على وقع الحراك السياسي لكرامي، كان من الطبيعي بالنسبة إلى الكثر الاستنتاج انّ الرجل يُحضّر الأرضية لمرحلة ما بعد الاعتذار المحتمل للحريري، على قاعدة انّه يمكن أن يكون البديل المقبول داخلياً وخارجيا.
ومع انّ كرامي لم يُخف جهوزيته لرئاسة الحكومة واستعداده لقبول هذا التحدّي، اذا توافرت التقاطعات اللازمة حول اسمه، الّا انّه يتصرّف على اساس انّ هذا السيناريو سابق لأوانه، ما دام الحريري مكلّفاً ولم يعتذر، وبالتالي فهو لا يقاتل وغير «مستقتل» للوصول إلى السرايا، لكنه لن يتهيب الامر ولن يخشاه متى اختلطت الأوراق والأسماء مجدّداً.
ويقول كرامي لـ«الجمهورية»»: «إنّ البلد لم يعد يتحمّل مزيداً من المناورات، وانا أكرّر دعوتي الى الرئيس المكلّف لكي يشكّل فوراً وبالتفاهم مع رئيس الجمهورية حكومة قادرة على تحمّل المسؤولية في هذه الظروف الصعبة»، مشيراً الى «انّ الجميع يعلمون أنّ رئاسة الحكومة في هذه الظروف هي أشبه بكرة نار، وأنّ على من يتلقفها أن تتوافر لديه مواصفات الإطفاء بامتياز».
ويضيف: «أنا «مش مشردق» لأعمل رئيس حكومة ولم اتكلم مع احد في هذه المسألة، وأستغرب كيف أنّ البعض توتَر ولجأ الى تركيب افلام وروايات لمجرد انني قمت بحركة سياسية هي طبيعية وضرورية لمن يعمل في السياسة مثلي، علماً أنّ بعض اللقاءات التي عقدتها أخيراً مع شخصيات سياسية وديبلوماسية انما تمت بناءً على دعوات وُجّهت إليّ، فهل كان المطلوب مني ان ارفضها حتى يرضى القلقون؟».
ويتابع كرامي: «اللبنانيون من جميع الطوائف لا تهمّهم كل هذه التجاذبات العبثية حول تشكيل الحكومة، وما يعنيهم فقط هو أن يحصلوا على متطلباتهم الحياتية من دون أن يفقدوا كرامتهم، كما يحصل على سبيل المثال أمام محطات الوقود. وصدّقني، لقد آلمني كثيراً مشهد طوابير السيارات المصطفة أمام المحطات، فيما أصحاب الشأن يتنازعون على صلاحية هنا أو وزير هناك». ويؤكّد، أنّه ليس مسكوناً بهاجس الوصول الى رئاسة الحكومة، «ولكن نحن نحتكم للدستور. وفي حال اعتذار الرئيس المكلّف، فإنّ من الطبيعي والتلقائي أن يكون اسمي مطروحاً. وتبقى الكلمة الأخيرة للنواب والكتل النيابية».
ويشير كرامي، الى انّ البيان الصادر عن الاجتماع الاخير للمجلس الإسلامي الشرعي الأعلى يصبّ في خانة الدفاع عن موقع رئاسة الحكومة وصلاحياته، اكثر مما يرمي الى التمسّك بشخص محدّد، «لأنّ هذا الموقع ثابت ومن يشغله متحرّك، وهذه من المسلّمات التي نتفق فيها مع المفتي عبد اللطيف دريان والمجلس الإسلامي الشرعي».
ويلفت كرامي الى انّه يتمنى النجاح للرئيس المكلّف في تشكيل حكومة تستطيع كسب ثقة الداخل اللبناني والمجتمع الدولي، «علماً انّ هناك إشارات من جهات خارجية لا توحي بوجود استعداد للتعاون معه». ويعتبر انّ من السابق لأوانه التفتيش عن بديل ما دام الحريري لم يعتذر، «بل أكثر من ذلك، انا مستعد ان اساعد حيث يمكنني اذا طُلب مني ذلك».
ويوضح، انّه سبق له ان أكّد دعمه لمسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري، «وأنا أتفق معه على أنّ أي حراك خارج الآليات الدستورية وخارج التوازنات الميثاقية هو مزاح، والبلد لا يتحمّل مزيداً من المزاح، وعلينا جميعاً أن نبذل أقصى الجهود والطاقات لتذليل العقبات السياسية التي تحول دون تشكيل الحكومة، كما علينا أن نكون جاهزين للاحتكام إلى الدستور في حال تعثرت مساعي الرئيس بري على رغم إيماننا بأنّه الخبير والقادر على اجتراح الحلول، ونأمل في أن يوفق في ذلك».