شعار ناشطون

وقائع صارخة في الصراع على ورقة المخيّمات

04/08/23 06:24 am

<span dir="ltr">04/08/23 06:24 am</span>

أسعد بشارة – نداء الوطن

في مخيم عين الحلوة، وقائع صارخة في وضوحها تشير الى مخطط طويل الأمد يرسم بالدم والاغتيال. يكفي تتبّع الأحداث، منذ ما قبل اغتيال العميد أبو أشرف العمروشي إلى ما بعد الاغتيال، لرسم الصورة الكاملة. التركيبات التي تعمل تحت أسماء عدّة هي التي تلعب دور «مساعد البطل» في محاولة السيطرة على المخيمات الفلسطينية، بدءاً من مخيم عين الحلوة. أما البطل والمخرج، فهما في مكان آخر يلعبان دور الحماية والرعاية والتسليح والتحفيز، والهدف إزالة العوائق من أمام السيطرة على قرار المخيّمات، وتحويلها غزّة جديدة، أو نهر بارد جديداً، يرسم حوله الخط الأحمر.

يكفي تتبّع ما سرب تضليلاً عن المقرّبين من «حزب الله» بأنّ زيارة اللواء ماجد فرج كانت تمهيداً للاغتيال وللأحداث، لمعرفة ما يخطط لعين الحلوة، وما يحضّر لحركة «فتح»، التي تمثل العائق الأخير أمام السيطرة على المخيمات. تشبه سيناريوات التضليل ما حصل بعد كل اغتيال منذ العام 2005 إذ يكفي تتبع كيف تتهم الضحية باغتيال نفسها لتوضيح الصورة، والمقصود كيف تمّ اتهام جهات في «فتح» بالاغتيال.

عندما تسكن هذه المجموعات المسلحة في المخيم آمنة مطمئنة، وعندما يتم اختراق سيطرة حركة «فتح» بواسطة هذه المجموعات، فقل إنّ في الأمر رعاية واحتضاناً، يذكّر بمسلسل «فتح الإسلام»، التي أرسلت من مخابرات النظام السوري، الى لبنان لتحوّل نهر البارد بيئة إرهابية، ومعه شمال لبنان، بل كل لبنان.

لهذه الاسباب بات يمكن وبكل موضوعية وصف ما يجري في عين الحلوة بأنه تمهيد لتسليم هذه الفصائل مهمّة ترهيب، يمكن توظيفها على طريقة الاطفائي المهووس، متى دعت الحاجة. ولهذه الأسباب يمكن فهم هذه الأحداث من الزاوية الصحيحة، أي من زاوية سعي إيران وحلفائها لإمساك ورقة المخيمات في لبنان، على الطريقة الغزّاوية، والجميع يعلم ماذا حصل في غزّة بعد سيطرة «حماس»، وطرد السلطة الوطنية منها.

لم تعلن الرئاسة الفلسطينية في رام الله، ولا أعلنت أية جهة فلسطينية رسمية، عما يجري فعلاً في عين الحلوة، ولم تحدّد المسؤوليات ولم تكشف الحقائق. أسباب التحفّظ واضحة، وهي تتلخّص بأن السلطة عالقة بين خيارات أحلاها مرّ. لكن ذلك لا يعني حجب الوقائع التي تتكرّر في كل جولة قتال يشهدها المخيم. هناك محاولة دائمة لقضم حضور «فتح» في المخيمات، كي تخلو الساحة للممانعة، التي تتصرف على وقع الأحداث من موقع المصلح الحريص على الفلسطينيين، في حين أن هذه الاحداث صنعت وصمّمت على يدها. هي الآن تتحضّر لهضم نتائج اغتيال العمروشي للانتقال الى هدف جديد.

تابعنا عبر