
تحقيق من إعداد إسراء حيدر :
حينما كان لبنان ينعم بالاستقرار الاقتصادي كانت الجامعة اللبنانية تتخبط بالكثير من المشاكل والهموم التي تنعكس سلبا على الطلاب فكيف الحال اليوم في ظل الانهيار الاقتصادي الذي يهدد كافة القطاعات ويلحق بها الشلل التام ومنها قطاع التربية والتعليم ؟؟؟؟
الانهيارات تتفاعل تزامنا مع الأزمات المتتالية التي تعصف بالبلاد ليبقى مستقبل الشباب الذي اختار الجامعة اللبنانية هدفا لمتابعة دراسته في مهب الريح لأسباب عديدة تبدأ بالاضرابات ولا تنتهي عند حدود تكلفة المواصلات المرتفعة للوصول الى الجامعة في ظل عدم وجود فروع لها في الأقضية الشمالية كعكار، الكورة وزغرتا ، والطالب معني بتأمين الأموال الباهظة يوميا ان هو أراد “علما ينتفع به”؟!!!
وفي المقابل هناك هموم الأساتذة التي يحملونها منذ سنوات طويلة والتي تتلخص بتحسين الوضع المعيشي لهم بزيادة الرواتب وادخال المتفرغين في الملاك، مطالب نادوا بها لسنوات ولم تتحقق فهل يمكن أن تصبح سهلة المنال اليوم ؟؟!!! معضلة وضعت أساتذة الجامعة أمام خيارين إما الاستمرار بالاضراب وتعطيل العام الدراسي، وإما الرضوخ أمام هول الأزمات فكان القرار بتعليق الاضراب بانتظار ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع مع بداية العام المقبل.
الدكتور حلواني
وعن الموضوع تحدث رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور عامر حلواني لموقع “ناشطون” فقال:”الدعوة للإضراب أتت من باب
تصحيح الوضع المادي للأساتذة انطلاقا من الوضع المزري الذي وصلوا إليه كما سائر القطاع العام ،في هذا الخصوص اتفقت الجامعة على مساعدة الاساتذة بامكانياتها الذاتية على قدر الامكان بالاضافة الى القطاع العام الذي وعدنا بأن يكون ملحوظا برفع الرواتب من خلال “مساعدة شهرية”و بدل نقل يساوي قرابة ال 65الف ليرة لبنانية،
إدخال المتفرغين إلى الملاك حيث رفع رئيس الجامعة اللبنانية مطلبنا هذا الى وزير التربية ليتم عرضه على مجلس الوزراء ، وهو عالق الآن بفعل تعطيل جلسات مجلس الوزراء”.
وتابع الدكتور حلواني:” هناك أيضا موضوع تفرغ الأساتذة المتعاقدين، وقد تواصلنا مع الرئيس ميقاتي الذي طلب ملف متوازن يحتاج قرابة الشهر ونصف من تحضير رئيس الجامعة على أن يتم رفعه الى مجلس الوزراء المعطل”.
وأضاف الدكتور حلواني :” المؤكد حاليا هو دعم الجامعة للأساتذة من ميزانيتها أما باقي المطالب فتحتاج لمجلس وزراء أي للمزيد من الوقت
لحين انعقاد مجلس الوزراء وعليه تم تعليق الاضراب الذي أسميناه “الامتناع عن التعليم”بسبب عجز الأساتذة من الوصول إلى صفوفهم، باختصار وضع البلد منهار ولا يمكننا تحميل الطالب وزر معاناتنا على أمل حصول التغيير مع مطلع السنة القادمة”.
العام الدراسي لن يبدأ …
تعليق الأساتذة لاضرابهم لن يحل المشكلة ولن يساهم في عودة الطلاب الى جامعتهم بعدما لجأ مدربو الجامعة اللبنانية بكافة فروعها والذين بلغ عددهم 1200 مدرب و مدربة الى تنفيذ إضرابهم للمطالبة بحقوقهم والتي تحدث عنها بإسمهم المدرب زكريا سعادة مشيرا الى أن الجميع لم يتقاض راتبه منذ ستة أشهر واضرابهم لن يتوقف دون تحقيق جميع مطالبهم و أبرزها : إقرار العقود لتصبح شهرية مع اعادة النظر بأجر الساعة ، الدخول الى صندوق التعاضد كباقي العاملين في الجامعة”.
مشاكل جمة تحبط أي امكانية للعودة إلى الجامعة ليبقى المؤكد أن جميع الطرقات توصل لمفترق واحد ألا و هو *”لا عودة للجامعة حاليا”*.