
بقلم الكاتب صفوح منجد
إنصبت كل الاهتمامات على القمة العربية الطارئة التي إنعقدت في القاهرة وسط اجواء اقليمية قاتمة وتحت ثقل تداعيات العدوان الاسرائيلي الممتد من فلسطين الى لبنان وسوريا.
وحضرت غزة بقوة في القمة من باب الخطة الأميركية – الاسرائيلية لتهجير فلسطينيي القطاع، تلك الخطة المرفوضة عربيا – وخصوصا مصريا وأردنيا، وتنص على أن تتولى دولة فلسطين مهامها في غزة وتسلم أجهزة السلطة مسؤولياتها بعد هيكلة الكوادر وتدريبها في مصر والأردن، وأشاد الرئيس الفلسطيني بالخطة داعيا الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدعم جهود الإعمار على هذا الأساس شاكرا مصر وقطر لمساهمتهما في وقف إطلاق النار مضيفا أنه يجب مضاعفة الجهود لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة الالتزام بمنظمة التحرير الفلسطينية مؤكدا الاستعداد لإجراء انتخابات عامة خلال العام المقبل حال توفرت الظروف.
الوضع في لبنان
أما حصة لبنان في قمة القاهرة فهي التشديد على ضرورة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بجميع بنوده والالتزام بالقرار 1701 وإدانة الخروقات الاسرائيلية ومطالبة اسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية الى الحدود المعترف بها وبتسليم الاسرى المعتقلين في الحرب الأخيرة والدعوة الى الالتزام باتفاقية الهدنة لعام 1949 والوقوف مع الدولة اللبنانية وأمنها وسيادتها.
وتمثل لبنان في القمة بوفد ترأسه كما هو معروف رئيس الجمهورية جوزف عون الذي شدد على أن في لبنان تماما كما في فلسطين ما زالت هناك أرض محتلة من قبل إسرائيل وأسرى لبنانيون في سجونها.
وقال الرئيس عون : نحن لا نتخلى عن أرضنا ولا ننسى أسرانا ولا نتركهم، معلنا أنه “لا سلام من دون تحرير آخر شبر من حدود أرضنا، المعترف بها دوليا، والموثقة والمثبتة والمرسمة أمميا. ولا سلام من دون دولة فلسطينية”.
وسبق أن أنهى عون زيارة قصيرة للرياض اجتمع خلالها مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد جلسة محادثات موسعة.
وفي البيان المشترك الذي صدر في ختام زيارة عون للمملكة اكد الجانبان اهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وضرورة انسحاب جيش الاحتلال الاسرائيلي من الأراضي اللبنانية كافة.
فهل تتبنى القمة العربية الطارئة الخطة المصرية لحل مسألة غزة؟ وهل التبني العربي، في حال حصوله، سيلغي المخططات الإسرائيلية والدولية المناقضة والخطرة؟ إنهما سؤالان مطروحان بقوة في ضوء مجريات قمة القاهرة. علما أن الجواب النهائي لن يتوافر قبل انتهاء فعاليات القمة.
وفي هذه الاثناء سجل رئيس الجمهورية جوزاف عون موقفا لافتا في كلمته أمام الزعماء العرب، إذ أعلن أنه اليوم يعود لبنان إلى العرب وهو ينتظر عودة جميع العرب إليه، كما أكد أن لبنان لن يكون مستباحا لحروب الآخرين.
موقف عون يتناقض جوهريا مع ما أعلنه مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي، إذ رأى أن حزب الله سيواصل مسيرة المقاومة بقوة، لأن غالبية الشعب اللبناني تدعمه وستقف مع المقاومة!! فمن أعطى الإحصاء المغلوط والكاذب لولايتي؟ أم أن حسابات إيران في استطلاعات الرأي تشبه حساباتها في حروب غزة والإسناد والوعد الصادق؟ في حين نقل عن مسؤولين أميركيين أن أميركا سترفع التجميد عن 95 مليون دولار من المساعدات العسكرية للبنان، وأن الجيش اللبناني دخل للمرة الأولى مناطق في جنوب لبنان كانت تحت سيطرة حزب الله.وفي شأن متصل كشف رئيس مجلس النواب نبيه بري ان الاحتلال الاسرائيلي لم يقتصر على التلال الخمس الحدودية بل أنشأ العدو عمليا منطقة محتلة جديدة على الحدود الجنوبية مؤكدا ان لبنان لن يسمح بفرض وقائع جديدة على الأرض.
وإذ شدد على أن إعادة إعمار ما دمره العدوان الاسرائيلي يجب ان يكون أولوية وطنية اعلن الرئيس بري ان لبنان لن يقبل اية محاولات لمقايضة المساعدات بشروط سياسية او عسكرية سواء كانت متعلقة بسلاح المقاومة شمال الليطاني او غيره من الملفات الداخلية.
و يعقد مجلس الوزراء الخميس المقبل في قصر بعبدا جلسته الأولى بعد نيل الحكومة الثقة للبحث في جدول أعمال من أربعة وعشرين بندا إضافة إلى أمور تنظيمية.