أعلن عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور، أن الكتلة قد أبدت دعمها الكامل للرئيس المكلف نواف سلام في مهمته لتشكيل الحكومة، مؤكدًا أنهم “سوف يسهلون عمل الرئيس المكلف ونتمنى لو أن بقية الكتل السياسية تساعده كما ساعدناه في البداية”.
وأوضح أبو فاعور أن النقاشات التي جرت مع الرئيس المكلف كانت “ودّية”، وأن الهدف هو تقديم الدعم والمساعدة لحلحلة الوضع الحكومي.
وأشار إلى أن الوضع الراهن لا يُحتسب كـ “مشاهدة لما يحصل”، بل كجهد مستمر من أجل المساعدة في إيجاد حل حكومي، وأكد أن “معظم مطالبنا لم تلقَ التجاوب المطلوب من الرئيس نواف سلام”، معتبرًا أن تأخير تشكيل الحكومة “يؤدي لإضعاف موقف الدولة ويزيد من تعقيد الوضع”.
وأوضح أبو فاعور أن تشكيل الحكومة الحالية يتعرض لضغوط كبيرة من مختلف الأفرقاء، مع وجود العديد من المطالب المتباينة، وأكد أن “اللقاء الديمقراطي خدم جميع اللبنانيين في الوزارات السابقة وكان التصرف دائمًا في إطار من الشفافية”.
كما شدد على ضرورة “الإسراع في تشكيل الحكومة” مع التأكيد على أن التشكيلة يجب أن تكون “منصفة لجميع الأفرقاء السياسيين”، مشيرًا إلى أن “هناك أفرقاء يحملون شعارًا مفاده إما أن يسير الرئيس نواف سلام بما نريد أو أن يقدم خدمة للثنائي الشيعي”.
وأضاف: “الخماسية الدولية بدأت تشعر بالتململ من الوضع الحالي في لبنان”، مشيرًا إلى أن إسرائيل هي من خرقت اتفاق وقف إطلاق النار وليس حزب الله.
وقال أبو فاعور: “إسرائيل ستمتلك اليد الطولى ولن تخضع لأي محاسبة خلال تولي الإدارة الأميركية الجديدة”، لافتًا إلى أن تمديد وقف إطلاق النار جرى بتفاهم الجميع بعد اتصالات مكثفة بين الرؤساء اللبنانيين والداخل والخارج، وأضاف: “لن يقبل أي طرف لبناني بعد اليوم أن يسلم مصيره لأي حزب غير الشرعية اللبنانية”.
وفيما يتعلق بعودة أهالي الجنوب إلى قراهم، أكد أبو فاعور أنه “لا يمكن لأحد أن يدين هذه العودة، والجيش اللبناني كان حاميًا لهم خلال هذه العملية”، مشددًا على أن إسرائيل ترغب في إبقاء لبنان تحت الضغط العسكري لفترة طويلة جدًا.
كما أوضح النائب أبو فاعور أن الحزب “ليس في وارد فتح حرب جديدة” وأنه لا يمتلك القدرات العسكرية للقيام بذلك، وأضاف: “حزب الله لا يملك القدرة على فتح الحرب مجددًا وعلى الدولة أن تبسط سلطتها على كل الأراضي اللبنانية”.
وتابع: “مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة لا يحتمل ‘فيتو’ من أي طرف، ولبنان لا يحتمل أي اتفاق سلام مع إسرائيل، والهدنة هي الحل النهائي المرجو الوصول إليه مع إسرائيل”.
وفي حديثه عن تصريحات نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، أشار أبو فاعور إلى أن قاسم اعترف بتفوق إسرائيل عسكريًا على الحزب، مؤكدًا أن “خطاب قاسم مشروع لرفع معنويات بيئته”.
وأكد أبو فاعور أن الجيش اللبناني يقوم بكل ما يمليه عليه اتفاق وقف النار، مشددًا على أن لبنان بحاجة للاستمرار بتطبيق بنود الاتفاق من أجل الحفاظ على الاستقرار.
إلى ذلك، أوضح أن الحديث عن وقوع حرب أهلية في حال تم المساس بالسلاح هو “مجرد كلام ومنطق التشفي” من حزب الله، مشددًا على أن هذا المنطق “غير مقبول” في هذا الظرف الصعب، وأشار إلى ضرورة الاستفادة من “المظلة الدولية والعربية” التي تحيط بلبنان في هذه المرحلة الحساسة.
وتطرق أبو فاعور إلى دور حزب الله في السياسة اللبنانية، حيث قال: “حزب الله يمثل بيئة لبنانية كبيرة، ولا يعتبر انتقاصًا أن يكون الحزب حزبًا سياسيًا طبيعيًا في البلد”، كما قدم تحية لرئيس مجلس النواب نبيه بري لرفضه “مسيرة الموتسيكلات” التي كانت تهدف إلى الاستفزاز في وقت حساس.
