شعار ناشطون

ندوة نحو عمارة لبنانية بمواد محلية في نقابة المهندسين

28/04/21 01:18 pm

<span dir="ltr">28/04/21 01:18 pm</span>

نظمت نقابة المهندسين في بيروت – اللجنة العلمية، ندوة بعنوان “نحو عمارة لبنانية بمواد محلية”، في قاعة النقابة في بئر حسن وعبر تطبيق ZOOM بثت عبر موقع النقابة Facebook بتاريخ 23/4/2021، في حضور رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب المعمار جاد تابت وأعضاء من مجلس النقابة ومهندسين ومعماريين وانشائيين ومقاولين.

أكدت المعمارية هالة يونس أن “الحلقة هي تأسيس لنقاش معمق لموضوع مصيري بالنسبة لقطاع البناء وبالنسبة لمخيلتنا كمعماريين وللمفردات التي نستعملها.

وتناول النقيب جاد تابت “كيفية استعمال موضوع المواد المحلية واعادة الاستعمال والتدوير”، وقال: “يسلتزم تشريع ومواد مبدئية واخلاقية، لكننا في لبنان وبفضل الازمة المالية مرغمون لا ابطال ان نلتزم بهذه المواد لانه ليس باليد حيلة لان استعمال المواد المحلية هو خيار وحيد لديمومة قطاع البناء وحيوي للاقتصاد ويؤمن سكن التي هو حاجة أساسية”.

وأكد أن “العالم دخل في عصر التحول البيئي وهو ما اتحدث عنه دوما سيكون له تأثير شبيه بما احدثت الثورة الصناعية في العالم كله في القرن التاسع عشر التي قلبت العالم رأسا على عقب، بدءا من التحول المناخي الذي هو معطى اساسي علمي يفرض تحديات واتخاذ تحول بطريقتنا للعيش والبناء. ومن الخصائص ايضا ندرة المواد، حيث من الضروري ايجاد وسائل واساليب وطرق لاقتصاد الطاقة، ومحاربة التلوث البيئي التي اصبحث معضلة كبيرة على كل العالم. هذه التحديات موجودة في لبنان وفي العالم ككل أيضا”.

وأوضح أن “ما تقدم يفرض اقتصادا في استعمال المواد والتركيز على المواد التي لها تأثير محدود على البيئة، ونعي ان أكثر المواد الحديثة هي مواد بلاستيكية وغيرها انتجت من البترول ولها تأثير كربوني. فضلا عن الاقتصاد بتكاليف النقل التي تؤثر على البيئة، من هنا لا بد من التركيز على استعمال المواد المتوفرة محليا. ولا ينفصل موضوع مواد البناء عن قضية الخيارات المعمارية الاساسية يعني علاقة المبنى مع الموقع الجغرافي والطبيعي في الاودية والجبل او البحر والسهل والمناخ، وموضوع المشهد الطبيعي، صحيح ان العمارة دخلت عصر العولمة لكن لا بد من العودة الى ان العولمة وحدت العالم، وبداية القرن 21 شهد تحولات اساسية انتجتها العولمة من حرية تنقل الاشخاص والرساميل والبضائع وتطور المواصلات والاتصالات، ادت الى ردة فعل بالعودة الى الخصائص المحلية الى التراث مثلا والاهتمام بالخصوصيات الثقافية والاجتماعية، لذلك اقول ان بداية القرن 21 مع كل المشاكل التي سببتها العولمة تشهد دخولنا عصر ما بعد العولمة يعني ألا نعود الى الوراء اي ما قبل العولمة، يعني الانتقال الى واقع جديد يأخذ يعين الاعتبار ما انتجته العولمة لكن يتخطى هذا الموضوع. وهذا الواقع أدخلنا كمعماريين في لغة جديدة أكثر تلاصقا مع الخصائص الثقافية والاجتماعي والجغرافية والتراثية، ولم يعد الفعل المعماري مجرد انتاج لاشكال مجردة بل هو عملية مركبة تنتج عمارة معاصرة مرتبطة بمحيطها وبخصائصها”.

وأشار إلى أن “العمارة اللبنانية بمواد محلية لا يعني ان نعود الى الاشكال القديمة بل يعني ان نستعمل المواد التي ننتجها في لبنان والتخفيف من المواد المستوردة، نستعملها بلغة جديدة وهذا هو التحدي، يعني الحجر والطوب والتراب كما الباطون الذي هو انتاج محلي، وعندما نقول الباطون والاسمنت يندرج في كل المواد التي نستعملها كالحجر والبلاط، ولا اعلم لماذا تخلينا مثلا عن البلاط الموزاييك الموجود في بيوتنا ثم استبدلناه بالرخام المستورد بينما الموزاييك هو من أحسن المواد. وأقول مثلا ان ارضية مطار بيروت كلها موزاييك لا رخام ولا غيره”، داعيا الى “تطوير الصناعات والاشكال الجديدة بمواد محلية لا تشكو شيئا”.

