شعار ناشطون

طرابلس تتنفّس أمناً

04/06/21 07:45 am

<span dir="ltr">04/06/21 07:45 am</span>

أحمد الأيوبي – أساس ميديا

ينتظر أهل طرابلس إتمام مرحلة فرض الاستقرار والانتهاء من تنظيف بؤر الفتن النائمة، ويتوقون إلى التفرّغ للجزء الآخر من الأمن، وهو ضبط الانفلات الناجم عن الأوضاع الاجتماعية الصعبة، وحالات السرقة المتمادية، وظاهرة استخدام السلاح المتفلّت على متن السيارات أو الدراجات النارية، إضافة إلى مواجهة موجات الترويج المتواصلة للحبوب المخدِّرة بين شباب الفيحاء، وكيفية احتواء هذه الآفة، ومنع دخولها وتوزيعها في المدينة. والأهمّ الالتفات إلى وسائل مواجهة الانهيار الاقتصادي وفكّ الحصار عن الفيحاء، والبدء بمرحلة النهوض الاقتصادي.

 

 

من الأمور اللافتة في سياق مقاربة الوضع المستجدّ في طرابلس، هذا التطوّر الملحوظ والتسابق في الخطوات الإيجابية بين الجيش وأبناء طرابلس، الذين لاحظوا سقوط أعداد كبيرة من الذين كانوا يتلطّون بعباءة الجيش في مراحل سابقة للقيام بتجاوزات أو فرض نفوذهم في الشوارع والحارات، حيث فقدوا سطوتهم بعدما أنهت المؤسسة العسكرية حالة الالتباس التي سبق أن رافقت علاقة هؤلاء بالجيش وبالناس.

رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي أبدى تفاؤله بمرحلة يسودها الاستقرار، بعدما أرست قيادة الجيش معادلة جديدة قوامها وقف الفوضى، ومنع التسيّب، وفرض الأمن، والحفاظ على السلم الأهلي والتماسك الاجتماعي

 

في الأفق المنتظر أيضاً البحثُ في سبل فكّ الحصار غير المعلن على طرابلس، على خلفيّة سلسلة الأحداث الطويلة التي عانتها والاضطرابات التي أصابتها على مدى السنوات الماضية، والبحث عن الأدوار المنتظرة من المجتمع الاقتصادي وقادة الرأي والفكر، وتفاعل المجتمع المدني وتعاون المرجعيات الدينية، في فتح الثغرات بجدار الحصار والبدء باستقطاب مشاريع تنموية تستجيب للواقع الراهن، وتسهم في الحدّ من الانهيار، والخروج من صورة تقديم المساعدات التموينية التي لا يمكن أن تكون الحلّ.

 

 

رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي أبدى تفاؤله بمرحلة يسودها الاستقرار، بعدما أرست قيادة الجيش معادلة جديدة قوامها وقف الفوضى، ومنع التسيّب، وفرض الأمن، والحفاظ على السلم الأهلي والتماسك الاجتماعي في طرابلس، وهو ما يفتح الباب أمام استمرار الجهود الاقتصادية لرفع المعاناة عن أهل المدينة، وتكثيف العمل لضخّ الحياة في شرايين الاقتصاد، وإفساح المجال أمام مبادرات القطاع الخاص لتحريك المرافق العامة والمشاركة في استعادة الثقة بقطاعات الشمال الزراعية والصناعية والتجارية.

 

 

وقال دبوسي إنّ “كلّ القطاعات يمكن إخضاعها للخصخصة إلاّ الأمن الوطني، فإنّه يبقى من اختصاص القوى الشرعية وحدها. وأهل طرابلس كانوا وما زالوا ينشدون حضور الدولة الأمني والإنمائي معاً، ويرفضون كلّ محاولات العبث بالاستقرار، ويؤمنون بأنّه لا خيار لهم إلاّ الدولة العادلة والقوية على جميع المستويات. ونعلن أننا نلاقي قيادة الجيش في جهودها الطيّبة للتعاون في كلّ ما من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية وحماية الاقتصاد وتعزيز فرص التنمية الإنسانية والاقتصادية الشاملة”.

 

 

وقال دبوسي، الموجود في دبي لتمثيل لبنان في أعمال الدورة الـ131 لمجلس اتحاد الغرف العربية، لـ”أساس”، إنّ “الأمن والاستقرار هما العاملان الأساسيّان في تأمين الحياة الاقتصادية. وبات الآن باستطاعتنا أن نسوّق طرابلس الكبرى بأبعادها الاقتصادية والحضارية، كمدينة آمنة ومستقرّة جاذبة للاستثمار وللقطاع الخاص في العالم العربي، وللجهات المهتمّة دولياً، لتصبّ جهودها في مشاريع نوعيّة متقدّمة تساهم في نهضة الاقتصاد الوطني، وتأخذ دورها في حركة الاقتصاد الإقليمي والدولي”.

