شعار ناشطون

أميركا: هوكستين لن يعود.. ما يعني أن مهمته إنتهت. النائب أمين شري: لا وجود لأي شخصية حزبية في المبنى المستهدف

24/11/24 11:13 am

<span dir="ltr">24/11/24 11:13 am</span>

 

مقال للكاتب صفوح منجّد

ضريبة الميدان.. ضرب المدن هي معادلة أرساها مجرم الحرب بنيامين نتنياهو فبعد معارك جنوده الصعبة عند مثلثات الرعب في دير ميماس وكفركلا وتل النحاس، أما الخيام فساعات قتالها تشهد على معركة من أشرس ما شهده الميدان، والسيطرة الإسرائيلية للآن هي بحرية الوجهة وتُشرف على مدينة صور إنطلاقا من نقطة البياضة، وعلى حساب الميدان رسم نتنياهو خريطة اليوم التالي على أجساد المدنيين فكان فجر “البسطة الفوقا” الموصولة بقلب بيروت فاتحة مجازر اليوم بعد ليل الضاحية الطويل حتى إنقضاء نهاره على غارات لم تهدأ، مبنيان متلاصقان مأهولان بالسكان والنازحين وسط منطقة شعبية مكتظة فاضت عن منسوب إستيعاب الساكنين والهاربين من الموت، وبلا إنذار كإنذارات الحرب النفسية التي شُنّت اليوم على اللبنانيين فتحوّل البنيان إلى كومة ركام على من فيهما بعد إستهدافهما بخمسة صواريخ ما أدى إلى سقوط العشرات بين شهيد وجريح  عدا عن الأشلاء والمفقودين تحت الأنقاض.

ومنذ فجّر العدو ” أن على البسطة تروح أسماء وتجيىء قيادات على مواقع التسريب العبري، بدأت بالشيخ نعيم قاسم مرورا بالقيادي طلال حمية ولم تنتهي بالنائب السابق القيادي في حزب الله محمد حيدر، ولغاية الساعة لم يتأكد وجود أي من هذه المرجعيات الحزبية في مكان الإستهداف، وان كل من سقطوا نياما هم من المدنيين، وفيما عمليات البحث مستمرة في “البسطة التحتا”، كان صيادو صور هدفا محكما لمسيرات الإحتلال وإنضمت شمسطار إلى المجزرة بإستشهاد 16 شخصا بينهم أمٌ وأولادها الأربعة وكذلك في بوداي والفاكهاني ورأس العين وحور تعلا وسحمر وبريتال وغيرها من قرى البقاع التي تنزف مدنيين، هذه هي أهداف نتنياهو الذي يقطّع الوقت بالقتل ويهرب إلى الأمام من إتفاق وقف إطلاق النار، بالمزيد من النار في مقابل المنخفض الإيجابي الذي يسيطر على الأجواء اللبنانية، وللتغطية على مذكرة إعتقاله كمجرم حرب رمى بقنبلة التسريبات الدخانية وبكلمة مسجلة ردّ هدف التسريبات إلى الإضرار بسمعته شخصيا وتفعيل الضغط عليه ودفع بالتهمة إلى المجلس الأمني المصغّر في تسريب معلومات إستراتيجية تتعلق بقدرات إسرائيل العسكرية وبأنها أدّت إلى تدمير حياة الكثير من الشباب وعائلاتهم فجاءه الجواب من هيئة عائلات الأسرى في غزة أن نتنياهو يريد إستمرار الحرب من أجل التهرب من المحاكمة ومذكرات الإعتقال بحق نتنياهو ووزير حربه المخلوع يوآف غالانت ستتوسع وتتمدد نحو قادة الجيش والألوية والضباط والجنود الذين وثّقوا إجرامهم بحق الفلسطينيين في غزة وفي المعتقلات بالصوت والصورة على وسائل التواصل تماما كما يرتكبون في جنوب لبنان المجازر بنسف القرى عن بكرة أبيها وإلتقاط الصور على أنقاضها وهو ما يستوجب تحركا من الحكومة اللبنانية وذراعها الديبلوماسي وتفعيل عمل السفراء والقناصل في دول الإنتشار وإعداد مذكرة مفصلة عن الجرائم الإسرائيلية في لبنان تمهيدا لتقديمها إلى المحكمة الجنائية وهذا حق مكتسب، وإن لم يوقع لبنان على ميثاق روما، لكن هناك الكثير من الحلول والمخارج الشرعية لذلك فميثاق الجرائم بحق الإنسانية هنا فوق كل إعتبار، وهو ما أكدته دراسة للمحامي جاد طعمة إستند فيها إلى أفريقيا الجنوبية التي أعطت درسا للعالم، وطالب بإعداد مبادرة من المحامين العرب لمخاطبة المدّعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية.

وتحدث عن آليات وطنية ودولية يمكن للبنان إتخاذها في الإدّعاء على إسرائيل التي إعترضت على مذكرات الإعتقال، فوضعت نفسها في قفص الإتهام كما أشرنا.

وعودة إلى الغارة المزلزلة على منطقة البسطة: الرواية الأولى بيّنت أن القيادي في حزب الله طلال حميّة هو المستهدف وهو الذي وضعت الولايات المتحدة الأميركية جائزة بقيمة 7 ملايين دولار لمعرفة مصيره.

ثم جاءت الرواية الثانية وهي التي أعلنها الإسرائيلي أن المستهدف هو محمد حيدر مسؤول العمليات في الجنوب وقد تسلم مسؤولياته بعد إغتيال القادة العسكريين، ليطل نائب بيروت عن حزب الله أمين شري من أمام المبنى المستهدف وبعد قرابة إثنتي عشر ساعة على الغارة، ليعلن ألآ وجود لأي شخصيّة حزبيّة في المبنى المستهدف.

ويتابع شري: “هذا العدوان الثامن على بيروت وليس هناك أي هدف عسكري في هذه الإستهدافات، وفقط الهدف الترويع وإيجاد صدمة لدى أهالي بيروت.

أما المعطى الإسرائيلي فيقول نقلا عن مصادره الأمنية الإسرائيلية: أن العملية في بيروت إستهدفت بالفعل القيادي بحزب الله محمد حيدر لكنها فشلت.

ولم يحجب هذا الإنشغال ما شهده الجنوب من إستمرار لعمليات التوغل والتي حاول حزب الله التقليل من أهميتها.

وفي الملفات السياسية والديبلوماسية قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ما زال يلقي بثقله على مسار التفاوض والورقة الأميركية وموقف نتتنياهو منها والذي يتجدد أكثر فأكثر حيال إشراك فرنسا في لجنة المراقبة ويتهمها بأنها دفعت في إتجاه صدور القرار من خلال القاضي الفرنسي في المحكمة.

عملية خلط للأوراق، كيف يمكن أن تتظهر الإسبوع المقبل؟ هل يعود اموس هوكستين؟ المعطيات من العاصمة الأميركية ترجّح أن هوكستين لن يعود ما يعني أن مهمته قد إنتتهت.

وفي إنتظار الموفد الجديد ستيف ويتكوف الذي لن يباشر مهامه إلآ بعد دخول ترامب إلى البيت الأبيض في 20 من كانون الثاني المقبل، ما يعني أننا سنكون أمام قرابة الشهرين من الفراغ الديبلوماسي الذي تملؤه الحرب. وإذا كانت أهداف إسرائيل واضحة في مواصلة هذه الحرب؟ فما هي أهداف حزب الله ومن ورائه إيران؟ وهل يتوافق الهدف مع القدرة؟ أم لم يعد هناك خيار غير الصمود ولو بأي ثمن؟

تابعنا عبر