
أثار انتقال اللاعب الجزائري إسماعيل بن ناصر من ميلان الإيطالي إلى مرسيليا الفرنسي على سبيل الإعارة لمدة 6 أشهر مع خيار الشراء، جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية، سواء في إيطاليا أو الجزائر.
هذه الخطوة جاءت بعد تقارير أكدت أنّ رغبة اللاعب كانت العامل الأساسي لإتمام الصفقة في اللحظات الأخيرة من سوق الانتقالات الشتوية، رغم تمسّك إدارة النادي الإيطالي بخدماته.
مغادرة بن ناصر ميلان شكّلت مفاجأة لكثيرين، إلا أنّ البعض رأى أنّ الانتقال كان ضرورياً لاستعادة مستواه الاستثنائي الذي ظهر به مع الـ”روسونيري” منذ انضمامه إليه صيف 2019 باعتباره أحد أعمدة الفريق الأساسية على مدار المواسم الماضية، مما زاد من دهشة الجماهير عند اتخاذه قرار الرحيل.
واعتبر البعض أنّ الانتقال إلى الدوري الفرنسي قد لا يكون الخيار الأمثل، نظراً إلى فارق المنافسة بينه وبين الدوري الإيطالي.
اختيار بن ناصر للنادي الفرنسي لم يكن عشوائياً، إذ وفرت عوامل عدة بيئة مثالية له للنجاح، مثل إتقانه اللغة الفرنسية وسهولة التأقلم مع الحياة في فرنسا، ويُضاف إلى ذلك، المشروع الطموح الذي يقوده المدرب الإيطالي روبيرتو دي زيربي، المعروف بمهارته في تطوير اللاعبين.
إلى ذلك، سيتواجد بن ناصر ضمن مجموعة من اللاعبين المميزين أمثال أدريان رابيو وأمين غويري وغرينوود؛ ووجود مهدي بن عطية في منصب المدير الرياضي يُضيف طابعاً خاصاً، مما يمنح بن ناصر شعوراً بالدعم والتشجيع.
منذ بداية مشواره مع ميلان، كان بن ناصر لاعباً بارزاً ترك بصمته كأحد أبرز اللاعبين العرب في أوروبا. ومع الوقت، أصبح الدينامو المحرّك لخط وسط ميلان، خصوصاً خلال فترة المدرب ساندرو تونالي.
لكنّ مسيرته واجهت منعطفاً صعباً بسبب الإصابات المتكرّرة التي بدأت مع إصابته بفيروس كورونا عام 2021 وتفاقمت مع مرور الوقت لإصابات عضلية مختلفة، لتصل إلى التعرّض لإصابة خطيرة في الرباط الصليبي عام 2023. ورغم تعافيه الجزئي وعودته إلى الملاعب، إلا أنّ إصابة جديدة في عضلة السمانة استمرّت في تعطيل مسيرته وأثرت بشكل كبير على مستواه.
بعد مشاركاته المحدودة أخيراً مع ميلان، بدا واضحاً أنّ تأثير الإصابات لا يزال عالقاً، وهو قد يكون السبب الأساسي وراء قراره ترك النادي.