الشيخ باروي لـ”أساس”: طرابلس اليوم تعيش أجواء تفاعل إيجابية مع الجيش، حتّى أولئك، الذين كانت لديهم علامات استفهام ضدّ الجيش، يقولون الآن إنّ ما فعله الجيش هو المطلوب، والمأمول أن يبقى في هذه المسيرة، لأنّه المؤسسة الوحيدة الباقية التي يمكن أن يُعتمد عليها

 

“اليوم، بعدما لمسنا دور الجيش الإيجابي، والراحة الهائلة التي شعر بها أهل المدينة إثر استباق الجيش للفتنة، التي كانت تُدبّر للفيحاء، وقطع دابرها، يحقّ لنا أن نسأل: من الذي كان يعيق قيام الجيش بدوره.

 

 

لقد كان هناك خرق خطير يعيق قيام الجيش بمهمّاته، وكان  البعض يسعى إلى زرع الشقاق بين أهل طرابلس والجيش”، يسأل شيخ قرّاء طرابلس وإمام مسجد السلام الشيخ بلال بارودي، ويضيف في حديث لـ”أساس”: “منذ زمن بعيد، وقبل وأثناء وبعد جولات الاشتباك وتطبيق الخطة الأمنية، كنّا نقول إنّه ينبغي للمؤسسة العسكرية أن تأخذ دورها”.

 

 

وتابع بارودي: “الأصل أنّ ضباط الجيش وعناصره هم من أهل طرابلس، وأبناء طرابلس هم من عداد الجيش، فمن كان يسعى إلى دقّ إسفينٍ بين دور الجيش الإيجابي في كل لبنان وأهل المدينة الذين ينشدون استقرار مدينتهم؟”.

 

 

وخلص بارودي إلى القول إنّ “من قام بهذا الدور هو الذي يريد بناء الدويلة داخل الدولة، وهو الذي يريد تشويه صورة الجيش أمام أهله، وهو الذي يريد محاصرة الجيش ليصادر قراره”.

 

 

وأكّد بارودي أنّ طرابلس اليوم تعيش أجواء تفاعل إيجابية مع الجيش، حتّى أولئك، الذين كانت لديهم علامات استفهام ضدّ الجيش، يقولون الآن إنّ ما فعله الجيش هو المطلوب، والمأمول أن يبقى في هذه المسيرة، لأنّه المؤسسة الوحيدة الباقية التي يمكن أن يُعتمد عليها في الحفاظ على وحدة البلد والنهوض به من جديد بعدما فتك به الفساد والإهمال والفشل والتسويات والصفقات”.

 

 

ودعا شيخ القرّاء إلى أن “يبقى الجيش بعيداً عن الملوِّثات السياسية، وأن يكون مقداماً في فرض الأمن والاستقرار، وأن يسعى إلى وحدة أبناء الوطن على اختلاف أديانهم ومناطقهم وتوجّهاتهم، لأنّه المؤتمن على هذه الوحدة”.

 

 

وحذّر من وجود “جماعة تريد توريط الجيش في دور سياسي مشبوه لمصلحتها، أو لإظهار الجيش عاجزاً وغير قادر على المبادرة وعلى تحمّل المسؤوليات الملقاة على عاتقه، وأنّه لا يملك قراره”.

 


وختم مؤكّداً أنّ “الجيش عندما يحزم أمره ويرفع اعتداءات الخارجين على القانون عن الناس، ويقمع أصحاب الفتن، فإنّ اللبنانيين جميعاً يضعون ثقتهم بالمؤسسة العسكرية. وهذا ما نعوّل عليه لنهوض البلد. ومن أجل أن يرتاح اللبنانيون من الطبقة السياسية الفاسدة، المطلوب من الجيش أن يقوم بخطوة متقدّمة. فكما فعل في طرابلس حيث قطع دابر الفتنة، نتمنّى أن يقوم بخطوة أهمّ، وهي أن يقطع دابر الفساد”.

 

 

في كلّ مقاربات أهل المدينة لهذه المرحلة التي يتوقون أن تستمرّ، هناك إجماع على معادلة جديدة هي أجمل المعادلات وأقواها: طرابلس تتنفّس أمناً. فلا تقطعوا عنها هواء الأمن.

تابعنا عبر