شعار ناشطون

ندوة للدكتور زياد منصور بعنوان “الصراع الأوكراني الروسي” في رابطة الجامعيين في الشمال.

16/05/23 11:58 am

<span dir="ltr">16/05/23 11:58 am</span>

 

ليلى دندشي

أقامت رابطة الجامعيّين في الشمال ندوة بعنوان “الصراع الأوكراني الروسي” تحدث فيها الدكتور زياد منصور، أستاذ مادة التاريخ في الجامعة اللبنانية. بحضور النائب طه ناجي وهيئات ثقافية وحشد من الاساتذة الجامعيين وعدد من خريجي جامعات روسيا وكييف ومثقفين.
الحسامي
و استهلت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني، ثم كلمة ترحيبية لرئيس رابطة الجامعيّين في الشمال  الاستاذ غسان الحسامي أكد فيها على إستمرار الرابطة في دورها الهادف الى تعزيز التفاعل مع المجتمع المحلي في إطار تنشيط الحركة الثقافية والأدبية، ونشر المعرفة و الوعي والتمسك بقيم الحوار ولغة التلاقي والمحبة والسلام.
ثم أعرب عن أسف الرابطة لما يجري في العالم من صراعات وحروب دامية سواء في منطقتنا العربية وآخرها في السودان وغزة، وها نحن اليوم في الذكرى ال 75 لنكبة فلسطين.
ثم تطرق الى الصراع الأوكراني الروسي الذي أسفر بخلال سنة ما يزيد عن 300 ألف قتيل وكم هائل من الجرحى، وأهوال من الدمار والتهجير.

وتابع الحسامي: إستنادا إلى رأينا المحايد ورؤيتنا البناءة من أجل السلام العالمي نأمل أن يصل هذا الصراع عاجلا الى حوار وتفاوض وتسوية سياسية تصون سيادة البلدين، والالتزام بالقوانين الإنسانية الدولية، وبالتالي حماية الإقتصاد العالمي والتوقف عن استخدام الأمن الغذائي كأداة سلاح لمكاسب سياسية وعسكرية.

د. منصور

ثم تحدث الدكتور زياد منصور فشرح الفرق بين فكرة الحرب والصراع، معتبرا أنه لا يمكن اعتبار ما يجري بين روسيا وأوكرانيا بحرب وفق معايير القانون الدولي، كما لم يعلن أي طرف الحرب على الآخر لاعتبارات متعددة.
ثم تناول ما يسمى عقيدة الرئيس الروسي الأوراسية القائمة على مفهوم بناء الشراكات والتقارب مع كل القوى المناوئة أو المتوجسة من النفوذ الغربي، فقدَّم عرضًا تاريخيا موضحاً خلفيات ها الصراع والذي وجد أرضية له منذ انتهاء الحرب البولندية الروسية 1667 وقبول انضمام أراضي الهيتمان بوغدان خميلنيتسكي إلى روسيا بموجب اتفاقيات بيرياسلافل رادا (ضم أوكرانيا إلى روسيا). ثمَّ بموجب معاهدة أندروسوفسكيا السلميَّة 1667 بين روسيا والكومنولث (بولندا وليتوانيا)، ورثت روسيا أراضي سمولينسك وتشيرنيغوف والضَّفَّة اليسرى لأوكرانيا، وتمَّ اعتبار أراضي زابوروجييه تحت الحماية الروسيَّة البولنديَّة المشتركة.
وقال:لقد تمَّ إعلان كييف وأراضيها حيازة مؤقتة لروسيا، ولكن وفق «السلام الأبدي» في 16 أيار 1686 أصبحت من ضمن أراضيها بشكل نهائي.
وشرح خلفيات ما يسمى باتفاق لوبلين عندما اتَّحدت دوقيَّة ليتوانيا الكبرى ومملكة بولندا حيث تمَّ ضم كل الأراضي التي صارت فيما بعد جزءًا من أوكرانيا المعاصرة (الكومنولث البولندي الليتواني (ريتزبوسبوليتا)، وأيضًا أنشئ اتَّحاد آخر هو اتحاد بريست الكنسي بين الكنيستين السلافيتين الكاثوليكيَّة والأرثوذوكسيَّة، فتحوَّل الانقسام أيضًا إلى انقسام دينيّ.هذا الاتِحاد غيَّر الوجه الدِّيني لبعض أجزاء روسيا وانفصل جزءٌ عن العقيدة الأرثوذوكسيَّة.

