إرباك في شرق المتوسط والقائم بأعمال إيران
يرى أن إغتيال هنية خطأ إستراتيجي.
أميركا تهدد إيران وترسل طائرات إف-22 إلى المنطقة.
مفاوضات تحت الطاولة لعقد تسويات وصفقات.
بقلم الكاتب صفوح منجّد
يسود الترقب ويخيّم الإنتظار على مختلف جبهات ومواقع المواجهات العسكرية في المنطقة سواء تلك المحيطة بمنطقة المجابهة أو على جبهة القوى التي تنتظر لحظة إستدعائها للإنخراط في معركة المصير التي تترقبها الجبهات العسكرية.
فقد تأخر الرد المنتظر لإيران وحزب الله على إسرائيل؟ في حين يسود الإرتخاء جبهات العدو بإنتظار ساعة الصفر.
والجواب لدى طهران والحزب أنهما لم يوفقا حتى الان في تحديد هدف يشكل رسالة قوية ضد إسرائيل من جهة، ولا يؤدي الى فتح حرب شاملة من جهة ثانية.
وكشفت المعلومات أن هناك مفاوضات تجرى تحت “الطاولة” بين إيران وأميركا ودول أخرى، وذلك لعقد تسويات، وربما صفقات، يتحدد على أساسها حجم الضربات ومداها.
ويرى المراقبون أن الجواب المشروع لم يتقرر بعد لتحديد الأقرب الى الحقيقة والواقع.
فإيران والحزب اكدا أكثر من مرة، خلال الأيام التسعة التي تلت اغتيال اسماعيل هنية وفؤاد شكر، ان الرد حتمي وانه آت لا محالة، وبالتالي فان الجميع بإنتظار الرد المناسب، الذي قد يتأخر لأسباب ميدانية ليس إلآ، على جبهات القتال.علما ان المفاوضات التي اجراها قائد القيادة الوسطى الاميركية في اسرائيل افضت الى نتيجة تتمثل في إحجام العدو عن توجيه ضربة استباقية ضد لبنان، التي تزايدت المطالبة بها اسرائيليا بعد الضربات التي وجهها حزب الله ضد نهاريا وعكا الثلاثاء الفائت.
الأمر الذي بات يتطلب مرحلة إما لإلتقاط الأنفاس أو للإمعان في الاستعداد للحرب؟ وحتى اليوم، وفي ظل كل المؤشرات، فإن فرص الحرب أو الضربات الموضعية أو نجاح جهود تفادي الحرب، شبه متساوية، ولو لم يكن الامر كذلك، لما كنا دخلنا في الأسبوع الثاني على اغتيال اسماعيل هنية وفؤاد شكر، ولم تندلع الحرب او تنفذ الضربة، بإستثناء بعض”المماحكات”على جبهات القتال والمواجهات الدامية والإستنفارات “الكلامية” بإنتظارالتركيزعلى ارجحية الضربة، وما هو حجمها؟ وكيف سيكون الرد عليها؟
و العنصر المستجد في هذه التطورات، هو انتخاب يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس خلفا لاسماعيل هنية، والسؤال هنا: ما هو تأثير وصول السنوار على رأس حماس في خضم مساري الحرب والمفاوضات؟ فالجميع في انتظار القرار الاول الذي سيتخذه السنوار، سواء عسكريا أو على مستوى المفاوضات !!
وفي هذا السياق، ومن ضمن المواقف، أكد القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري، ومن مدينة جدة السعودية، أن اغتيال هنية في طهران “خطأ استراتيجي” سيكون “مكلفا” لإسرائيل، ولكن في صالح “أمن المنطقة واستقرارها”. باقري تحدث غداة اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي.
وفي سياق “وحدة الضربات”، أعلن عبد الملك الحوثي أن الحركة ستنسق مع أعضاء آخرين في “محور المقاومة” في أي عملية مشتركة. وأضاف أن أي قرار للرد سيتخذه المحور بكامل أعضائه.
وهذا التضارب في المواقف وصفته اوساط مطلعة أنه تطور سعودي داخلي وقد أصدر الملك سلمان مرسوما ملكيا يسمح لمجلس الوزراء بالانعقاد حتى لو لم يرأسه هو أو رئيس الوزراء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وجاء في تفاصيل المرسوم: “يكون انعقاد الاجتماع، إذا لم نحضره ولم يحضره رئيس المجلس أو أي من نوابه، برئاسة الأكبر سنا من أعضاء المجلس الحاضرين من أبناء أبناء الملك المؤسس.”
واللافت أن المرسوم جاء بناء على ما عرضه ولي العهد الامير محمد بن سلمان.
وبرز في هذا الإطار إهتمام القيادة الأميركية الوسطى بتأمين حماية اسرائيل بحرا وجوا، إذ أعلنت أن طائرات “إف-22” وصلت إلى المنطقة كجزء من التعزيزات العسكرية الأميركية لمواجهة تهديدات إيران ووكلائها وإذ يجتمع الكابينت في تل ابيب أطلقت اسرائيل العنان لمخيلتها بالرد.
وقالت يديعوت أحرونوت إن السيناريو الأسوأ هو شن هجوم مزدوج من قبل إيران وحزب الله في آن واحد، وأوضحت أن تقديرات الأجهزة الأمنية تشير إلى تضاؤل فرص الهجوم المزدوج، وأن رد إيران قد يتمثل في هجوم بمئات الصواريخ والمسيرات، في حين أن حزب الله قد يوجه ضربات رمزية ضد أهداف تقع إلى الجنوب من حيفا.
وقدرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن الحزب سيكون البادئ في الهجوم الذي قد يستمر ساعات أو أياما، ويتوقع أن يكون هو الأوسع منذ انتهاء حرب عام 2006،ومن جهته رأى بنيامين نتنياهو: “إن اتساع رقعة الحرب في غزة سيتحول إلى صراع إقليمي وفي ذلك مخاطرة أدركها لكنني مستعد لخوضها”.
والجدير ذكره أن ما يمكن نتنياهو من الإستمرار في بحر الدم هو اضافة الى الدعم الاميركي، الصمت الغربي عن تحويل المواقف الى آليات فاعلة ضد اسرائيل.
غير أن المسؤول الأميركي أوضح أن رسالة واشنطن إلى طهران لم تتضمن تهديدا بتنفيذ ضربة أميركية ضد أهداف في إيران، بل هي تحذير من العواقب على اقتصادها واستقرار حكومتها.
وأكدت الصحيفة أن الإدارة الأميركية بعثت برسالة إلى إيران بأن هناك خطراً لحدوث تصعيد إذا شنت هجوما انتقاميا كبيرا ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)إسماعيل هنية في طهران.
وفي السياق ذاته، نقل موقع “أكسيوس” عن مصدرين مطلعين أن قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال مايكل كوريلا زار إسرائيل اليوم الخميس للمرة الثانية خلال أسبوع.
وبحسب الموقع، فإن زيارة كوريلا إلى تل أبيب تهدف لتعزيز التنسيق تحسبا لهجوم محتمل من قبل حزب الله وإيران على إسرائيل.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن وقف إطلاق النار بقطاع غزة من شأنه أن يخفف التوترات في المنطقة بشكل كبير.
وأضاف بيان للوزارة أن واشنطن تركز على محاولة إقناع جميع الأطراف في المنطقة بعدم اتخاذ مزيد من الخطوات لتصعيد الصراع.
وشددت الخارجية الأميركية على أن تصعيد الصراع قد يؤدي إلى الإضرار بالاقتصاد الإيراني.