شعار ناشطون

معرض القاهرة للكتاب… الشباب هم القوة الشرائية الكبرى والروايات في الصدارة

04/02/25 11:00 am

<span dir="ltr">04/02/25 11:00 am</span>

 

تتواصل فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، وبلغ عدد زواره خلال عشرة أيام قرابة أربعة ملايين ونصف مليون زائر، من فئات مختلفة، لاستكشاف أحدث الإصدارات الأدبية والفكرية.

ومع كل دورة جديدة، يتجلى المعرض بصفنه مرآة تعكس اهتمامات القراء واتجاهات السوق الثقافية والأدبية. وفي 2025، ترصد “النهار” اتجاهات القراء ونوعية الكتب الأكثر مبيعاً، والفئات الأكثر شراءً والعوامل التي تؤثر في اختيارهم، وذلك باستطلاع آراء عدد من دور النشر.

الهيئة العامة للكتاب… جودة المحتوى والأسعار الزهيدة

تحظى أجنحة الهيئة العامة للكتاب بإقبال جماهيري فائق، نظراً الى قيمة مطبوعاتها وندرتها أحياناً بالتوازي مع انخفاض أسعارها، وقال علاء النحاس- مسؤول أحد أجنحة الهيئة لـ”النهار”: نحرص على توفير الكتب المخفوضة على مدار عقود، وتأتي الروايات والأعمال الكاملة والكتب التراثية ضمن الأكثر مبيعاً.

وكشف أن كتاب “البنايات الأثرية الإسلامية في غزة وقطاعها” للمؤرخ الفلسطيني سليم عرفات المبيض، هو الأعلى مبيعاً في أجنحة الهيئة هذا العام، فنسخه تنفد فور وصولها، وسعره مئة جنيه (2 دولار).

 

مواقع التواصل الاجتماعي

مازالت ظاهرة اتجاه اليوتيوبر وصناع المحتوى لكتابة روايات بارزة، اعتماداً على متابعيهم على مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق مبيعات بغض النظر عن جودتها، ما قد يؤدي إلى إهدار فرص كتب جيدة وفتح الباب أمام أخرى دون المستوى أحياناً، خصوصاً إن كان الدعاية لهذه الكتب مدفوعة الأجر، فليس كل دور النشر أو المؤلفين قادرين على تحمل نفقات هذه الحملات الترويجية.

ويرى الناشر وائل الملا، مدير دار مصر العربية للنشر، أن الإصدارات التي تحظى بإقبال الزوار هي للمؤلفين المعروفين للشباب على وسائل التواصل الاجتماعي مثل أسامة المسلم وأحمد الحمدان، أو من يعتمدون على دعاية اليوتيوبر والبلوغرز والكتّاب الناشطين على مواقع التواصل، لذا هم يتصدرون المبيعات سواء في معرض القاهرة أو المعارض العربية؛ فالشباب هم القوة الشرائية الكبرى ويفضلون أعمال مشاهير التواصل الاجتماعي التي أصبحت عنصراً تسويقياً مهماً لإصدارات المعرض”.

ضرب مثلاً بالتأثير القوي لمواقع التواصل عبر رواية “العطش”، لكاتب أدب الجريمة النرويجي جو نيسبو، وهي إحدى إصدارات داره، قائلاً: “لاحظت ارتفاعاً ملحوظاً في مبيعاتها واتضح أن أحد المؤثرين على انستغرام تحدث برأي إيجابي حولها”.

وأضاف أن “كتب نوال السعداوي تحظى برواج كبير من فئات مختلفة وغالبيتهم من الرجال، في مصر ودول عربية أخرى كثيرة”.

روايات الجريمة الأكثر مبيعاً

وقال عمرو مغيث مدير بيت الحكمة للثقافة الفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2024، لـ”النهار” إن كتب العلوم الإنسانية سواء التاريخ والفكر والفلسفة، هي الأكثر مبيعاً على مستوى السوق العربية وخصوصا في الخليج والمغرب العربي، أما في مصر فروايات الجريمة هي الأعلى مبيعاً خصوصاً بين الشباب، كما أن كتب العلوم الإنسانية بدأت تشهد إقبالاً ملحوظاً في مصر، وهي الأعلى مبيعاً في مكتبتنا وجمهورها من الكبار وليس الشباب، مثل “فصول مختارة من كتب التاريخ” لأربعة مؤلفين بينهم طه حسين، و”أعيان مصر… بورتريهات خيري شلبي”، والأعمال القصصية الكاملة لأسامة أنور عكاشة “ظل لا يغيب”، وأيضاً كتب اليافعين (9-16عاماً) بدأت بالعودة لتأخذ حيزاً من الاهتمام بعد انقطاع وإهمال لها من المؤلفين والقراء، والأكثر مبيعاً لدينا هي سلسلة “المحقق باور” لليافعين مترجمة عن الصينية.

