إستطاعت المطربة هبة الطوجي أن تخلق لنفسها مكانة مختلفة عن السائد في عالم الفن من هلال تقديم أعمال غنائية متميزة. وأخيرا قدمت ألبوم جديد تحدثت عنه لـ”صوت بيروت إنترناشونال” فقالت: “ألبوم “بعد سنين” يحتل مكانة خاصة لدي إذ بدأت التحضير له في عام 2020، وهو العام نفسه الذي تزوجت فيه وعرفت أيضًا أني سأصبح أمًا لأول مرة”.
وأضافت: “استغرق التحضير للألبوم وقتًا طويلًا، لخروجه بشكل محترف وصبغة عالمية، وجرى العمل عليه في لبنان وفرنسا وأمريكا، أما من حيث الموضوعات والأنماط الموسيقية فهي مختلفة وتحمل تجديدًا، لكنني في الوقت نفسه أحافظ على هويتي الفنية، والألبوم به مزج بين الشرقي والغربي، كما تجمع الموسيقى ما بين الإلكترونية الحديثة والأوركسترالية”.
لم تكتف اللبنانية هبة طوجي في ألبوم “بعد سنين”، بالأداء الغنائي فقط، بل حرصت أن يكون لها بصمة في اللحن وكتابة الكلمات، وعن ذلك قالت: “هذه أول تجربة لي في عالم اللحن والتأليف، وهذا الشيء جاء بشكل عفوي وغير مخطط له، واستفدت من التجربة بشكل كبير، دفعتني للتعبير عما بداخلي”.
وأضافت: “أغنية (ضلك حدي)، شاركت فيها باللحن مع الفنان أسامة الرحباني، وعندما عرضت عليه اللحن رحب به بشكل كبير وعملنا على تطويره سويًا، بينما أغنية (صار أحلى الكون)، شاركت التلحين فيه مع زوجي إبراهيم معلوف، بالإضافة إلى الفنان الفرنسي بريس ريفالين، أما الأغنية الثالثة (خبرني القصة)، فشاركت في كتابة منولوج فيها يحكي عن المرأة، كما شاركت في تلحين (لو نبقى سوى) مع عدد من الموسيقيين الفرنسيين”.
احتاج ألبوم “بعد سنين”، الكثير من المجهود والتحضير حتى يخرج بشكل قوي خاصة أنه يجمع ثقافات مختلفة بين الشرقية والغربية، وحول التحديات التي واجهتها في هذا العمل، “دون وجود دافع التحدي لن يكون هناك تطور، وابتعدت فيه عن التكرار، والتحدي يعني بالنسبة لي تقديم أشياء جديدة مع تحقيق التوازن بهوية مميزة”.
تابعت: “أي شعور بالتعب ينتهي بمجرد الحصول على رد فعل إيجابي من الجمهور، الذي لمس المشاعر الموجودة في الألبوم، وقدّر جهودنا سواء من ناحية التأليف أو الموسيقى أو الإنتاج أو الصورة أو الأداء، وفي النهاية الاستمرارية تعد أكبر تحدٍ يواجه الفنان”. يشهد الألبوم عودة المطربة اللبنانية للغناء باللهجة المصرية في “بعد سنين”، وهي من كلمات الشاعر نور الدين محمد وألحان نيس، موسيقى وتوزيع أسامة الرحباني وجورج قسيس، بعد تجربة وحيدة سابقة بعنوان “سلّم على مصر”.
وحول اختيارها للأغنية، أكدت هبة طوجي أنه عندما سمعتها لمست قلبي بشكل كبير وحفظت لحنها، فهي أغنية عاطفية وبها موضوع جديد ولحن مختلف، بالإضافة إلى أنها تحمل طابعًا أنثويًا بشكل لافت، فهي أغنية تندرج تحت قالب السهل الممتنع، وسعدت للغاية بهذه التجربة.
وحول توقعها بأن تصبح “بعد سنين”، بمثابة انطلاقة جديدة لها في مصر، قالت: “كل عمل أحرص على أن يكون نقطة تحول أو نقلة لي في مشواري الفني، وهذه الأغنية بالفعل تقربني إلى الجمهور المصري الكبير، ودائمًا أحرص من خلال حفلاتي سواءً في مصر أو خارجها على تقديم أغنيات باللهجة المصرية، لأنني أحبها وأحب الشعب المصري لأنه مستمع جيد وذواق للفن”. يحمل ألبوم “بعد سنين”، موضوعات كثيرة خاصة بالمرأة، سواءً على المستوى العاطفي أو الاجتماعي، إذ إنها معلوم عنها أيضًا اهتمامها بقضايا المرأة ومشكلاتها، وعن ذلك قالت: “رغم أن المرأة العربية أصبحت الآن تحصل على الكثير من حقوقها إلا إن هناك بعض الموضوعات التي لم تتغير، ولابد أن يظل النضال النسوي مستمرًا، خصوصًا مع وجود موضوعات لابد من التحدث عنها والنضال من أجلها”.
وأضافت: “المرأة لها دور أساسي وجوهري في المستقبل، ومن المهم أن نظل داعمين لها، ونحن كنساء لا بد أن نكون الصوت الذي يعبر عنها، لذلك أحرص على أن تكون المرأة لها حصة من الألبوم الذي أقدمه، وهذا شيء طبيعي كوني امرأة ولدي القدرة على التعبير عنها”.
لدى هبة تجارب تمثيلية كثيرة في عالم المسرح الغنائي، لكنها تحلم باقتحام شاشة السينما سواء ممثلة أو مخرجة، وعن ذلك قالت: “درست التمثيل والإخراج، ولدي شغف كبير بهما، وركزت في بداياتي أكثر على الغناء والمسرح الغنائي، وهدفي أن أعطي التمثيل والإخراج السينمائي حقه، فهذا هو حلمي هذه الفترة وأتمني قريبًا أن يكون لي عمل سينمائي”.