كتب الياس الشدياق في موقع mtv:
لن تكون نهاية الموسم الحالي كسابقاتها بالنسبة الى فريق يوفنتوس ولا حتى بالنسبة الى نجم الفريق كريستيانو رونالدو، فنهاية سيطرة “السيدة العجوز” على لقب الدوري الإيطالي ستؤدي حتماً الى “ثورة” داخل النادي، وهذا أصلاً ما بدأ التداول فيه، إن لناحية تغيير المدرب او حتى التخلي عن بعض اللاعبين على رأسهم النجم البرتغالي.
بالنسبة الى رونالدو، صاحب الـ 36 عاماً، الأمور أصبحت شبه محسومة بمغادرة ايطاليا نهاية الموسم الحالي لأسباب عدة، ابرزها الموسم السيء الذي ظهر فيه يوفنتوس وفشله باحراز لقب دوري أبطال أوروبا، اللقب الذي يسعى اليه الفريق منذ فترة طويلة وهو تعاقد مع رونالدو لهذا السبب، يضاف اليه فشل “السيدة العجوز” في الحفاظ على لقب الدوري.
ما يربط رونالدو بيوفنتوس لا يشبه أبداً ما يربطه بالفرق التي سبق وأن لعب معها، بداية مع سبورتينغ لشبونة حيث انطلقت موهبته وتم اكتشفاه من قبل مدرب مانشستر يونايتد السابق السير اليكس فيرغسون، مروراً بالفريق الإنكليزي حيث “تفجرت” موهبته وظهر فيها كافضل لاعب في العالم بسرعة قياسية محققاً الألقاب الفردية والجماعية.
علاقة رونالدو مع ريال مدريد مختلفة تماماً، فهناك كتب اسطورته باحرف من ذهب. فاز بدوري ابطال اوروبا أكثر من مرّة. حمل جائزة افضل لاعب في العالم مراراً وتكراراً. سجل الأهداف وحقق البطولات ليصبح اللاعب الأحب على قلوب المدريديين.
لم يتمكن رونالدو من دخول قلوب عشاق يوفنتوس كما فعل في مدريد، فهو اتى بمهمة محددة وهي الفوز بدوري الابطال وهذا ما لم يحصل، فبقي رونالدو ذلك اللاعب الذي اتى بأموال طائلة ليخطف الأضواء من أمام كل نجوم الفريق من دون تحقيق الهدف المطلوب.
صحيح أن رونالدو فاز مع يوفنتوس بلقب الدوري الإيطالي وتابع هوايته بتحطيم الارقام القياسية، ولكن مع فشل مهمته الاساسية، وصل الى نقطة النهاية: مغادرة النادي والبحث عن فريق يعتزل معه.
العودة الى ريال مدريد لن تحصل وهذا ما أكده رئيس النادي فلورنتينو بيريز منذ ايام قليلة، فمشروع النادي تخطى رونالدو، ناهيك عن ان في كتب التاريخ الخاصة بالنادي الإسباني لا يوجد أسطر تتكلم عن نهاية مسيرة لاعب او اعتزال نجم ما، إلّا في حالات نادرة حصل آخرها مع مدرب الفريق الحالي زين الدين زيدان، علماً أن الأمر لم يكن مدبراً بل كان مفاجأة “غير سارة” من زيدان في وقتها.
في مانشستر يونايتد، ورغم السعي الدائم لعودة رونالدو، لن تكون هذه العودة مفروشة بالورد والياسمين في فريق يعاني أكثر من أزمة، لعل ابرزها الفشل في احراز لقب الدوري والضغط الجماهيري على الادارة خصوصاً بعد قراره بالمشاركة في دوري السوبر الاوروبي قبل الانسحاب من المشروع في وقت لاحق.
“رونالدو في مانشستر يونايتد” صورة جميلة للتاريخ، ولكن في كرة القدم الحاضر أهم من التاريخ وحاضر مانشستر يونايتد يحتم عليه فقط البحث عن كل السبل للعودة الى منصة التتويج بلقب الدوري فقط، فبالتالي باب عودة رونالدو اغلق.
يبقى أمام النجم البرتغالي حل من إثنين، إمّا العودة الى اول فريق لعب معه وهو سبورتينغ لشبونة، ما يخفف عنه الضغط في موسم قد يكون الأخير له كلاعب كرة قدم، أو الانتقال الى الولايات المتحدة مثلاً والسير على خطى نجوم اوروبيين كبار قرروا الاعتزال هناك.
امام كل ما ذكرناه، رونالدو اللاعب الاسطورة انتهى، مثله مثل أي اسطورة اخرى كانت لها صولات وجولات على الملاعب، وهو حتى ولو اختار اللعب مع فريق اوروبي كبير، وحتى لو عاد الى ريال او مانشستر. ما قدمه من الصعب أن يكرره، هو أو غيره من اللاعبين.