شعار ناشطون

إحتفالية طرابلس الثقافية من دون مدينة

08/07/23 10:46 am

<span dir="ltr">08/07/23 10:46 am</span>

 

 

وجّه رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجّد بإسم المجلس والهيئات الثقافية المنضوية في إطار إتحاد الهيئات الثقافية في طرابلس والشمال كتابا مفتوحا إلى رئيس الحكومة اللبنانية والمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم معالي الدكتور محمد ولد إعمر وإلى نواب مدينة طرابلس  والهيئات الثقافية والفاعليات ورئيس بلدية طرابلس وغرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال ونقابات المهن الحرّة وكافة الأدباء والشعراء والفنانين والمثقفين بشأن ما يجري تداوله والإعداد له على الصعيد “الرسمي” من تحضيرات لإحتفالية طرابلس عاصمة للثقافة العربية العام 2024.

أيها السادة

يطيب لنا أن نتوجه إليكم من خلال ما يتضمنه كتابنا هذا،لنضعكم في حقيقة ما يتم التحضير له على صعيد هذه الإحتفالية التي لطالما إنتظرناها منذ العام 2016 وحتى اليوم وقد مرّ “تحديدها” بأنواع مختلفة من المراحل التي أدت إلى تأجيلها مرارا ليرسو التاريخ على تحديدالعام 2024 موعدا لهذه الإحتفالية الكبرى التي إنتظرها وينتظرها معنا كافة اللبنانيين وشعوبنا العربية نظرا لأهمية طرابلس عبر التاريخ والموقع الذي لطالما إحتفظت به على مختلف الصعد النضالية الإنمائية الحضارية.

ونحن في المجلس الثقافي والهيئات الثقافية كان ولم يزل “مشوارنا” مع التحضيرات جارية في كافة الإتجاهات والمواقع، كما كنا ننتظر الإنخراط في الأنشطة المختلفة على كافة الصعد وفق برامج أعددنا لها وكان يتم إعادة النظر بها وإستبدالها مع كل مرة يجري فيها تعديل تاريخ هذه الإحتفالية.

ونفيدكم علما أن المجلس الثقافي والهيئات الثقافية كان لها دورها البارز في أعقاب إتفاقية الطائف وما تضمنته  من تشريعات وتحديثات حيث تقرر للمرة الأولى إنشاء وزارة الثقافة اللبنانية في أعقاب التظاهرة التي دعا إليها الرئيس السابق للمجلس الدكتور الراحل نزيه كبارة وشارك فيها جمع كبير من الأدباء والكتّاب والفنانين للمطالبة بتحقيق هذا المشروع الذي ورد في “الطائف” والذي تم إنجازه في العام 2011 مع تعيين أول وزير متفرّغ للشؤون الثقافية ولتبدأ معه منذ ذلك الحين علاقة متينة بين وزراء الثقافة وبين مدينة الفيحاء طرابلس.

وإنطلاقا من ذلك التاريخ أطلقت والمجلس الثقافي “إحتفالات تحضيرية سنوية” حملت عنوان “ايام طرابلس الثقافية” تحضيرا لإحتفالية طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2024. ومن هذه النشاطات على سبيل الإشارة لا الحصر تنظيم عروض مسرحية في موضوعات مختلفة وتشجيع العناصر الشابة بشكل خاص وتفعيل المسرح الإيمائي وإقامة سلسلة من الندوات والأمسيات الشعرية وعرض أفلام تاريخية وحديثة، وإعادة إفتتاح “السينما الصيفية” مع أفلام عربية تعود إلى الزمن الجميل وإقامة معارض فنية مختلفة وإستقبال فرق موسيقية وتنظيم أمسيات لشعراء هواة ومبدعين في هذا المجال.

