كتب أحمد عوض في موقع “ناشطون”:
في يوم الممرض العالمي، تتوجهون بأجمل عبارات تهاني لكل ممرضي العالم وخاصةً في لبنان، إلا أنها لا تفيد في هذه الظروف الراهنة التي تسيطر على البلد.. فهم ليسوا “مكسر عصا”، فلا ننسى أنهم وقفوا في الصف الأول للمواجهة جائحة كورونا وعرضوا أنفسهم للخطر واحتجزوا في عملهم لساعات طويلة بعيدين عن عائلاتهم وأهاليهم..
رغم ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية، كل المصالح رفعت أسعارها بحجة تأمين موادها الأولية بالدولار، حتى وصل الأمر إلى رفع تعرفة نقل البري بسبب رفع الأسعار تصليحات وغيار الزيت والمحروقات وغيرها… إلا أن الممرض يحصل على راتبه الشهري على سعر ١٥٠٠ ليرة لبنانية مقابل الدولار “ولا كأنوا في أزمة بالبلد!!”، ويأتي راتبه الشهري حوالي 900 ألف ليرة لبنانية، والأيام التي يعملونها حوالي 16 يوماً في الشهر تقريباً اي ان راتبهم لا يساوي شيئاً مقابل أتعابهم.
مما يشكل خطر على القطاع التمريضي في لبنان، فمنهم من هاجر الى بلاد الاغتراب ليأمن مستقبله في بلادٍ تحفظ حقوقه كممرض، ومنهم من يسكت على هذا الذل بسبب ليس له القدرة على السفر “وضعه على قده”، ومنهم من يترك العمل وان يبقى في المنزل افضل من أن يحصل على راتبه ويدفعه مجرد نقل البري.
وإلى أزمة المحروقات.. تعالت أصوات ممرضي وأطباء لبنان حول الأمر، ولكن ما من مجيب للأمر، وعندما يحتاجون إليهم يتفاخرون بهم، ويقدمون التهاني وشكر كالعادة، فتوجهت كل من نقابتي الأطباء في بيروت والشمال، نقابة الممرضات والممرضين في لبنان ونقابة أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان بنداء الى قيادة الجيش والقوى الأمنية لتسهيل تزويد سيارات العاملين في القطاع الصحي بالمحروقات بدون الانتظار أو تخصيص محطات لهذه الغاية نظراً لضرورة قيام الأطباء والممرضات والممرضين بدورهم في هذه الظروف الصحية الدقيقة. كما وتطالب النقابات كافة البلديات عن طريق جانب وزارة الداخلية والبلديات الإشراف على مهمة تأمين المحروقات للعاملين الصحيين والمستشفيات الواقعة ضمن النطاق البلدي.
أين وزير الصحة ليساعد في انتشال القطاع الصحي في لبنان من خلال تأمين المحروقات للموظفين والأطباء، وللمولدات المستشفيات ؟.. ان لم تتحرك سيقع القطاع الصحي في لبنان في الكارثة لا تحمد، حيث سينتهي الوطن بموضوع “بلا مستشفيات”..