شعار ناشطون

لبنان ما يزال يعيش في أجواء الإنقسامات ومخاطرها. وتشكيل الحكومة بات على نار حامية. هتافات الثنائي في موكب موتوسيكلاته تثير النقمة في العاصمة والمناطق

31/01/25 09:01 am

<span dir="ltr">31/01/25 09:01 am</span>

 

مقال للكاتب صفوح منجد

المسيرة التي أطلقها الثنائي الشيعي بواسطة “الموتوسيكلات”، والهتاف (شيعة شيعة) لم تؤثر على الجو العام في العاصمة بل كانت مبعثا للنقمة لدى بقية الفئات اللبنانية التي لم تعتاد على هكذا مسيرات جمعت بين اللامرغوب والمحاولات التي كان من شأنها إطلاق أجواء الرفض وعدم القبول، وإحداث النقمة لدى بقية الطوائف اللبنانية التي أجمعت على رفض هكذا تحركات مثيرة ومهما كان مبعثها والفئات التي تؤجج نيرانها.

وسرعان ما دفعت هذه الممارسات باللبنانيين بمختلف فئاتهم إلى إدانتها ورفضها لهكذا مسيرات أثبتت فشلها وكانت المسبب الاساس في رفض ما أعقب ذلك في الإسبوع الذي تلاه لاسيما على صعيد “المسيرة المسلحة” والمؤللة التي نظمها “الثنائي” لاحقا وجابت الجنوب بشكل خاص بقوّة السلاح، فإذا بهذا الإستعراض هو الآخر مصيره الرفض سيما وأنه كاد أن يعرّض البلد إلى إنقسامات ومواجهات خطيرة جدا.

وأجمعت الهيئات الوطنية والسياسية على رفض هذه الإستعراضات التي لن تؤدي إلآ إلى مزيد من تفكك العائلة اللبنانية والتسبب بالإنهيار والإحباط والخسائر في صفوف الجميع لاسيما في الأوساط الشيعية التي كنا ولم نزل نربأ بإنخراطها في هكذا ممارسات، عِلما أن الجميع يدرك أن الأكثرية الساحقة من هذه الطائفة الكريمة كانت ولم تزل تعي الهدف الذي يجب أن يتوجه إليه السلاح الوطني وأنّ كل ما يخالف ذلك هو أمر مستنكر من الجميع. وحتى من الطائفة الشيعية نفسها.

وللأسف فلبنان لم يزل يعيش في أجواء الإنقسامات التي تعصف بمختلف المناطق اللبنانية ما يطرح السؤال: ألم يتعظ هذا الفريق أو ذاك بما فعله وما تسبب به حتى اليوم من ويلات ومآسي ونتائجها الخطيرة لم تزل ساطعة للعيان ومحفورة في حدائق عيونهم.

ولا نجافي الحقيقة إذا طرحنا السؤال: إلى ماذا يهدف الحزب وحلفائه إلى أكثر مما حصل؟ سيما أن العديد من القوى باتت تتداول بمسألة خطورة ما يحصل على صعيد محاولة الإستفراد بحكم البلد بكافة الوسائل المباحة والمحرّمة في آن معا في محاولة مكشوفة بالإمساك بالبلد، وهذا الأمر لا يُخفى على أحد ولكن: تُرى هل أدركت هذه الجماعة خطورة ذلك وهي في كل الأحوال غير قادرة على مواصلة تنفيذ مشاريعها وتفردها بحكم البلد اصبح من المستحيلات، والعبث بقوانينه على يد الأتباع هو من الأوهام.

