بعد أسابيع من القصف المتواصل ومقتل عشرات الآلاف من المدنيين، يبدو أن ميناء ماريوبول الأوكراني على وشك الوقوع في أيدي الروس، بحسب شبكة “غلوبال نيوز” الكندية، “لكن الخبراء يقولون إن الاستيلاء على المدينة، مع تحقيق هدف استراتيجي، يتعلق الآن أكثر بكثير بإعطاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شيئًا مهمًا لإظهاره لغزو فشل حتى الآن في تحقيق أهدافه الرئيسية. قال الجنرال الكندي المتقاعد دينيس طومسون، وهو الآن زميل في المعهد الكندي للشؤون العالمية، “بوتين بحاجة ماسة إلى النصر. والضغط مستمر لمنحه النصر في مكان ما، ويبدو أن ماريوبول هي المكان الذي سيحصل فيه عليه، حتى لو أدى ذلك إلى التدمير الكامل للمدينة”. قالت روسيا، الأربعاء، إن أكثر من ألف من مشاة البحرية الأوكرانية، من بين آخر المدافعين المتحصنين في منطقة أزوفستال الصناعية بالمدينة، قد استسلموا، رغم أن أوكرانيالم تؤكد ذلك. تم تحويل ماريوبول إلى “رماد”، وفقًا لمسؤولين أوكرانيين. وتظهر صور الأقمار الصناعية والصور الملتقطة على الأرض أن معظم البنية التحتية قد دمرت بسبب القصف الروسي المستمر والهجمات الصاروخية. حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء من أن روسيا تكثف جهودها في الجنوب والشرق، مما يشير إلى أن ماريوبول لا تزال هدفًا رئيسيًا بعد ما يقرب من سبعة أسابيع من القتال“.
لماذا تريد روسيا الاستيلاء على ماريوبول؟
وتابعت الشبكة، “ماريوبول، التي كان يعيش فيها أكثر من 400 ألف شخص قبل الحرب، هي أكبر مدينة أوكرانية على بحر آزوف والميناء الرئيسي الذي يخدم الصناعات والزراعة في شرق أوكرانيا. وهي أيضًا موقع لبعض أكبر مصانع المعادن في أوكرانيا. كانت أيضًا من أكبر المدن التي لا تزال تحت سيطرة السلطات الأوكرانية في المقاطعتين الشرقيتين دونيتسك ولوهانسك، حيث أمضى الانفصاليون الموالون لروسيا سنوات يقاتلون من أجل السيطرة عليها. اعترف بوتين بأن هذه المقاطعات مستقلة قبل أيام قليلة من غزو القوات الروسية لأوكرانيا في 24 شباط.
ورأت الشبكة أن “الاستيلاء على ماريوبول سيمنح روسيا سيطرة كاملة على ساحل بحر آزوف، فضلاً عن جسر بري آمن يربط بين البر الرئيسي لروسياوالأراضي الانفصالية الموالية لروسيا في الشرق مع شبه جزيرة القرم التي احتلتها موسكووضمتها في عام 2014. سيوحد هذا الجسر القوات الروسية على محورين رئيسيين للغزو، ويطلق العنان لهم للانضمام إلى هجوم جديد متوقع ضد القوة الأوكرانية الرئيسية في الشرق – مما قد يسمح للروس بالهجوم من اتجاهين. ويقول طومسون إن روسيا لديها بالفعل صلة قائمة بين البر الرئيسي وأقصى نقطة في شرق شبه جزيرة القرم. على الرغم من أنه يسمح للقوات الروسية بالاقتراب من الجنوب، إلا أن هذا الجسر أطول وأقل أمانًا من الجسر بين روسيا وماريوبول. ويضيف أن الاستيلاء على المدينة الآن، بعد منع الأوكرانيين بالفعل من الوصول إلى ميناء ماريوبول واحتلال المنطقة المحيطة لأسابيع، سيكون أمرًا رمزيًا إلى حد كبير. وأضاف: “إنه مرتبط بالتأكيد بحصول بوتين على قائمة مرجعية يمكنه عرضها على شعبه والقول، انظر إلى ما أنجزناه.
ماذا يحدث الان؟
وبحسب الشبكة، “كانت ماريوبول موقعًا لبعض أسوأ الفظائع التي تم توثيقها منذ بدء الغزو، بما في ذلك قصف مستشفى للولادة والأطفال ومسرح يستخدم لإيواء النساء والأطفال. وقدر رئيس بلدية المدينة أن أكثر من 20 ألف مدني قتلوا. لا يزال أكثر من 100000 شخص يسكنون في المدينة، لكن انقطعت عنهم الإمدادات والمساعدات وحتى المرافق الأساسية مثل المياه والتدفئة. فشلت المحاولات اليومية لإرسال قوافل لتقديم المساعدة وإجلاء المدنيين طوال فترة الحصار، حيث ألقت أوكرانيا باللوم على روسيا في نهب الشحنات ورفض السماح للحافلات بالمرور عبر الحواجز. وقالت موسكو إن أوكرانيا هي المسؤولة عن عدم احترام وقف إطلاق النار. وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الأربعاء إنه بالإضافة إلى الاستسلام الجماعي لجنود من اللواء 36 مشاة البحرية الأوكراني، فإن ميناء ماريوبول يخضع بالكامل للسيطرة الروسية. جاء ذلك بعد يوم من ورود أنباء عن اندلاع قتال عنيف في مصنع إيليتش للمعادن في شمال المدينة، والذي أعلنت روسيامنذ ذلك الحين السيطرة عليه أيضًا.
وتابعت الشبكة، “قال طومسون إنه من المحتمل سقوط ماريوبول في الأيام المقبلة، “اعتمادًا على مدى تصميم الروس على اكتشاف العناصر المتبقية” في المدينة. إذا حدث ذلك، على حد قوله، يمكن لأوكرانيا أن تحاول استعادة المدينة، ولكن قد تضطر إلى التراجع حتى يتم دفع القوات الروسية إلى مكان آخر. وأضاف: “يجب أن يكون هذا هدفًا طويل المدى، لأن الأسلحة التي تمتلكها أوكرانيا دفاعية في الغالب. سيحتاجون إلى موارد أخرى إذا كانوا سينتقلون إلى الموقف العدواني.
