
جوزفين ديب – اساس ميديا
أطلّت الموفدة الأميركية إلى لبنان مورغن أورتاغس بحلّة لا تشبه حلّتها في بعبدا في اليوم الذي أثارت فيه عاصفة ارتجاجات في شأن موقفها من “الحزب”. هذه المرّة بدت أورتاغس أكثر دبلوماسيّة وأكثر تمكّناً من الوقوع في الفخاخ اللبنانية. بدت مراعية لحساسيّات الوضع. مشت بين النقاط في كلامها، لكنّها في الوقت نفسه أوصلت الرسالة جيّداً، وأهمّها تشكيل “لجان دبلوماسية” لمتابعة الملفّات العالقة، من الانسحاب الإسرائيلي إلى تثبيت الحدود وتحرير الأسرى. وفي اجتماع الناقورة يوم الثلاثاء خطوة أولى في مسار تفاوضيّ طويل، لا سيما وأن عدد الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل يفوق العشرين، علاوة على ربط تسليمهم بإطلاق ناشطة إسرائيلية مخطوفة لدى كتائب حزب الله العراقي.
لم يأتِ لقاء الناقورة الذي أدّى إلى تحرير خمسة أسرى صدفة. في معلومات “أساس” أنّ فريق رئيس الجمهورية جوزف عون سبق أن بدأ العمل منذ خطاب القسم. وفي التفاصيل أنّ مفاوضات جرت مع الجانب الأميركي للتوصّل إلى نقطة انطلاق لحلّ ثلاثة عناوين شكّلت تحدّياً فعليّاً في بداية عهد الرئيس عون لإثبات نجاح المسار الدبلوماسي في حلّ النزاعات.
في معلومات “أساس” أنّ المفاوضات التي جرى خوضها في المرحلة الماضية، وإن أثمرت عن تحرير خمسة أسرى، تحتاج إلى استكمال
عليه، توجّه الجنرال الأميركي جاسبر جفرز مع السفيرة الأميركية ليزا جونسون إلى قصر بعبدا صباح أمس الثلاثاء، واستمع إلى مطلب رئيس الجمهورية، ثمّ توجّه إلى الناقورة، حيث حضر أيضاً الجانب الفرنسي بشخص الجنرال غيوم بونشان الذي عمل على إنجاح المفاوضات، بالإضافة إلى الوفدين العسكريَّين اللبناني يفصل بينهما اليونيفيل. في اللقاء أُطلقت عجلة العمل. ولم يكن هذا اللقاء ليحصل من دون اجتماعات سبقته، في واشنطن وتل أبيب وبيروت. جرى تحرير خمسة أسرى، والاتّفاق على تشكيل لجان لاستكمال تحرير الأسرى الذين لا يزالون لدى إسرائيل.
وفي مقابلة تلفزيونية، كانت أورتاغس تضع عناوين المرحلة:
إنّ لجاناً دبلوماسية ستتشكّل للتنسيق في حلّ الملفّات. وفي هذه النقطة تحديداً إشكاليّة غير واضحة بعد. ماذا تعني أورتاغس باللجان الدبلوماسية؟ فعلى الرغم من تجنّبها الإجابة على سؤال عن مدى دفع واشنطن باتّجاه التطبيع، كانت في الكلام عن لجان دبلوماسية نكهة تطبيع.
مصادر رئاسية قالت ان تشكيل اللجان الـ3 المكلفة حل النقاط العالقة مع “إسرائيل” يأتي استكمالا لتطبيق القرار 1701 وهي لن تخوض مفاوضات مباشرة بين لبنان و”إسرائيل” وكل ما يحكى عن كون هذه اللجان مقدمة للتطبيع معلومات عارية من الصحة.
في انتظار تبلور هذا المقترح الذي صدر عن واشنطن، كانت أورتاغس تتحدّث عن عودة الأسرى على مراحل، تثبيت الحدود بما فيه التفاوض على مزارع شبعا، وانسحاب إسرائيلي كامل حتّى الخطّ الأزرق.
أهمّ ما بدا في كلام أورتاغس هو هدوؤها في تحضير أرضية لعمل سيؤدّي حتماً إلى السلام بمفهومها، وبالمفهوم اللبناني سيؤدّي إلى هدنة دائمة
أحد أهمّ العناوين الذي تحدّثت عنه أورتاغس هو ضمان اتّفاق وقف إطلاق النار، وتدمير ترسانة “الحزب” جنوب الليطاني، والتأكيد أنّ إعادة الإعمار لا تكون عبر “الحزب”، بل عبر الدولة اللبنانية فقط، وعبر دول مموّلة تساهم واشنطن في تشجيعهم على الدفع.
مفاوضات مقابل ماذا؟
في معلومات “أساس” أنّ المفاوضات التي جرى خوضها في المرحلة الماضية، وإن أثمرت عن تحرير خمسة أسرى، تحتاج إلى استكمال. واحد من المطالب الإسرائيلية لاستكمال هذا المسار، هو إطلاق الناشطة الروسيّة الإسرائيلية اليزابيث تسوركوف التي خطفت في العراق، وهي حاليّاً لدى كتائب حزب الله العراقي. وعليه، يقضي استكمال العمل الدبلوماسي إيجادها وتبادلها مع أسرى لبنانيين. وفي المعلومات أنّ عدد الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل يفوق عشرين، بالإضافة إلى جثامين احتجزتهم القوات الإسرائيلية أيضاً.
في الخلاصة، أهمّ ما بدا في كلام أورتاغس هو هدوؤها في تحضير أرضية لعمل سيؤدّي حتماً إلى السلام بمفهومها، وبالمفهوم اللبناني سيؤدّي إلى هدنة دائمة كما نصّت عليه اتّفاقية الهدنة عام 1949. هكذا يعمل الفريق الدبلوماسي في بعبدا استكمالاً لمسار إنهاء ملفّات النزاع الثلاثة.