وانتقل للحديث عن آثار ما خلفه  احتلال  القوات البولندية لكييف وأوكرانيا عام 1919 وانتهى وجود جمهورية أوكرانيا الشعبية.، ثم ما أعقب ذلك عام 1921 بعد التوقيع على معاهدة ريغا قسِّمت أراضي جمهورية أوكرانيا بين جمهورية أوكرانيا السوفييتية وبولندة، فضم إليها جزء كبير من فولين وغاليتسا الشرقية، ودخلت منطقة زاكورباتيا في قوام تشيكوسلوفاكيا، وأصبحت بوكوفينا وبيسأرابيا جزءًا من رومانيا، وألحق قسم إلى الاتحاد السوفييتي، وآخر على بولندة ، كما كرست معاهدة ريغا للسلام 1921  ضمت مناطق غرب أوكرانيا وغربي بيلاروسيا إلى بولندة.
وشرح لواقع ولادة الحركة القومية الأوكرانية وتحديدا دور ستيبان بانديرا أحد زعماء منظَّمة القوميِّين الأوكران، التي أنشئت في النِّصف الأوَّل من القرن العشرين، وقاتلت في البداية البولنديون ثم تحالفت مع النَّازية ضد الاتحاد السوفياتي، وانقسمت في عام 1940 بين منظمة أندريه ميلنيك المعتدلة OUN-M، والأكثر تطرفًا بقيادة ستيبان بانديرا OUN-B، معلنة عن دولة مستقلة في لفوف عاصمة غرب أوكرانيا.
وتطرق لأبعاد أبعاد معاهدة عدم اعتداء، والمعروفة باسم ميثاق مولوتوف-ريبنتروب، بين الاتحاد السوفياتي وألمانيا، حيث ألحق بالمعاهدة بروتوكول إضافي سري رسَّم حدود مناطق النفوذ السوفيتية والألمانية في أوروبا الشرقية. في 28 أب، تمَّ التوقيع على اتفاق تفسير لـ “البروتوكول الإضافي السِّري”، الذي حدَّد مناطق النفوذ “في حالة إعادة التنظيم الإقليمي والسياسي للمناطق التي تشكل جزءًا من الدولة البولنديَّة”.
وتناول قضية نيل أوكرانيا لاستقلالها وخلفيات التوقيع على تسليم المخزون النووي في بودابست 1994 بعدما كانت أوكرانيا تمتلك176 صاروخاً نوويا باليستياً، و44 قاذفة ثقيلة من تركة الاتحاد السوفييتي
وتحدث عن واقع جزيرة القرم وكيفية ضمه إلى أوكرانيا عام 1954 كانت حجة خروتشوف قربها جغرافيًا من أوكرانيا، وكذلك العلاقات الحميمة في الجوانب الاقتصاديَّة والثقافيَّة للجمهوريتين.
ثم تطرق لقصة الحرب في لوغانسك ودونيتسك وأبعادها وخلفياتها، شارحًا لأبعاد الصراع واحتمالاته المستقبلية، والذي يجب أن تنتهي باتفاقية تراعي هواجس روسيا ولا تطيح باستقلال أوكرانيا، رغم أن الحرب لا تزال في بداياتها إذا لم تمثل الأطراف لفكرة التسويات وتأمين مصالح روسيا والتخفيف من هواجسها وإجراء تعديلات في السياسات الراهنة لمصلحة الحياد وعدم الانجرار إلى الأحلاف العسكرية.
بعدها  أجاب المحاضر على الأسئلة المتعلقة بآفاق الصراع والسيناريوهات المتعددة له.
وفي الختام قال الحسامي: أن الولايات المتحدة الأميركيّة وإسرائيل تدفع نحو المزيد من الاستنزاف والدمار في هذه الحرب لكل من روسيا وأوكرانيا دون أي حسم، وتبقى لعبة البلياردو في هذه الحرب تستهدف القارة الأوروبية المثقلة بنزيف يرهق كاهل أزمتها الإجتماعية والاقتصادية على حد سواء، لنرى أن الصين التي تتظاهر بلعب دور الاطفائي في هذه الحرب، إلا أنها تبقى المستفيد الأكبر من هذا الاستنزاف لتحقق مكاسب أكبر تعزز مشروعها الاقتصادي العملاق عنيتُ حزام وطريق الحرير الذي سوف يجتاح العالم اقتصادياّ، ويغير بسياسة العالم الجديد ولاسيما “Geopolitics” تغير بخرائط دول.

ثم قدم الرئيس الحسامي شهادتي شكر وتقدير باسم رابطة الجامعيّين الى كل من المحاضر د. زياد منصور، وفنان الكاريكاتور الأستاذ بلال الحلوة على مساهمته الدائمة في تعزيز انشطتنا الثقافية والفنية لما يقدمه من لوحات مميزة تضفي رونقا وقيمة مضافة يخص فيها كل مناسبة.

تابعنا عبر