منير الربيع – المدن
حكومة محلية
لكن الأهم هو أنه لا يرى مبرراً لاستمرار عملية تعطيل تشكيلها. ونصح بعدم انتظار أي تطورات إقليمية أو دولية ولا مفاوضات بين أي من الأطراف لتشكيل حكومة، لأن الواقع اللبناني غير قادر على انتظار تلك التطورات، ولا أحد قادر على تشكيل الحكومة نيابة عن اللبنانيين.
ضرورة التسوية
وهناك نقاط أساسية ثلاث تثيرها الزيارة. النقطة الأولى تضمنها قول هيل إن اللبنانيين وحدهم قادرون على تشكيل حكومتهم. وهو يقصد ضرورة الوصول إلى تسوية والاتفاق بين القوى السياسية. وفي حال عدم توافقها، لا تتشكل الحكومة. ولا قدرة لأي جهة خارجية الضغط على أي طرف ما لم يقتنع بخطورة الوضع ويسارع إلى تقديم تنازل.
وتكشف المصادر المتابعة أنه خلال لقائه مع الرئيس نبيه برّي في عين التينة، بدا واضحاً حجم الاهتمام الأميركي بضرورة إنجاز التشكيل وإزالة الخلافات والحسابات السياسية والمصلحية جانباً. وبهذه الروحية سيكون مضمون جلسة هيل مع رئيس الجمهورية ميشال عون أيضاً.
استغراب مرسوم الحدود
وبحث هيل مع برّي في نقطة أساسية، هي الثانية في هذا السياق: مسألة ترسيم الحدود. فأبدى استغرابه من الموقف اللبناني المستجد، والذي أسهم في عرقلة المفاوضات. وأشار إلى أن واشنطن لم تكن لتتوقع أن يجري الخروج على ما اتفق عليه. وشدد هيل على أن بلاده متمسكة بمبادرتها. وهذا الأمر مع الملف الحكومي، هو ما بحثه مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ومع الرئيس المكلف سعد الحريري.
شرح جنبلاط لهيل وجهة نظره منذ أطلق نظرية التسوية بين عون والحريري، لأن مصير البلد أهم من التفاصيل الخلافية، ومن الحصص. ولا يمكن التفرج على لبنان ينهار، ولا بد من الذهاب إلى تسوية.
قدّم جنبلاط تصوره منذ أطلق موقفه الداعي إلى التسوية قبل زيارته قصر بعبدا، الذي زاره تحت عنوان أساسي: لا بديل عن سعد الحريري، وهو زعيم السنة والرئيس المكلف. ولا بد لعون من التعاطي معه بواقعية وجدية. ولا يمكن ممارسة أي تصرف لكسر السنّة أو استضعافهم أو تهميشهم. ولذلك قال لاحقاً إن في محيط عون من لا يريد الحريري. ورحب هيل بموقف جنبلاط، مشيراً إلى أنه الموقف الأفضل في هذه المرحلة، للخروج من المأزق القائم، وأن لا أحد من الخارج يملك حلّاً سحرياً للبنان. واللقاء مع الحريري كان إيجابياً بدوره.
استقرار الجيش
النقطة الثالثة الأساسية في زيارة هيل، هي وضع الجيش اللبناني في هذه المرحلة، والسؤال عن مدى قدرته على الصمود في ظل الانهيار القائم، مشدداً على ضرورة حماية الجيش والحفاظ على وحدته واستقراره الغذائي واللوجستي. وهذا ما بحثه المسؤول الأميركي مع قائد الجيش جوزيف عون.
وعملياً كانت لقاءات هيل يوم أمس الأربعاء 14 نيسان مع شخصيات تربطه بها علاقة صداقة قوية. أما اليوم الخميس فللقاء مع رئيس الجمهورية ميشال عون، وللبحث المفصل في مسألة ترسيم الحدود، والمرسوم الذي خاض عون معركته، وامتنع عن التوقيع عليه.
وحسب المعلومات، سيكون هيل حازماً: يشدد على أن ترسيم الحدود لا بد أن يحصل وفق المبادرة الأميركية، ووفق ما هو معروض من دون اللجوء إلى مراسيم تخرج عن السياق المتفق عليه. وواشنطن لا تريد ضرب مبادرتها. وسيدعو هيل عون إلى ضرورة تسهيل تشكيل الحكومة، والقيام بالإصلاحات اللازمة، وعدم الاستمرار في التعطيل. ولا يمكن إنقاذ لبنان إلا من خلال الإصلاحات وصندوق النقد، واستخراج النفط والغاز فيما بعد. وهذا يحتاج إلى حلّ المعضلات العالقة.