 

وتحدث محمد أحد مسؤولي جناح “دار الفارابي- بيروت” لـ”النهار” قائلاً: “تحظى كل إصدارات أمين معلوف بإقبال جماهيري، فيما تنال كتب الفلسفة والتاريخ إقبالاً لافتاً من جمهور نخبوي، بينما تتصدر الروايات اهتمامات الجمهور العام”.

وألقى ارتفاع أسعار الكتب بأثره على جمهور المعرض، فتراجعت المبيعات قياساً بسنوات سابقة لكنها لم تتوقف، قد لا يشتري الجمهور بالكميات الضخمة نفسها لكنه يحدد أولوياته بعد أن يُصدم بأسعارها.

ومن جناح دار العين، يقول محمود إن الشباب هم الفئات الأكثر إقبالا، وتأتي الأعمال الروائية ذات الصبغة التاريخية في صدارة اهتمام رواد الدار، مفضلين التاريخ في شكل روائي وليس مراجع جافة، وتحظى “ثلاثية اليهود” للراحل كمال رحيم بطلب جمهور المعرض، وتُلقي الأحداث الحالية في سوريا بظلالها على مبيعات أعمال الكاتب الراحل خالد خليفة، وثمة مبيعات لافتة لكتاب “الحشاشون” للباحث حسن حافظ، فيما تنال الكتب الحاصلة على جوائز معروفة أو تصل لقوائمها شهرةً وتشهد إقبالًا على اقتنائها، إذ يعتبر كثيرون أن الجوائز بمثابة ضمان لجودتها.

واستطرد: “موسم الهجرة إلى الشمال” للروائي السوداني الطيب الصالح هي الأعلى مبيعاً في “دار العين” هذا العام سواء من الجمهور المصري أو السوداني، وثمة اهتمام بأعمال حمور زيادة ولاسيما منها “شوق الدرويش” ووصلت الى طبعتها الثانية والعشرين.

بدوره يؤكد محمد مجدي، مدير جناح دار نون للنشر أن “الشباب هم أكثر الفئات العمرية في المعرض، وتستهويهم أعمال الرعب والجريمة والفانتازيا والخيال العلمي والرومانسي، أما الفئة العمرية من سن 45 عاماً فأكثر، فوجهتهم الهيئة العامة للكتاب وقصور الثقافة غالباً، إذ يجدون فيها أعمالًا قيمة”.

يذكر أن “نون” أصدرت رواية “عالم يتنفس الموت” للفنان الأردني منذر رياحنة، وبالتأكيد ساهمت شهرة منذر في رواج مبيعاتها.

 

وجهة الباحثين والمتخصصين

تشارك سلطنة عمان ضيف شرف معرض القاهرة بجناح ضخم ومتنوع، يضم دور نشر حكومية وخاصة، وهو قبلة لزوار المعرض للتعرف على الإصدارات العمانية تارة للشراء وأخرى من باب الفضول، وتولي عُمان اهتماما واضحاً بالكتب المتخصصة كالموسوعات والمخطوطات وتاريخ الأنساب، ويقبل على شرائها المتخصصون والأكاديميون، ويوزع الجناح كتباً قيمة على الجمهور مجاناً أو بسعر رمزي.

وتحدث أحد مسؤولي دار الكلمة الطيبة العمانية “خالد خميس الى “النهار قائلاً:” ثمة إقبال من رواد المعرض على الموسوعات التي نفدت خلال 5 أيام، وبينها موسوعة “برهان الحق”، وكتاب “مصرع الإلحاد” لمفتي السلطنة هو الأكثر مبيعاً للدار على مستوى كل المعارض، موضحاً أن الجمهور الذي يقتنيها من الباحثين وطلاب الدراسات العليا في الشريعة واللغة العربية من جنسيات مختلفة سواء مصر واندونيسيا وبنغلاديش وزنجبار وماليزيا.

وتشارك دار “خزائن الآثار” المهتمة بتحقيق المخطوطات النادرة وكتب الأنساب وتلقى اهتمام الباحثين في التاريخ والشعر والترجمة، وطلاب الدراسات العليا من جامعتي الأزهر والقاهرة أبرز المقبلين على شرائها، والأعلى مبيعا كتاب “نسب السلطان قابوس.”.

وفي جناح وزارة الإعلام العمانية، قالت كريمة المسعودي لـ”النهار”: يبحث الجمهور عن مجلة “نزوى” الأدبية، و”الحضور العماني في شرق أفريقيا”.

وكشف زكريا بن علي الصقر، ممثل مركز “ذاكرة عمان” لـ”النهار” أن أهم الإصدارات التي حققت صدى هي “خزائن المخطوطات في عمان” نظراً الى نوادرها، ويقبل عليها المتخصصون في التراث الثقافي

تابعنا عبر