وتناول عملية التدفئة بالخشب عبر طرق واساليب جديدة و”هو ما عادت اليه اوروبا”، لافتا إلى أن “هناك مجالات لابتكارات جديدة لفتح ابواب لابداعات معمارية، لنبتكر لغة جديدة معاصرة من موادنا المحلية وتطويره عبر تحدي جديد”.

سنان
وتناول رئيس اللجنة العلمية عضو مجلس النقابة المهندس توفيق سنان التأثير الاقتصادي الايجابي في استعمال مواد لبنانية محلية في العمارة اللبنانية، مفصلا تصنيف اقتصاد لبنان على انه “اقتصاد نام يعتمد بشكل اساس على البناء والعقارات والسياحة والخدمات المصرفية والمنتجات المعدنية والاسمنت والمنسوجات والمجوهرات ومعالجة الأغذية وتصنيع المعادن والاثاث ومنتجات الخشب”.

وأوضح أن “للتراجع في قطاع البناء أسبابا او عوامل عدة أهمها: غلاء سعر الارض في لبنان الذي يؤثر في سعر المبيع مباشرة، ارتباط اسعار المواد التي ذكرت سابقا بالدولار مباشرة نتيجة ان معظم المواد مستوردة، ايقاف القروض السكنية والتي تدعم بيع الشقق الصغيرة، مما تسبب في تراكم العقارات لدى التجار، الازمة الاقتصادية التي تسببت بعدم القدرة على الشراء، اضافة الى انهيار سعر الصرف الليرة مما جعل الاسعار ترتفع بشكل جنوني، حجز اموال المودعين بالعملة الاجنبية لدى المصارف والذي اثر بشكل كبير على عدم القدرة على اكمال اعمال البناء وعلى استيراد المواد من الخارج”.

ولفت الى أن “النتائج الإيجابية لتحفيز الصناعة الوطنية هي تأمين فرص عمل لليد العاملة اللبنانية نتيجة للطلب كالأعمال الخشبية وأعمال الألمنيوم والحدادة وغيرها من الحرف المرتبطة بأعمال البناء، رفع القدرة الشرائية لدى الأفراد بسبب إزدهار الصناعة و وجود فرص عمل إضافة الى انخفاض الأسعار وربط قيمة الأبنية بنسبة كبيرة بالعملة المحلية، تنشيط حركة الإستثمار الخارجي وحركة السياحة والتملك نتيجة انخفاض الأسعار، تنشيط حركة البناء في القرى لدى الأشخاص الذين يملكون أرض بسبب انخفاض كلفة اعمال البناء نتيجة استعمال مواد محلية”.

وختم: “إن استعمال مواد بناء محلية الصنع يشجع كل الصناعات المرتبطة التي ذكرناها سابقا، بهذا نكون خفضنا كلفة البناء وخففنا الاستيراد وبالتالي حافظنا على العملة الصعبة في السوق المحلية وأمنا دورة اقتصادية شبه كاملة بالعملة المحلية”.

ثم تحدث كل من المعماريين رمزي سلمان وفضل الله داغر والأستاذ كريم شعيا عن انتاج عمارة لبنانية بمواد لبنانية والادارة السليمة ادارة البيت المشترك الذي هو بيتنا كمعماريين لاننا الاوصياء على البيت المشترك، فضلا عن خطة فريدة لاعادة ابتكار عمارة بمفردات معبرة واضحة قادرون على استيعاب معانيها واستعمالها وبدل ان تكون الشوارع معارض لمواد بناء اكثر تعقيدا والاغلى ثمنا انكماش الخيارات يؤدي الى انتاج عمارة اكثر عقلانية قادرون ان نفهمها وتشكل لغة مشتركة بدل ان تكون حديث طرشان.

كما تناول المحاضرون تاريخ المدينة وتراثها وتشريعاتها واختبار في بدنايل البقاعية إمكان إعادة استعمال التراب والخشب والحجر من عالم التراب عمارة وبيئة وصنعة وارثا عبر التعليم والتوثيق وعمارة مع الاسمنت، فضلا عن اليد العاملة والماهرة، إمكان ايجاد قيمة مضافة بالمواد المحلية تصدر الى العالم.

تابعنا عبر