شعار ناشطون

لبنان بين حرية التعبير وأعمال الشغب: أين الخط الفاصل؟

16/02/25 10:47 am

<span dir="ltr">16/02/25 10:47 am</span>

كتب أحمد عوض في موقع “ناشطون”:

ما حصل على طريق المطار لا يبشر بالخير، فقد تجاوز الأمر حدود التظاهر السلمي ليصبح أقرب إلى أعمال الشغب بكل ما تحمله الكلمة من معنى. الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، واستهداف عناصر الجيش اللبناني ومركباته، كلها مؤشرات على أن ما جرى لم يكن مجرد تعبير عن الرأي، بل حالة من الفوضى التي استدعت تدخل الجيش باستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين ومنع تفاقم الوضع.

بين الذكرى والتحريض: وجهان لمشهد واحد

لكن دعونا ننظر إلى الحدث من زاوية مختلفة، بعيدًا عن العواطف والانحياز. في الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، توافد مؤيدو تيار المستقبل من مختلف المناطق اللبنانية إلى بيروت، حاملين الأعلام اللبنانية وأعلام التيار، في تعبير واضح عن رغبتهم في متابعة المسيرة الوطنية وفق نهج الشهيد الحريري. كانت رسالة هؤلاء واضحة: التمسك بمشروع الدولة بعيدًا عن الصدامات العبثية.

على النقيض، ما جرى على طريق المطار حمل طابعًا مختلفًا تمامًا. رفعت أعلام حزبية فقط، وأطلقت اتهامات مباشرة لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة دون احترام الألقاب، وتم اتهامهم بالعمالة والخضوع للهيمنة الأميركية، في مشهد يُظهر حجم الانقسام الحاد الذي يعيشه لبنان.

لبنان والسيادة: حقيقة أم وهم؟

القول بأن لبنان تحت الهيمنة الأميركية ليس سوى قراءة سطحية للواقع. فالحقيقة أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يسعيان للحفاظ على استقرار البلاد، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي لا تسمح للبنان بالدخول في أي مواجهات إقليمية أو دولية. كما أن المساعي مستمرة لضمان انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب دون الانزلاق نحو صراعات لا تُحمد عقباها.

لكن السؤال الأهم يبقى: هل يدرك اللبنانيون أن العدو الحقيقي ليس في الداخل، بل في الخارج الذي يترقب سقوط لبنان وانهياره؟ في وقت تحتاج فيه البلاد إلى حلول اقتصادية وسياسية، نجد البعض يجرّها نحو مزيد من التوترات التي لن تؤدي إلا إلى زيادة معاناة المواطنين وإضعاف الدولة أكثر فأكثر.

بين الفوضى والمسؤولية: إلى أين يتجه لبنان؟

ما حصل على طريق المطار ليس مجرد حادثة عابرة، بل إنذار خطير بأن لبنان أصبح ساحة مفتوحة للتجاذبات السياسية والمواجهات العبثية. الأوضاع الاقتصادية والسياسية لا تحتمل مزيدًا من الفوضى، والشعب اللبناني لا يستطيع أن يكون وقودًا لصراعات لا تخدم إلا أصحاب المصالح الضيقة.

إن مستقبل لبنان اليوم مرهون بمدى وعي أبنائه بأن الاستقرار لا يُبنى بالشعارات الرنانة ولا بالتصعيد في الشوارع، بل بالحوار والمسؤولية الوطنية. فإما أن يتكاتف اللبنانيون لإنقاذ ما تبقى من بلدهم، أو أن يستمروا في هذا المسار الخطير حتى يجدوا أنفسهم أمام واقع لا رجعة فيه. والقرار بيدهم.

تابعنا عبر