ولا بد من المصارحة والقول أن مساعي تشكيل الحكومة تسابق محاولات الفتنة وإندلاع نيرانها في محاولة يائسة لدفع البلد نحو المواجهات، وصحيح أن هناك من سعى ويسعى لفرط نظام البلد والعبث بقوانينه تمهيدا للإتاحة أمام أتباعهم لوضع اليد على الحكم وإعتقادهم بأنهم باتوا على مسافة أمتار من الإمساك بزمام الأمور ولكن ذلك أشبه ب “فقّاعة” على حد قول الطرابلسيين حين يعمدون إلى وصف من يحاول الإيحاء لنفسه وللآخرين بأنه يمتلك زمام الأمور في بلدهم ومشرقهم، في ليلة ظلماء.

ولكن التطورات الميدانية حملت في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة ما هو لافت، إذ بادر الجيش اللبناني إلى وضع اليد على شبكة أنفاق تابعة ل “حزب الله” تقع قرب بلدة جويّا في المنطقة التي تعرف بوادي جيلو في قضاء صور وهي تبعد كلمترات عن الحدود مع إسرائيل وليست ملاصقة تماما لها.

وتقول مصادر صحافية موثوقة أن الأسلحة التي كانت موجودة في هذه الأنفاق هي صواريخ متوسطة وقريبة المدى، كما أن ما إكتُشف داخلها يؤكد أنها كانت منشأة لتصنيع الصواريخ وتخزينها، وتختلف تماما عن تلك الموجودة في اماكن اخرى التي تضم الصواريخ البعيدة المدى، كما ان الجيش إكتشفها قبل إسبوع من دون أي تنسيق مع “الحزب”.

ومن هنا يتبين أن جنوب لبنان أمام معطيات جديدة على رغم كل المظاهر التي لا تعكس حقيقة الوضع، فالجنوب بعد وقف إطلاق النار ليس هو على الإطلاق كما قبل وقف إطلاق النار، وعاجلا ام آجلا سيكون تحت سيطرة الشرعية اللبنانية ولا وجود ل “حزب الله” في منطقة الجيش وقوات الطوارىء الدولية، وهذا الواقع قد يشكل إحراجا ل “حزب الله” خصوصا أن هامش المناورة لديه بات يضيق اكثر فأكثر، لكن هذه المعطيات لا تُلغي أن الهدنة ما زالت هشة.

أما فيما يتعلق بملف تشكيل الحكومة العتيدة، فالواضح أن الأمور لن تنضج قبل منتصف الإسبوع المقبل وفق ما تعلنه المصادر التي أشارت أن المعالجة بالترقيع لن تؤدي إلآ إلى المزيد من التعقيد، فالرئيس المكلف نواف سلام قدّم مسودّة غير مكتملة كناية عن توزيع أولي من دون حسم اسماء خصوصا فيما يتعلق بالحصة الشيعية.

وتنص المسودة على إعطاء حقيبتي المال والصحة للشيعة، والأشغال العامة للدروز، والداخلية للسنّة، والدفاع والخارجية لوزراء يختارهم الرئيس عون بالتفاهم مع الرئيس المكلّف نواف سلام، أما الإتصالات والطاقة للقوات اللبنانية التي لم يحسم بعد عدد حقائبها، كذلك حصة التيار الوطني والطاشناق ما تزال عالقة. بينما ستوزع بقية الحقائب على الأحزاب الأخرى مثل الكتائب اللبنانية والمردة والمستقبل، والعمل جارٍ لتأمين تمثيل “تكتّل الإعتدال” والشمال بوزير وثمة حقائب أساسية مثل العدل والتربية لم تحسم، وفي المعلومات ان الرئيس المكلف يحاول حلحلة العقد وقد أدى موقف القوات اللبنانية بخصوص وزارة المال ومحاولة فرض “ثنائي حزب الله –أمل “الاسماء الى فرملة الإندفاعة التي كانت متجهة إلى منح “الثنائي” كل شروطه، كذلك كان هناك إصرار من رئيس الجمهورية على ضرورة مشاركة القوات اللبنانية في أي تشكيلة وزارية، وهكذا لم يخرج “الدخان الأبيض” بعد من قصر بعبدا.

 

 

 

تابعنا عبر