وتحدث أبو فاعور عن الانهيار الاقتصادي في لبنان، مؤكدًا أنه “ناتج عن التخلي العربي عن لبنان”، لكنه نفى وجود أي تدخل خارجي في انتخابات الرئيس نواف سلام، وأوضح أن “لبنان يعوم اليوم في بحر من الاحتضان العربي والدولي، ونحن دخلنا مرحلة جديدة في علاقاتنا مع هذه الدول”.
وتابع: “علينا أن نراعي جمهور حزب الله وأن نستعيض عن منطق الاستفزاز مع الطرف الآخر.”
كما شدد على أن “علاقتنا مع المملكة العربية السعودية تاريخية وجيدة جدًا، ولدينا صداقة مع ديفيد هايل، كما أن علاقتنا مع القوات اللبنانية جيدة والتواصل مستمر بيننا”.
وأشار أبو فاعور إلى أن لبنان يجب أن يتوقف عن التعرض للدول العربية سواء بالقول أو بالفعل، مؤكدًا أن “لبنان يعوم اليوم في بحر من الاحتضان العربي والدولي”.
وفيما يتعلق بثلاثية “شعب، جيش، مقاومة”، أكد أبو فاعور أنه “لن يقبل أي طرف لبناني بعد اليوم أن يسلم مصيره لأي طرف آخر”.
كما أكد أنه لا يوجد تصعيد في مطالب الثنائي الشيعي بعد التحركات الأخيرة في الشوارع، كما أشار إلى أن النائب ياسين جابر، الذي كان يُعتبر رمزًا من رموز الاحتجاج ضد حزب الله، تم “شيطنته” اليوم في الساحة السياسية.
وأكد أبو فاعور أن الرئيس المكلف نواف سلام يعمل على تشكيل حكومة مُقنعة تأخذ وقتها، مشيرًا إلى أن هدفه هو “إعطاء فرصة للكفاءات داخل الحكومة”، وأضاف: “لم تتوقف تشكيلات الحكومة الجديدة، وأتوقع أن تكون التشكيلة الحكومية قريبة”، كما أكد أن المطلوب من سلام هو “تشكيل حكومة تضم جميع الأطراف اللبنانية وتعطي أملًا للبنانيين”.
وفيما يخص العلاقة مع الرئيس المكلف، أشار أبو فاعور إلى أن ما يزعج نواف سلام هو أنه “ما يُقال في النقاشات مع الكتل السياسية يجد طريقه إلى الصحف في اليوم التالي”، وأضاف أنه “لم يسر بأي اسم عُرض عليه من قبل الكتل السياسية”، مشيرًا إلى أن النقاش الأساسي مع القوات اللبنانية هو حول “كيفية تمثيلها في الحكومة”.
وتحدث أبو فاعور عن التيار الوطني الحر، حيث أكد أنه “ما ينطبق على الأطراف الأخرى ينطبق على التيار الوطني الحر”، داعيًا جميع الكتل السياسية إلى “تقديم تسهيلات لتشكيل الحكومة”.
أما عن رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، فقد وصفه أبو فاعور بأنه “رجل دولة من الطراز الرفيع” وأكد أن “ما رأيناه من ميقاتي هو كل الخير، وهو صديق شخصي لبيت جنبلاط”، كما أكد أنه “ملتزم مع الرئيس سلام والرئيس عون بعدم إفشاء الأسرار الحكومية”.
وأضاف: “اتفاق الطائف لا يكرس أي وزارة لطائفة معينة”، مشيرًا إلى أن “تكريس وزارة المالية للطائفة الشيعية هو أمر غير دستوري، نحن نتجه إلى مرحلة من النقاش الوطني، حيث يجب أن تكون هناك مرونة في توزيع المناصب دون المساس بمبادئ الدستور”.
وفيما يتعلق بمستقبل الحكومة، قال أبو فاعور: “لا أعتقد أنه سيتم حجب الثقة عن الحكومة، فالرئيس نواف سلام سيشكل حكومة ولن يعتذر عن هذه المهمة”، مشددًا على أن الجميع يجب أن يساهم في تسهيل عملية تشكيل الحكومة الجديدة.
كما تحدث أبو فاعور عن طرح اسم عامر البساط لتولي وزارة الاقتصاد، مؤكدًا أن “البساط لديه كفاءة اقتصادية كبرى ويعد من الأسماء المناسبة لتولي هذا المنصب”.
وفي سياق آخر، أعلن أبو فاعور أن “لبنان سيشهد انتخابات بلدية في الأشهر المقبلة”، مما يعكس استمرارية العملية الديمقراطية في البلاد رغم التحديات السياسية والاقتصادية