مع تسجيل عشرات الإصابات بمتحوّر أوميكرون السريع الانتشار، يعود إلى الواجهة سيناريو العام الماضي، حين تزايدت الضغوط على القطاع الطبيّ في مختلف الدول، وبشكل خاص في لبنان، حيث تخطّت المستشفيات قدراتها الاستيعابيّة، وباتت عاجزة عن استقبال أعداد المرضى المتزايدة. احتمال إقفال البلاد مطروح اليوم، ويكثر الحديث عنه في الأسبوعين الأخيرين في مواجهة هذ الخطر الجديد، إنّما لا يخفى على أحدٍ أنه لا يخلو من التداعيات على مخلتف الأصعدة، ولا بدّ من أن تكون هذه الخطوة محاطة بكافة التدابير اللازمة، إن اتُخذت.
حول موضوع الإقفال والوضع الحالي في البلاد مع انتشار متحوّر أوميكرون، تحدّثت رئيسة قسم الأمراض الجرثومية في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية – مستشفى رزق الدكتورة رولا حصني سماحة، مشيرةً إلى أن إقفال البلاد ليس أوّل الحلول المطروحة في المرحلة الحالية.
كيف يُمكن تقويم الوضع الحالي لجهة معدّلات الإصابة بفيروس كورونا في البلاد؟
يبدو واضحاً أنه بعد مرحلة السيطرة على الوباء والانخفاض في معدّل الإصابات في الأشهر الماضية، نشهد ارتفاعاً غير مسبوق في معدّلات الإصابة، التي تُقارب 2000 إصابة يومياً، وهي زيادة كبيرة وسريعة. أما الأسباب فعديدة – بحسب سماحة – وفي مقدّمتها عدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية، لا بل التهاون التامّ باستخدام الكمامة، والاكتظاظ والمخالطة في أماكن العمل ووسائط النقل وخلال المناسبات…
من جهة أخرى، قد يكون معدّل انتشار أوميكرون في البلاد أعلى ممّا يجري الحديث عنه. فبطبيعة الحال، لا يجرى الفحص الخاصّ للكشف عن المتحوّر لكلّ مصاب إنما للوافدين عبر المطار فقط، خصوصاً أن أوميكرون سريع الانتشار. وتماماً كما حصل مع دلتا، ما دام المتحور الجديد قد دخل إلى البلاد، فمن المتوقّع أن تُصبح الإصابات كافة بسبب متحور أوميكرون.