
دعت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنييس كالامار، المجتمع الدولي، وفي مقدمته الاتحاد الأوروبي، إلى اتخاذ خطوات جدية لوقف ما وصفته بـ”الإبادة الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وشددت كالامار على ضرورة الضغط لإدخال المساعدات الإنسانية، ومحاسبة المسؤولين عمّا وصفته بجرائم الحرب.
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول للأنباء، أشارت كالامار إلى الوضع الإنساني المتدهور بغزة، حيث يواجه السكان نقصا حادا في الغذاء والماء والدواء بفعل الحصار الإسرائيلي.
وقالت: “غزة أصبحت خالية تمامًا من الطعام، والناس يموتون جوعًا”. وأكدت أن الحصار الإسرائيلي المفروض منذ مارس/آذار 2025 يُستخدم أداة حرب تستهدف المدنيين في منهجية.
وأضافت: “ما يحدث في غزة إبادة جماعية تُرتكب على مرأى ومسمع الجميع، بينما تقف العديد من الدول عاجزة أو متواطئة”، مشيرة إلى إخفاق الولايات المتحدة ودول أوروبية في الدفاع عن القانون الدولي وحقوق الفلسطينيين.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، أغلقت إسرائيل جميع معابر القطاع ومنعت دخول المساعدات الغذائية والطبية، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية تدهورا كبيرا. وتعتمد غزة بالكامل على تلك المساعدات، وفق تقارير حقوقية وحكومية، حيث تحوّل غالبية سكانها إلى فقراء بسبب استمرار الحصار لما يزيد على 19 شهرًا.
وشددت الأمينة العامة للعفو الدولية على ضرورة محاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن هذه الجرائم. وانتقدت جاهزية بعض الدول الأوروبية لاستضافة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رغم مذكرات الاعتقال الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وطالبت كالامار قادة الاتحاد الأوروبي بالتصدي لانتهاكات إسرائيل واتخاذ موقف حاسم يتماشى مع القيم الأوروبية القائمة على حقوق الإنسان والقانون الدولي. ودعت إلى فرض تنفيذ مذكرة توقيف المحكمة الجنائية بحق نتنياهو ومسؤولين آخرين في حكومته.
وأضافت: “لا ينبغي لأحد أن يبرر الاحتفاء بمجرمي الحرب أو يمنع محاسبتهم على الجرائم المرتكبة”.
وأكدت كالامار أولوية رفع الحصار فورا والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع لتلبية الاحتياجات المتفاقمة. وقالت: “المطلوب كميات وفيرة من المواد الغذائية والماء والدواء، الناس يموتون جوعا ومن انعدام الرعاية الصحية”.
وختمت بدعوة جميع الأطراف الدولية إلى الاعتراف بأن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية، والعمل على إنهاء الحصار وفرض مساءلة حقيقية على الجناة، مشددة على أن الصمت الدولي يعني التواطؤ في الجريمة.