
في السجن الكبير يعيش الشعب اللبناني مأساة حقيقية غير مسبوقة في تاريخ البلد، ينكوي بنار جهنم التي وعد بها دون أي بارقة أمل لا في كيفية الخروج منها ولا متى الموعد المحدد لإنقاذه من لهيبها، وداخل سجن رومية هناك سجناء يعانون الأمرين جراء الإكتظاظ الحاصل وعدم القدرة على تأمين احتياجات السجناء من مأكل ومشرب وعناية صحية في ظل إنهيار اقتصادي وإفلاس شامل لبلد لم يعد بامكانه تأمين السكينة والطمأنينة لمن هم خارج السجون فكيف الحال داخل السجن؟!!! ولأن الجراح أكبر من قدرتهم على التحمل،ولأن صراخهم وتمردهم على مدى السنوات السابقة لم يؤت ثماره بعدما فتكت بهم الأمراض وإجتاحتهم الأوبئة ومنها الكورونا ولن يكون آخرها داء الجرب بسبب حرمان السجناء من الاستحمام وتأمين النظافة اللازمة، بسبب كل هذا الحرمان والآذان الصماء فقد لجأ حوالي 35 سجينا الى تنفيذ إضراب عن الطعام منذ حوالي العشرة أيام، إحتجاجا على أوضاعهم الصعبة والتي لم تلق أي إهتمام من قبل المسؤولين فكان الإضراب عن الطعام والشراب وكانت النتائج السلبية حيث إنخفض السكر عند بعضهم بشكل كبير والبعض الآخر أصيب بالإغماء لكن ذلك لم يثنيهم عن متابعة إضرابهم لحين تحقيق مطالبهم والتي تتلخص بتحديد السنة السجنية بستة أشهر مع تحديد المؤبد 20 سنة والإعدام 25 سنة أسوة بالدول المتحضرة.
أهالي الموقوفين وجهوا دعوة الى أهالي طرابلس لمشاركتهم وقفة تضامنية ينفذونها اليوم بعد صلاة الجمعة في ساحة النور من أجل رفع الصوت لنصرة أبنائهم الذين يعانون أوضاعا مأساوية داخل سجن رومية .
فماذا يقول الشيخ نبيل رحيم المسؤول عن متابعة شؤون السجناء في سجن رومية “لموقعنا” خاصة بعد لقائه قائد الجيش العماد جوزيف عون خلال زيارته لمدينة طرابلس؟!!
الشيخ رحيم
الشيخ رحيم أشار الى إن الزيارة كانت ايجابية حيث إستمع الى كل الملاحظات بشكل مباشر، سيما وان مدينة طرابلس تعاني الفقر والجهل جراء الحرمان المزمن، ووثائق الاتصالات بالآلاف وقد طالبنا بإنهائها من ملفات الشباب المظلوم والذي دائما ما يتم توقيفه على الحواجز، أو هو يمنع من السفر، أو يمنع عليه الزواج والتسجيل في دائرة النفوس.
وأضاف الشيخ رحيم” تناولنا قضية النساء المعتقلات في مخيم الهول في سوريا وضروؤة إعادتهم الى البلد مع أطفالهم”.
وتابع الشيخ رحيم” تناولنا أيضا قضية السجناء وطرحنا موضوع تحديد المؤبد والإعدام والسنة السجنية التي تتعلق بمجلس النواب، كما تحدثنا بموضوع نقل الشباب أبناء طرابلس من سجن صيدا والريحانية والرملة البيضاء في ثكنة فخر الدين ، كون أماكنهم البعيدة تكبد الأهالي مشقات كبيرة، هذا فضلا عن الأحكام القاسية التي تصدر عن المحكمة العسكرية”.
وختم الشيخ رحيم:” كل هذه المظالم رفعناها الى قائد الجيش والذي وعد بأن الأمور المتعلقة بالجيش ستحل بأسرع وقت وبالتنسيق بيننا وبين رئيس فرع مخابرات الشمال العقيد نزيه البقاعي، أما الأمور الأخرى سيرفعها الى رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية بغية ايجاد الحلول لها، نحن ننظر لهذه الزيارة بعين الإيجابية من أجل رفع الظلم عن طرابلس وشبابها وكلنا أمل بالتعاون لما فيه خير البلد والناس والسجناء”.