شعار ناشطون

إحتفلت مدرسة الكلمة-مار أنطونيوس في شكا المعروفة بمدرسة الرهبان، بحفل تخرّج تلاميذ الصفّ الثالث ثانويّ

30/06/22 10:54 am

إحتفلت مدرسة الكلمة-مار أنطونيوس في شكا المعروفة بمدرسة الرهبان، بحفل تخرّج تلاميذ الصفّ الثالث ثانويّ، برعاية وحضور قدس الأب العام نعمة الله الهاشم السامي الاحترام رئيس عام الرّهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، والنائب أديب عبد المسيح والدكتورة سعيدة العم ممثلة النائب ميشال معوض ورئيس بلدية شكا فرج الله كفوري وشخصيات وفعاليات تربوية واجتماعية. هذا الحفل أظهر للجميع دور المدرسة الفعّال على الصعيد التربويّ من حيث تأمين جودة عالية في الإدارة والتعليم وفقًا لرؤية وخطّة عمل استراتيجيّة واضحة الأهداف. إنّ هذه المدرسة التي تنتقل إلى المنهج الإنكليزيّ بآليّة عمل دقيقة، بدأت هذه الخطوة الجريئة والواثقة بعد عمليّة رصد دقيقة لحاجاتها بهدف ضمان استدامة رسالتها وحاجة بيئتها ومجتمعها القريب والبعيد.
كان واضحًا خلال إلقاء مدير المدرسة الأب شربل يوسف كلمته تشديده، ليس فقط على الدرو التربويّ الرياديّ الذي لعبته المدرسة خلال الثلاث سنوات الأخيرة، إنّما أيضًا على الدور الاجتماعيّ الكبير الذي أرادت من خلاله أن تقف إلى جانب مجتمعها وتسانده في هذه الأزمات التي تعصف به. أطلقت المدرسة مع مجموعة من تلاميذ المرحلة الثانوية مبادرة اجتماعيّة أسمَتها “مبادرة أمل Hope” هدفت من خلالها إلى السعي الدائم لتأمين المساعدات الأسبوعيّة للعائلات الأكثر حاجة، أكانت مساعدات اجتماعيّة أو ماليّة أو طبيّة… وقد حاز التلاميذ، بإصرارهم وعملهم الاجتماعيّ البحت الخالي من الميول السياسيّة والمصالح الفرديّة، على ثقة أبناء بلدة شكا المقيمين والمغتربين، فأضحوا بذلك الوسيلة التي ربطت بينهم وبين أهل بلدتهم.
وعلى الصعيد عينه، أكّد المدير بأنّ المدرسة أسّست مكتبًا للإرشاد الاجتماعيّ، مهمّته دراسة ملفات العائلات، وتأمين المساعدات الماليّة للتلاميذ كافّة ليتمكّنوا من إكمال دراستهم بكرامة.
إنّ كل مَن شارك في حفل التخرّج لاحظ بوضوح كمًّا كبيرًا من الإيمان بالله والإنسان والوطن، ظهر في كلمات التلاميذ والإدارة وحتى في أجواء الحفل بشكل عام ومشاركة الكشاف الماروني فوج مار مارون التي أضفت على الحفل المزيد من الرهبة والالتزام والتميّز؛ وقد عبّر قدس الأب العام عن ذلك حين قال: “إنّ رهبانيّتنا اليوم تشعر بالفخر بتاريخها وحاضرها، الذي يتجسّد اليوم في بلدة شكا… خاصّة عند سماعنا كلّ هذا التعبير عن الإيمان بالله وبالإنسان. هذا الإيمان هو أساس الشراكة التي قامت ما بين الرهبانيّة ومجتمعها منذ التأسيس أي منذ أكثر من 380 سنة، وتحديدًا مع بلدة شكا منذ أكثر من سبعين سنة”.
لم يخفَ على أحد من المشاركين ومن الذين تابعوا الحفل مباشرة على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمدرسة، نوعيّة الحضور المتنوعة والمختلفة، فإنّ المدرسة ونتيجة مثابرتها ووتألّقها الكبير، تمكّنت من جمع الشخصيات السياسيّة والحزبيّة المختلفة، والكثير من الفعاليات الاجتماعيّة، ورجال الدين، والشخصيات التربويّة والجامعيّة. نجحت المدرسة بأن تكون بيئة حاضنة للجميع لما فيه خير المجتمع.
أكّد مدير المدرسة بأن هذا الصرح مستمرّ برسالته التربوية والاجتماعية مهما اشتدّت الصعاب، وذلك لثلاثة أسباب: أوّلاً، الإيمان بالله وبالرسالة التي عالى عاتق المدرسة والرهبانية في هذه البقعة من شمال لبنان. ثانيًا، الرؤية الواضحة الأهداف والتخطيط الاستراتيجي المستمرّ. وثالثًا، التلاحم القائم بين المدرسة ومجتمعها، فهي تفخر به وتتكّل عليه، وهو يفخر بها ويتكّل عليها.
أثبتت مدرسة الكلمة – مار أنطونيوس في شكا أنّ دورها لا يقتصر على تأمين جودة التعليم العاليّة التي تنافس بها أفضل المدارس، بل أيضًا مساندة الإنسان، كلّ إنسان، للعيش بكرامة ولمواجهة الصعوبات بروح إيمانيّة كبيرة. هنيئًا لبلد ما زال فيه مؤسسات تنظر إلى الإنسان وتحتضنه، هنيئًا لمدرسة لا تزال تؤمن أن ما تقوم به هو رسالة في الدرجة الأولى، هنيئًا لتلاميذ مدرسة الكلمة – مار أنطونيوس شكا على الروح القياديّة والإميانيّة التي أظهروها ووعدوا أن يضعوها في خدمة مجتمعهم ووطنهم. شكرًا لمؤسسة تربوية تؤمن وتعمل على تنشئة مواطنين قادة حقيقيّين يتحلّون بالقيَم الإيمانيّة والوطنيّة والإنسانيّة.

تابعنا عبر