كتبت كارول سلوم في “اللواء”:
ليس هناك أوضح من الكلام الذي صدر عن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون : لا تقدم حكوميا.هذا الكلام لاقاه فيه بيان قصر بعبدا المقتضب لجهة التأكيد أن الرئيس المكلف لم يأتِ بأي شيء جديد. إذاً شريكا التأليف التقيا ولم تكن ولادة الحكومة ثالثهما .
أنها المراوحة نفسها لا بل الصورة نفسها : الرئيس المكلف يعيد تقديم الطرح الحكومي نفسه الذي قدمه في آخر لقاء بينهما ورئيس الجمهورية يرفضه. فلماذا تمت الزيارة؟
قد تكون الزيارة في إطار رفع عتب او حتى رمي المسؤولية او بفعل تمن فرنسي من أعلى المستويات،لكن ما أعقبها من مواقف من الرئيس المكلف يعطي إشارة واضحة أنه قال ما لديه ونقطة على السطر : حكومة من ١٨وزيرا ومن ذوي الإختصاص. ولم يكتف بذلك بل قال :» إذا اعتقد او فكر أحدهم انه إذا كان في الحكومة أعضاء سياسيون سينفتح المجتمع الدولي علينا ويعطينا ما نريد فهو مخطئ». حسمها وبثقة. وهنا تفسر مصادر مطلعة عبر اللواء هذا الكلام بانه انعكاس لما سمعه من الخارج الذي لا بدخل في تفاصيل التأليف بشقه المحلي وينظر إلى البرنامج والقدرة على إنجاز الاصلاح.
وتقول هذه المصادر إن الرئيس الحريري بعث برسائل للمعنيين ودعا كل فريق سياسي إلى تحمل مسؤولية مواقفه من اليوم فصاعدا، رافضة اعتبار ذلك بمثابة تهديد لأن الرئيس المكلف يدرك أن مهمة حكومته انقاذية وليس هناك من أي سبب يحول دون تأليفها وفق هذا العنوان بالذات لافتة إلى أن اشارته إلى أنه سيستكمل مشاوراته اوحى أن الباب غير مقفل إنما انطلاقا من السقف الذي وضعه في التأليف أي لناحية العدد والأختصاص من دون ثلث معطل.
وتؤكد أن ما قاله سيكون له تتمة في ذكرى الرابع عشر من شباط وعندها يرصد التحرك المقبل له على صعيد تشكيل الحكومة.
وتوضح أن اللقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف بعد شريط الفيديو ربما لطف الأجواء لكن الحريري لم يغفل الرد على موضوع رحلاته حيث أشار إلى انه رغب في أن يقول لرئيس الجمهورية أن سبب رحلاته هو استرجاع علاقة لبنان بهذه الدول التي كنا غائبين عنها كثيرا. وبذلك سجل لنفسه نقطة قوة ينطلق منها.
اما مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية فتشير إلى أن البيان الصادر من قصر بعبدا كاف وواف مؤكدة أن الزيارة عقيمة إذ عاد الرئيس المكلف وفق هذه المصادر إلى طرحه الأول المرفوض ورفضه رئيس الجمهورية وكأن الحريري لم يسافر لا إلى القاهرة ولا إلى الأمارات ولا إلى فرنسا ولم بعد منها بعد عشاء ويطلب الموعد في الصباح الباكر لزيارة رئيس الجمهورية فيعطى. وكان الأمل أنه ات بشيء جديد وفق المصادر شيء يراعي وحدة المعايير بين الطوائف والمكونات السياسية طالما أن هناك من يسمي مشيرة إلى أنه يبدو أن المشكلة في مكان آخر ولم يستطع من نقلها إلى قصر بعبدا.
وتكرر القول أن المشكلة لدى الرئيس المكلف أنه لا يزال عاجزا على تأليف الحكومة أي أن الضوء الاخضر لم يأتيه بعد وهو اسير شروطه وقيوده وسقوفه.
في المحصلة بقي الملف الحكومي معلقا عند المواقف المتباعدة والطروحات نفسها بأنتظار تحرك خارجي جديد ربما أو المجهول..