زياد عيتاني – اساس ميديا
على قاعدة “عفا الله عمّا مضى” سيدخل رئيس جمعية المقاصد الخيرية فيصل سنّو خلال الأيام القليلة المقبلة دار الفتوى دخول الفاتحين على الرغم من رفضه الامتثال لكلّ المطالب والشروط التي تحدّث بها مفتي الجمهورية وأمين الفتوى وجموع المسلمين.
سيدخل دار الفتوى على الرغم من رفضه:
1- إعادة الشعار القديم للجمعية المزيّن بآية من القرآن الكريم “وقل ربِّ زدني علماً”.
2- إشراف دار الفتوى على التدريس الديني وما يقدَّم للطلاب من مناهج في التربية والأخلاق وثوابت الدين الحنيف.
3- الاعتذار عن إخفائه حقيقة طلبه إزالة أسماء الصحابة وأمّهات المؤمنين عن مدارس “المقاصد” ثمّ ظهرت وثيقة رسمية فيها كلّ ما يدينه.
من حقّ فيصل أن يفتخر بنصره
الرجل من حقّه أن يفتخر ويتباهى بما حقّقه بعدما سمع ما قاله عنه المفتي دريان في دارة رجل الأعمال البيروتي عماد سوبره في منطقة شانيه بجبل لبنان. المتتبّع والقارئ لكلام المفتي دريان يكاد يظنّ أنه سيورّث فيصل سنّو أو أنّ سنّو صحابيّ جليل أو ربّما يكاد أن يرشّحه لمنصب الإفتاء عندما يحين موعد الاستحقاق الكبير.
يعفو المفتي دريان عن فيصل سنّو، وعسى أن يكون عفو القادرين، إلا أنّ الرجاء الأكبر ألا يعاقب المفتي من وقف بوجه فيصل سنو معترضاً انتصاراً للمقاصد والصحابة وأمهات المؤمنين
قرأت ما قاله المفتي عن سنّو في ذاك العشاء الجميل عدّة مرّات. ولا ضرر أن نقرأه معاً مجدّداً كي نزداد يقيناً فوق يقين: “الدكتور فيصل سنّو الإنسان المؤمن الذي لا غبار على دينه وتوجّهه الإسلامي، وأعرفه منذ أكثر من 40 سنة، وواكبته بكلّ عمل قام به. وعندما تولّى مهامّ الجمعية تابع المسيرة ونهض بها إلى مصافّ المؤسّسات الكبرى التي نعتزّ بها ونفتخر. وكيف أتحدّث عن “المقاصد” وهي جزء من تاريخنا الإسلامي والبيروتي الماضي والحاضر. دار الفتوى إلى جانب رئيسها، وزيارتي التضامنية لمستشفى “المقاصد” بعد تعرّضه لاعتداء نابع من حرص شديد على “المقاصد” وما تقوم به من تقديمات ومساعدات للمجتمع اللبناني. علينا جميعاً أن ندعم “المقاصد” والوقوف إلى جانبها لمتابعة مسيرتها الإسلامية والوطنية كما أرادها المؤسّسون وهم من أهل بيروت”.
صدق المفتي دريان عندما قال: “لقد واكبت سنّو بكلّ عمل قام به”، وربّما سقط سهواً أن يقول إلا تغيير شعار الجمعية، وإسقاط الآية القرآنية منه، وحذف أسماء الصحابة وأمّهات المؤمنين عن المدارس والمراكز والمؤسّسات في بيروت وخارجها وإلغاء عطلة يوم الجمعة، فحاشا أن يشارك المفتي في هذا العمل المشين.
الاعتداء على مستشفى “المقاصد”
بدأت عودة سنّو إلى دار الفتوى عندما اعتدى بعض الغوغائيين على قسم الطوارئ في مستشفى “المقاصد”، فأهانوا الأطبّاء والممرّضين محطّمين الزجاج والمكاتب، وهو أمر مرفوض ومشين. فقام المفتي دريان بكسر مقاطعة فيصل سنّو منتصراً لمستشفى “المقاصد” رافضاً الاعتداء عليه، وبخاصة أنّه صرح من صروح المسلمين، مع الإشارة إلى أنّ المشتبه بوقوفه خلف الاعتداء هو نفسه من قمع موظّفي المستشفى عندما طالبوا بتحسين رواتبهم فاقتلعهم من مدخل المستشفى مهدّداً إيّاهم بالضرب والقتل ومتصرّفاً من دون حسيب أو رقيب. وهو نفسه من اعتدى على أحد القضاة الشرعيين تحت قوس المحكمة الشرعية بالطريق الجديدة الأسبوع الفائت متصرّفاً من دون حسيب أو رقيب، وهو نفسه يعمل مستشاراً في جمعية المقاصد في قضاياها، وتحديداً ضدّ المعلّمين والموظّفين.
أهل بيروت، وتحديداً أهل الطريق الجديدة، لم يعتدوا على مستشفى “المقاصد”، فهو مستشفاهم يحمونه برموش العين بوجه كلّ معتدٍ أثيم. بل من اعتدى عليه هو الذي يعتدي عليهم كلّ يوم في كلّ زقاق وفي كلّ ساحة وعند كلّ استحقاق حتى يخيّل للمرء أنّ الاعتداء على مستشفى “المقاصد” حصل كي يدخل فيصل سنّو دار الفتوى دخول الفاتحين.
يعفو المفتي دريان عن فيصل سنّو، وعسى أن يكون عفو القادرين، إلا أنّ الرجاء الأكبر ألا يعاقب المفتي من وقف بوجه فيصل سنو معترضاً انتصاراً للمقاصد والصحابة وأمهات المؤمنين.