أسعد بشارة – نداء الوطن
باستئنافها مبادرتها الرئاسية، تعبّر مجموعة الدول الخمس عن تصميم على القيام بضغط لانتخاب رئيس الجمهورية، لكن هل ستؤدي جولة التشاور الجديدة مع القيادات اللبنانية، إلى فتح المجلس النيابي، وانتخاب رئيس بجلسة تليها دورات متكررة؟ أم أنّ هذه الجولة ستشبه سابقاتها، وستؤكد على عقم التحرك العربي والدولي، الذي يجري حتى الآن على ايقاع خال من أي تلويح بممارسة ضغط حقيقي وفعال على المعطلين؟
ما سبق استئناف المبادرة الجديدة، تلويح في الكواليس الدبلوماسية بأنّ مجموعة الخمس ستلجأ في حال لم تنجح مهمتها إلى تسمية المعطلين، وهذا إن حصل سيكون بداية للضغط الجدي والفعلي، المرشح لأن يتطور إلى تطبيق عقوبات بحقهم.
لفت غياب السفير السعودي وليد البخاري عن زيارة وفد «الخماسية» لبنشعي، وبعيداً عن التأويل في غياب المعلومات الدقيقة، فإنّ هذا الغياب كان أشبه برسالة هي ترجمة للموقف السعودي، الذي لن يؤيد انتخاب رئيس تابع لأي طرف، وبالتأكيد يقع ترشيح رئيس «المردة» في هذه الخانة، وتأتي الرسالة في ظل التمسك السعودي بهذا الموقف، الذي تم إبلاغه إلى جميع الأطراف المعنية.
وكان سبق أن تلقى ترشيح فرنجية صدمة من الحليف الأبرز الرئيس نبيه بري، الذي سعى لتمرير توافق على السفير جورج خوري، ما أدى إلى استياء شديد في بنشعي، لم تنجح زيارة أحد المقربين من بري في امتصاصه، ولا نجحت التبريرات بأنّ ضغوطاً تمارس على رئيس المجلس، بإقناع فرنجية بأنه لم يكن جائزاً القيام بهذه الخطوة.
بدأ ترشيح فرنجية يتعرض للاهتزاز، بفعل اقتراب البحث الجدي بإنتاج تسوية رئاسية، في حال نضجت لدى «حزب الله» قناعة بأنّ التوقيت بات ملائماً لفك الحظر عن الاستحقاق الرئاسي، وصحيح أنّ هذا الحظر مرتبط بمسار الحرب في غزة، لكنه أيضاً وبعد الضربة الإيرانية، معرض للمساومة، اذا ما قرر «الحزب» انتخاب الرئيس، على اعتبار أنّ المقايضة ستؤدي إلى اختيار اسم ثالث.
أكد فرنجية بعد مناورة بري أنه مستمر بترشيحه، كي يقطع الطريق على المناورة، لكن لقاء المصارحة الأهم حصل مع الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، وطال لساعات، وفيه تبرأ «الحزب» من المناورة، والتزم بتأييد فرنجية ما دام ترشيحه مستمراً. أما الأخير، فأكد الاستمرار، وقال إنه إذا ما قرر الانسحاب، فسيكون لصالح اسم واحد، وليس لباقة من الأسماء يتم اختيار الرئيس من بينها.
في ظل انتظار انتهاء جولة مجموعة الخمس، والمرحلة اللاحقة التي ستليها، ينتظر الجميع تطورات غزة والمنطقة، والعين في الاستحقاق الرئاسي تبقى على الولايات المتحدة وإيران، فعبر التفاوض قد تولد التسوية وقد تتأخر.