه الخدمات للنازحين سواسية بالمواطنين، ومن غير تمييز”.
وختم: “تعتبر القبالة مهنة حيوية تلعب دورا اساسيا في تعزيز صحة ورفاه النساء وأسرهن. ويجب علينا أن نستمر في دعم القابلات والتأكد من أن لديهن الموارد التي يحتجنها لتقديم رعاية جيدة لمرضاهن، كما أحث شركاءنا على مواصلة التعاون مع نقابة القابلات القانونيات في لبنان لتطوير سياسات وبرامج تدعم عمل القابلات وتحسن نتائج صحة الأم والطفل في بلدنا”.