كتب ريكاردو الشدياق في موقع mtv:
يغلب الأمن على الضجيج السياسي الفارغ في لبنان. فلا صوت يعلو على أصوات التحذيرات الأمنيّة التي لم تعد تعني هويّة واحدة ومُحدّدة من الشخصيّات والمسؤولين، بل أصبح “بنك الأهداف” على سكّة مختلفة، وهو الأمر الذي فرض على أشرف ريفي التزام مكانه، كما يُخبر موقع mtv، وإتقان لعبة “التمويه” التي يحترفها في وجه مَن “يُريد رأسه”.
إقتنع الرجل سلفاً أنّه ما مِن داعٍ بعد اليوم للدخول في سجالات داخليّة ضيّقة لا قيمة لها، إن حكوميّة وإن في الأخذ والردّ السياسيّ، لأنّ “كلّن رايحين” على حدّ تعبيره.
يكوّن اللواء صورة تكامليّة بين 17 تشرين الأوّل 2019، مروراً بـ4 آب 2020، ووصولاً إلى اليوم، فيجزم أنّ “زمن الرهانات في لبنان انتهى، لا رهانات على أشخاص وعلى مواقف، فاللبنانيون لا يُراهنون على شخص، ولا على حكومة ستكون حتماً كسابقاتها، لأنّ هذه الطبقة أصبحت مكشوفة للخارج والداخل وهي مُجرَّدة من أيّ أهليّة تسمح لها بأن تكون جزءاً من عمليّة الإنقاذ”، مؤكّداً أنّ “البلد دخل مرحلة قاسية على مختلف المستويات، ستتبعها مقاربة حديثة بشكل جذريّ، وليس حلولاً آنيّة على طريقة “حكومة فيشي” التي سنشهدها مجدّداً بعد حكومة حسان دياب المُكبّلة”.
مشروعنا “الدولة الحياديّة”
يتحدّث الوزير السابق عن “تعاون دوليّ وإقليميّ سيُحرّر الدولة اللبنانيّة من القبضة الإيرانيّة”، على اعتبار أنّ “مَن يسير في مشروعٍ إيرانيّ ويتلقّى أموالاً من طهران لا يحقّ له أن يُعيّرنا بالتعاون مع الخارج والتدويل ورفع الملف اللبناني إلى المجتمع الدوليّ”، مُعلناً أنّ “المشروع الذي قرّرنا المُضيّ به هو “الدولة الحياديّة” التي يُنادي بها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وحصد أغلبيّة ساحقة في الشارع، وذلك يحصل عبر واحدة من ثلاث طرق: الثورة، الديمقراطيّة عبر انتخابات نيابيّة تاريخيّة تُنتج إدارة جديدة وممثّلين جدد، وإن عبر الإنقلاب وهو احتمال غير وارد”.
أمّا متى سألناه عن رأيه بطرح الفيدراليّة كنظام جديد، فيُجيب: “قبل التفكير بالنظام الجديد، علينا تحرير الحالي من الإحتلال الإيرانيّ، وبعدها ننتقل للنقاش حول طرح يتّفق عليه اللبنانيون”، مُردفاً: “حزب الله” يرفض الفيدراليّة رفضاً قاطعاً”.
الإغتيالات
لا إهتمام يتقدّم على الإهتمام الأمنيّ في كواليس رؤساء الأحزاب وقادة الرأي، إذ يرى ريفي أنّ “حزب الله يعتمد على قوّته العسكريّة لفرض الإغتيالات، وهو اغتال خصومه ومستعدّ للإطاحة اليوم بسياسيين من مختلف الطوائفوإعلاميين وأمنيين من أصحاب التأثير الكبير في اللعبة العميقة، ومنها شخصيّات مسيحيّة، بعدما تحوّل لبنان إلى بلد مُخترَق أمنياً”، مُضيفاً: “لم يحصل أن سُجّلت من قبل عمليّات ضبط لكميّات هائلة كما اليوم من المخدّرات التي يتورّط فيها “حزب الله” بالتهريب والترويج وفتح مصانع الكبتاغون في أوروبا والدول العربيّة لتأمين المال الأسود، والأخطر من ذلك وجود 28 مركز لتخزين الصواريخ على الأراضي اللبنانية وثّقتها إسرائيل، عطفاً على معسكرات تدريب للحوثيين في الضاحية الجنوبية”.
فوضى خلاّقة ولا مشروع تركيّ
يُبشّر ريفي بأنّ “المنطقة ستدخل في المقبل من الأيّام والأشهر فوضى خلاّقة تُمهّد لـ”شرق أوسط جديد”، فنحن في نهاية مرحلة وسننتقل إلى مسار جديد”، جازماً أنّ “لا مشروع تركيّاً في لبنان، بل دور إنمائيّ وثقافيّ وأكاديميّ، و”حزب الله” هو مَن أطلق هذه الأسطوانة التهويليّة بهدف الشيطنة والتغطية على التبعيّة الإيرانيّة”.