يشكو حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، من الضغوط الشديدة والمتكررة التي يتعرض لها منذ سنوات، والتي ساهمت ويساهم استمرارها بضرب القطاع المالي، وتلاشي ما تبقى من احتياطات مالية نقدية لدى مصرف لبنان.
وينقل بعض المقربين من سلامة، أن الأخير واجه منذ توليه حاكمية المركزي، استحقاقات كبرى سياسية وأمنية، لا علاقة له بمسبباتها، إنما السلطات السياسية المتعاقبة كانت هي المسؤولة عن الأزمات السياسية، التي لم تجد غير مصرف لبنان لتدفيعه كلفة تداعيات هذه الأزمات، مع وعود متكررة لهذه الحكومات لمصرف لبنان، بإجراء سلسلة من الإصلاحات التي تُمكن الحكومات لاحقاً من مواجهة أزماتها بنفسها، بعيداً عن استنفاد مالية مصرف لبنان، وهو الأمر الذي لم يُنفذ حتى السّاعة.
وينقل هؤلاء المقربين عن سلامة، أنه في كثير من الأوقات كان مصرف لبنان أمام خيارين لا ثالث لهما، إما تأمين طلبات الدولة الطارئة في أوقات الأزمات، وإما ترك الدولة تنهار وهذه مسؤولية كبرى يصعب على أي أحد تَحمُّل تبعاتها.
ويقول مصرفي كبير، إن الضغوط على حاكم المركزي من قبل السلطات السياسية مستمرة حتى الساعة، رغم تحذيرات الحاكم الذي يطلب منه في هذه الساعة الاستمرار في تمويل كلفة سياسة الدعم، رغم تأكيد سلامة، عدم قدرة مصرف لبنان على التمويل لأكثر من الشهرين، وإلا سيجد نفسه مضطراً، لمد يده إلى الإحتياطي الإلزامي، الذي هو للمودعين.