مقال للكاتب صفوح منجّد
تُجمع الهيئات السياسية والقيادات الحزبية على إمتداد منطقة الشرق الأوسط أن حالة الإستقرار وإستعادة الهدوء والسكينة أصبح من المحال إن لم نقل من ( سابع المستحيلات) من جراء التدهور الأمني من جهة وإتساع رقعة المواجهات بين “أعداء اليوم وحلفاء الأمس”.
وبالإمكان القول أن ساعات الليل الأخيرة يمكن وصفها بأنها “ليلة الغارات بإمتياز” على منطقة إقليم التفاح وبلدتي ياطر وحانين بقضاء بنت جبيل لتمتد المواجهات حاصدة عشرات الضحايا التي إستدعت (وفق ما يقوله الجنود في ميادينهم) بأنه يوم المسيّرات في الليالي الحالكة والملفت أن مسارها في سماء المنطقة الحدودية بشكل خاص كان على إرتفاع منخفض ومتعدّد الإتجاهات وطاول سماء جباع، جرجوع، أرنون، كما إستهدفت هذه الغارات إقليم التفاح، بصليا، البريج، والمنطقة بين حومين الفوقا ودير الزهراني.
في حين كان جنود العدو الإسرائيلي بالمرصاد يطلقون نيران رشاشاتهم الثقيلة بإتجاه بنت جبيل وعيتانا وعيترون. كما تواصل تحليق المسيرات المعادية في أجواء صور ومحيطها.
ومقابل كل هذا الإجرام والخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات رأى نتنياهو أن إطلاق الصواريخ نحو جباع هو خرق خطير لوقف إطلاق النار (وماذا عن بقية المناطق التي دمرها القصف الإسرائيلي)؟
ومن جهته رأى رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن الرئيس المقبل للجمهورية سيأتي صناعة وطنية لبنانية، وأن الجهد سيتركز خلال الفترة الفاصلة عن موعد الجلسة، في إتجاه السعي إلى التوافق لإختيار رئيس مقبول من قِبل أوسع مروحة نيابية ممكنة وقال: حتى لو لم يحصل التوافق فأنا ماضٍ حتى النهاية في عقد الجلسة (التاسع من الشهر القادم) معتبراً ان الأولوية هي لمحاولة تأمين تفاهم على إسم يستطيع نيل 86 صوتا حتى يبدأ عهده قويا ومحصّنا بإلتفاف وطني واسع.
وعلى صعيد آخر لفت مراقبون أن الخروقات الإسرائيلية المتكررة لإتفاق وقف الأعمال العدائية والتي تتخذ أشكالا متعددة، ردت عليها المقاومة بإستهداف موقع رويسات العلم التابع لجيش العدو الإسرائيلي في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، كردٍ دفاعي أولي تحذيري على إعتبار أن المراجعات للجهات المعنية بوقف هذه الخروقات لم تفلح!!
إضافة إلى هذه الأجواء هناك ملف آخر بدأت دائرة الإهتمام به تتوسع، وهو يتمحور حول التطورات المتسارعة في الميدان السوري، ووصف مراقبون أن وقف إطلاق النار في لبنان يترنّح والتمدد السوري في المنطقة على فوهة بركان لاسيما وأن المنطقة غارقة بالغارات الإسرائيلية وقد شملت بلدة في شمال قضاء الهرمل ملاصق للحدود السورية.
وبمعزل عن إتجاه الأمور في المرحلة المقبلة فالواضح أن تأخير ما يحصل على صعيد الآلية العملية لمراقبة تنفيذ الإتفاق سيساهم في تحرك الطيران الحربي السوري والروسي كما ذكرت المصادر، لقصف مواقع وتجمعات للفصائل المعارضة فيما تدفّق مئات المسلحين التابعين لفصائل عراقية مدعومة من إيران إلى سوريا وطبعا للمشاركة في مضاعفات الأجواء القتالية والمتشنجة على حدٍ سواء، وبالطبع ستواجه بقوات سورية مدعومة من حلفاء، علّها تستطيع الحفاظ على ما تبقى من نفوذ في الهلال المرتسم من إيران إلى لبنان.
وفي الإنتظار تؤكد المنصات التابعة للجماعات المسلحة تراجع القوات السورية بشكل مستمر، وتشدد وسائل الإعلام الرسمية السورية في المقابل (أن الأمور تحت السيطرة وأن العدّ العكسي لإعادة بسط سيادة الدولة على كامل الأراضي التي إنتُرعت منها في الأيام الأخيرة ، وقد بدأ ذلك على وقع حركة الإتصالات الروسية- الإيرانية – التركية، والمواقف العربية والغربية المنددة بالإرهاب.