
مقال للكاتب صفوح منجّد
مع بداية العام الجديد يتطلع معظم اللبنانيين إلى ما قد يجلبه “هذا القادم” سواء على الصعيد الوطني والمحلي وما يتعلق بعمل الناس ونتاجهم المالي والإقتصادي وخاصة في الظروف الراهنة وما قد تحمله الايام من تطورات أمنية وسياسية في الوطن والمنطقة، ولعلّ في ذلك ما يبدد “شرور” العام المنصرم وما عاناه اللبنانيون من أزمات وأحداث وخسائر؟ ليبدأ المشوار الطويل في مكافحة الأزمات والصعوبات الحياتية وعلى كافة الصعد، فتغيب الأوجاع والمشاهد السوداء وسعي البعض لإستخدام الناس والعباد كمتاريس لأحلامهم؟! فيتناسون الأحوال الإقتصادية والمعيشية المتدهورة والآخذة في الإشتداد، نظرا لألف سبب وسبب سواء بالنسبة للقضايا الإقتصادية الملحة إضافة إلى سوء التدبير السياسي والإقتصادي من قِبل المسؤولين، وفي مقدمة ذلك، تصاعد الأزمات التي يعانيها البلد بغياب الإجراءات المطلوبة من قِبل الهيئات السياسية والإدارية في البلد.
ويبدو أن البعض ممن ينتظر الفرج ويأمل أن يكون سريعا، يحاول أن يمنّي النفس بأن السنة الجديدة ستحمل الآمال البيضاء والسعي الأكيد والنجاح في إمكانية أن تتم هذه المرة وبالتوفيق إن شاء الله، الإنتخابات الرئاسية لرأس الدولة والتي ينتظرها معظم اللبنانيين، الذين يأملون أن تؤدي إلى “تسهيل” هذه الإنتخابات وبالشروط التي يسعى إليها البعض، بإعتبار أن التوافق حول إسم معين في التاسع من كانون الثاني لم يتم لغاية الساعة.
فمعظم الكتل تربط مصير الجلسة النيابية بالمحادثات البالغة الأهمية التي سيجريها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان على رأس وفد في بيروت.
أما الموعد المفصلي والأساسي الثاني فيرتبط بوصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت وهو مرجّح بعد الخامس من الشهر الجاري، والذي من المفترض أن يناقش الرئيس نبيه بري أولا ومن ثم حزب الله، ويتضمن البحث آلية تنفيذ وقف النار، وهما من فاوض على تفاصيلها ومناقشة نيّة إسرائيل الإنسحاب من القطاع الغربي، وإنشاء مراكز مراقبة متقدمة للعدو على طول الخط الأزرق.
وفي غضون ذلك، وبين التاريخين المذكورين تبقى البوصلة سوريا وتطوراتها وما تحمله من إمكان الإنفتاح السعودي المصري على حكمها الجديد، وصولا إلى تداعيات كل ذلك وإبراز تأثيرات القرار الذي ستتخذه الحكومة في موضوع توقيف نجل القرضاوي، فهل يتم تسلمه إلى تركيا وتخاطر بالعلاقات مع مصر والسعودية والإمارات؟ أو تسلمه لمصر أو الإمارات وتخاطر بالعلاقات مع تركيا وقطر؟
كثيرة هي الملفات التي يحملها الشهر الأول من العام الجديد، سيما وأن القرارات حولها مصيرية، وساعات الإحتفال بالسنة الجديدة في طريقها إلى الزوال!؟
ومع كل الآلام التي تسود المنطقة وملأت الأرض وفاضت بها القلوب والأحاسيس، فإن الإحتفالات التي شهدتها بعض المناطق بحلول السنة الجديدة، إتسعت معها الآمال بإمكانية الإنتهاء من عالم مثخن بالحروب وبالقتال، إلى عالم أكثر سلاما وإستقرارا ولكن ما شعر به اللبنانيون بأنه حال ستدوم، سرعان ما تبدد، مع إندلاع وإتساع رقعة البيانات والتصاريح وحتى “المهرجانات” لقادة “الحزب” وإطلاق قادته مواقف نارية يشيرون فيها إلى أن المقاومة منعت العدو من أن يتقدم؟!… وماذا عن أعمال التدمير والإغتيالات التي تعرض لها قادته وماذا عن إستباحة الأرض ودمار المدن وإنهيار الدولة التي تأويكم، وما لحق بها من دمار وقتل!! كيف بالإمكان وصف كل ذلك؟ فهل يعاد النظر بهذه المواقف والتفسيرات؟ أم أن المكتوب على لبنان واللبنانيين هو إستمرار التنقل من مآسي إلى مآسي؟ أم أن من الأفضل التراجع عن هذه المواقف والتفسيرات الصادرة عن قادة الحزب في الداخل ومسؤوليه في الخارج من قادة ومرشدين؟؟