شعار ناشطون

“استضافة مونديال 2030”: المغرب يراهن على بنية تحتية قوية لتعزيز اقتصاده الوطني

10/06/25 09:01 am

<span dir="ltr">10/06/25 09:01 am</span>

تستعد المغرب لخوض غمار واحدة من أكبر التحديات الرياضية في تاريخها، إذ تسعى إلى استضافة “مونديال 2030″، في خطوة استراتيجية تفتح آفاقاً جديدة في مجال التنمية الاقتصادية والبنية التحتية.

 

 

 

يعيد هذا المشروع تشكيل البنية الاقتصادية والاجتماعية في المغرب، ويحقق قفزات نوعية في طموح الرباط لتكون مركزاً إقليمياً ودولياً في مجالات عديدة، بما فيها الرياضة والسياحة والاقتصاد الرقمي استثمارات ضخمة وبنية تحتية متطورة

 

مع التوجه الاستراتيجي نحو تنظيم كأس العالم 2030، أُطلقت مجموعة من المشاريع العملاقة لتأهيل البنية التحتية في المملكة المغربية، تتضمن توسيع شبكة الطرق السريعة، تحديث وتوسيع الملاعب الرياضية، تطوير المطارات، وتجهيز الموانئ لتكون على أتم الاستعداد لاستقبال الحدث الرياضي الضخم.

 

 

 

وفي سياق هذه الاستعدادات، أطلقت وزارة النقل المغربية خطة طموحة لزيادة طول شبكة الطرق السريعة من 1800 إلى 3000 كيلومتر بحلول عام 2030، ما يمثل نقلة نوعية في مجال النقل البري ويجعل المملكة واحدة من أكثر الدول تطوراً في قطاع النقل على مستوى القارة الأفريقية، ويعزز التواصل بين المدن الكبرى، ويسهّل الحركة التجارية والتنقل السلس للمواطنين والمستثمرين.

 

 

 

كذلك تواصل المغرب تطوير قطاعها السياحي برفع الطاقة الاستيعابية للوحدات الفندقية، مما يساهم في ترسيخ بيئة جاذبة للسياح، وسط توقعات أن يشهد قطاع السياحة ازدهاراً ملحوظاً بفضل المشاريع المترابطة التي تواكب الاستعدادات للمونديال، والتي تشمل بناء سبعة ملاعب جديدة وفقاً لأحدث معايير الفيفا. وهذا يعزز مكانة المغرب كوجهة سياحية ورياضية عالمية.توجهات استراتيجية

 

يؤكد الخبير الاقتصادي المغربي علي الغنبوري لـ”النهار” أن المغرب تظهر التزاماً استراتيجياً وطموحاً غير مسبوق في تطوير بنيتها التحتية. يضيف: “خصصت المملكة الغربية ميزانية ضخمة لتأهيل وتوسيع البنية التحتية ذات الصلة بمونديال 2030، وهذه استثمارات تتوزع على تطوير الملاعب الرياضية، شبكات النقل، والمطارات، وتأتي هذه الجهود في سياق رؤية المملكة لرفع مستوى المرافق إلى المعايير الدولية، وضمان جاهزية المدن المستضيفة.”

 

 

 

 

 

ويوضح الغنبوري بأن هذه المشاريع لا تقتصر على تحسين البنية الرياضية وحدها، بل تشمل توسعة شبكة السكك الحديدية، “فتمّ الشروع في تمديد خطوط القطارات فائقة السرعة بين مدن المغرب الكبرى، مثل القنيطرة ومراكش، ويجري العمل على تحديث شبكة المطارات المغربية”.

 

 

 

دعم النمو المستقبلي

 

يرى الخبير الاقتصادي المغربي هشام بن فضول أن البنية التحتية التي يجري تطويرها حالياً تعدّ فرصة اقتصادية غير مسبوقة، مضيفاً لـ”النهار”: “سيكون لتطور القطاع السككيّ، البنية التحتية السياحية، إضافة إلى التوسع في الاستثمارات الرقمية، دور كبير في جذب الشركات الأجنبية وتوسيع نطاق التجارة والخدمات في المستقبل.”

 

 

 

ويؤكد بن فضول أن هذه التحولات تأتي في وقت حساس، “فالمغرب تمر بمرحلة تطور اقتصادية متسارعة، وهي فرصة لتحسين مستوى الإنتاجية وزيادة الاستثمارات المحلية والدولية، كما تعتبر البنية التحتية الرقمية من العوامل المهمة التي يجب استثمارها، خاصة في ظل الثورة التكنولوجية الحالية التي تشهدها السوق المغربية”.

 

 

 

تحول كبير

 

تشهد المغرب مرحلة تحول كبيرة، حيث تسير الاستعدادات لمونديال 2030 جنباً إلى جنب مع مشاريع عملاقة تهدف إلى بناء مستقبل اقتصادي مستدام. ووفقاً لتوقعات خبراء اقتصاديين تحدثوا لـ”النهار”، ستشكل هذه المشاريع قاعدة صلبة لانطلاقة المملكة نحو الريادة في مجال البنية التحتية والنقل، مما يمنحها موقعاً استراتيجياً في الساحة الدولية، ويعزّز من فرص استثمارها على المدى الطويل. يتوقع الخبير الاقتصادي المغربي محمد جدري لـ”النهار” أن تمثل الاستثمارات المرتبطة بمونديال 2030 محركاً رئيسياً للانتعاش الاقتصادي.

 

 

 

ويضيف: “إن المغرب تملك رؤية اقتصادية واضحة المعالم تهدف إلى مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي، لذلك ستمثل مشاريع البنية التحتية التي تواكب استضافة كأس العالم عنصراً أساسياً في هذا التحول.”

 

 

 

ويشير جدري إلى أن هذه المشاريع تساهم بشكل كبير في خلق فرص العمل، خاصة في قطاعات البناء، العقارات، والفنادق، متوقعاً أن يتزايد الطلب المحلي على المواد الخام والخدمات، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويوفر فرص عمل في العديد من القطاعات.

تابعنا عبر