دمرت اسرائيل المسجد القديم في بلدة النبطية الفوقا، والذي ينسب إلى العلامة والأديب السيد ، أحد أعلام جبل عامل، وأحد أركان مؤتمر وادي الحجير العام 1920.
وكتب ياسر غندور، رئيس بلدية النبطية الفوقا:
مسجد الأنس الخاص الذي صدحت مئذنته طويلاً بصوت الحاج أبو عجاج منادياً كل فجر قبل الأذان
“أمن يجيب دعا المضطر في الظلم
يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
نام وفدك حول البيت وانتبهوا
وانت يا حي يا قيوم لم تنم
ادعوك الهي حزينا دائماً ابدا
فاسمع دعائي بحق البيت والحرم”.
كان عبدالحسين نورالدين عالماً وأديباً شاعراً، ولد في قرية (النبطية الفوقا) من جبل عامل، وكان فيها مدرسة (آل نور الدين) التي قصدها الطلاب من مناطق مختلفة وكان المشرف عليها في تلك المرحلة العلامة نور الدين.
ولد السيد عبد الحسين في بيت مؤمنٍ ومتواضعٍ، درس في النجف الأشرف على كبار العلماء مدة أربع عشرة سنة، من أساتذته الشيخ محمّد طه نجف، الشيخ محمّد كاظم الخراساني المعروف بالآخوند، السيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي، الشيخ فتح الله الإصفهاني المعروف بشيخ الشريعة. عمل بالتبليغ الديني ونشر الثقافة والوعي بين الناس، وكانت له مواقف جريئة خلّدته وجعلته في مصاف القادة الكبار وهو وقوفه إلى جنب الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين في مؤتمر وادي الحجير الذي إنعقد في 24 نيسان 1920 ضد الإحتلال الفرنسي، وعندما أرادوا أن يشكلوا لجنة لتذهب إلى سوريا وتلتقي الملك فيصل ليضعوه في أجواء المؤتمر، لم يجد السيد شرف الدين من يرافقه غير عبد الحسين نور الدين.
ومن شعره قصيدة أرسلها ـ من النجف أيّام دراسته فيها ـ إلى ابن عمّه السيّد محمّد نور الدين في جبل عامل:
إليكَ أبا العليا تُزجُّ الركائبُ ** ونحوكَ تنحو بالعفاةِ النجائبُ
وأنتَ أمانُ الخائفينَ وكعبةُ الرجاءِ ** ومَن تُطوى إليهِ السباسبُ
ومن قولِهِ فصلُ الخطابِ ورأيهُ ** الصواب لهُ علمُ الكتابِ مصاحبُ
إذا ما رمى للغيبِ ثاقب فكرِهِ ** فليسَ لهُ من مثبتِ اللوحِ حاجبُ
لكَ الطلعةُ الغرّاءُ في سننِ الهدى ** إذا خبطَ العشواء للغيِّ راكبُ
من مؤلّفاته “الكلمات الثلاث”، نقد كتاب حياة محمّد لمحمّد حسين هيكل، عمر والإسلام.
وبينما كان في زيارته إلى بعلبك وقد حل ضيفاً على العلامة الشيخ حبيب آل إبراهيم، وافته المنية من خلال نوبة قلبية ألمت به، وذلك في 15 تشرين الثاني من سنة 1950، وشيّع تشيعاً مهيباً في (النبطية الفوقا).