وكنا ولم نزل مع الشعار الذي لطالما رفعناه ورددناه وهو “لن تعود طرابلس إلى ألقها وإزدهارها إلآ عندما يعود الشمال إليها. وهذا ليس بالأمر الطارىء على المجلس وعلى مدينة طرابلس، مدينة العلم والعلماء، عِلما إلى أن هيئة التأسيس للمجلس الثقافي للبنان الشمالي ضمت يوم إنطلاقته إسم المفتي السابق الراحل طه الصابونجي وإسم الأب الراحل طانيوس منعم، وهو أي المجلس كان ولم يزل يضم أعضاء من مختلف الطوائف وقد ساهموا ويساهمون في إبراز كنوز الفكر والإبداع التي تعبق بها فيحاؤنا ولم تزل، وفي ذلك الرد على ما أثير حول رسالتنا السابقة التي تناولنا فيها بعض إشكاليات التحضيرات لهذه الإحتفالية الكبرى والتي لم يكن مبعثها سوى إحساسنا بالغبن الذي لحق بالمدينة وبأهلها من جراء بعض التدابير والإجراءات المتعلقة بهذه الإحتفالية.

أيها السادة

لقد ساءنا جدا ما تم الإقدام عليه على صعيد تشكيل اللجنة المركزية للإحتفاء بطرابلس عاصمة للثقافة العربية للعام 2024 برئاسة وزير الثقافة وعضوية 15 موظفا إداريا بقرار موقّع من رئيس مجلس الوزراء، وجميع من وردت إسماؤهم هم من خارج طرابلس والشمال، ولم يتم تعديل هذا القرار لاحقا بعد ما أثرناه من تحفظات، مطالبين بلجنة محلية للإشراف على هذه الإحتفالية لم يأخذ طريقه للتنفيذ، بل جرى عكس ذلك حيث تمسك المعنيون باللجنة المركزية فقط وحاولوا تشكيل لجان فرعية دون المستوى المطلوب والتي سرعان ما دبّ فيها الخلاف وتبعثرت كالرياح.

ومن حقنا أن نسأل: ماذا لو كانت المعنية بهذا الإحتفال مدينة أو مكان آخر في لبنان؟ هل كان المسؤولون يتعاملون مع أبنائها وفعالياتها بهذه اللامبالاة وبهذا الإستلشاق؟

ويبدو أن ما تبلغه المسؤولون من الأمانة العامة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتخصيصها مبلغا ماليا لإحتفالية طرابلس قد “أثلج” صدورهم وبات همّهم كيف يتقاسمون هذه الهبة مع حاشيتهم!!

لذلك نتوجه إليكم أيها السادة للمساهمة في إعادة النظر في هذه الأوضاع مجتمعة بما في ذلك إمكانية تأجيل هذه الإحتفالية في الوقت الذي تضاف إليه هذه المشاكل الخلافية واللوجستية إلى تلك المآسي التي يعاني منها لبنان عامة وطرابلس بصورة خاصة في هذا الزمن الرديىء وما يتعرض له اللبنانيون عامة من تدهور في الحياة الإقتصادية والمعيشية إضافة إلى تزايد الأعمال الأمنية والتي من شأنها أن لا تسمح بإجراء إحتفاليات كبرى، ولا نقول أكثر، وسط إنعدام الظروف التي بإمكانها أن تسهل عملية إنتخاب رئيس جمهورية جديد وإستعادة الهدوء والإطمئنان والنهوض بمؤسسات الدولة التي تعاني من شلل كبير في كافة اعمالها وأنشطتها.

ويقينا أن هذه الإحتفاليات ستكون عرضة لأعمال الفساد المالي بشكل خاص سيما وأنه حتى اليوم لم يتم تأمين فندق واحد أو أكثر بإمكانه أن يستقبل الضيوف في مدينة تخلو من أماكن إقامة الزوار.

فهل يليق بمدينة تاريخية عابقة بالتراث وبالتاريخ والحضارة والعلم والثقافة أن يكون إحتفالها على هذا القدر من اللاهتمام بأوضاعها الراهنة ولم يُبذل أي أمر أو تدبير لتفعيل وإبراز معالمها الحضارية والإنسانية وأن يُقتصر الامر كما هو متوقع على أيدي هذه “الحفنة” اللامسؤولة لا عن مدينة ولا عن بلد ولا عن وطن وشعب.

تابعنا عبر