
عندما تصبح الطائفية والمذهبية والمناطقية والتحزّب أقوى من الدولة…
يُعوَّل على الدساتير في الخارج مهما كانت الانقسامات شديدة وعميقة
أنطون الفتى – وكالة “أخبار اليوم”
اللافت في الاستحقاقات الانتخابية الخارجية، خصوصاً في تلك التي تحصل ببلدان مُتفاوِتَة، لا بل مُنقسِمَة سياسياً وإيديولوجياً وعرقياً، هو أن هذا التفاوت والانقسام لا يمنعان إتمام كل تلك الاستحقاقات في مواعيدها.
ففي الولايات المتحدة الأميركية مثلاً، لا تجانس اجتماعياً وعرقياً وثقافياً ودينياً… بين الأميركيين. كما أن هناك الكثير من الاختلافات على مستوى التطلّعات الجوهرية نفسها، بين مختلف المكونات المحلية هناك. ورغم ذلك، تتمّ الاستحقاقات في مواعيدها، ومن دون أي تجميد ينتظر طاولة حوار، أو سلّة تفاهم، أو تسويات.
فراغ لبنان…
بينما في بلد مثل لبنان، تؤدي الانقسامات السياسية والحزبية والطائفية والمذهبية غير القليلة، الى إفراغ المؤسّسات، والى فراغ رئاسي وحكومي، والى تفريغ الدستور من مضمونه، وتفريغ البلد من شعبه بفعل الحروب، والبطالة، والهجرة، والأزمات المعيشية، والمشاكل الأمنية.
هذا مع العلم أن لبنان ليس بلداً كبيراً أو مؤثراً بمستوى إقليمي أو عالمي، أي ان استحقاقاته ليست بمستوى كبير جداً، ليتمّ التعامل معها بتدقيق يفضّل الإبقاء على الفراغ ريثما تجهز تسويات معيّنة.
ومن هذا المنطلق، يجب أن تكون الأمور أسهل في لبنان، وإتمام الاستحقاقات بمواعيدها أكثر سلاسة، بينما يُظهر الواقع أن العكس هو الصحيح.
الدستور… أساس
“الدستور هو الأساس في البلدان التي تحترم نفسها”. بهذه الجملة يعلّق مصدر سياسي على ما سبق. ويقول:”يُفتَرَض بالدستور أن يكون عمود البلد، وأساسه وأساساته، والتصرّف وفق هذا المبدأ. فبتلك الطريقة وحدها يمكن الجمع بين مختلف المكونات داخل أي مجتمع، وحكمها بالشكل السليم”.
ويُضيف في حديث لوكالة “أخبار اليوم”:”عندما يُصبح الدستور أقوى من أي حزب أو فريق أو طرف سياسي، استبشروا خيراً، وانتظروا بلداً مختلفاً في لبنان. ففي الخارج، يُعوَّل على الدساتير للفصل في كل شيء، وللبتّ بالأمور، مهما كانت صعبة، ومهما كانت الانقسامات السياسية والشعبية شديدة وعميقة”.
ويختم:”الطائفية والمذهبية والمناطقية والتحزّب أقوى من الدستور، ومن الدولة، ومن سلطة القانون في لبنان. ولا أمل بأي تحسّن داخلي إلا إذا تغيّر هذا الواقع”.