حاوره وسيم فؤاد الأدهمي – مدير تحرير “حدث أونلاين”
لاحظ الوزير السابق النائب أشرف ريفي وجود تغيير نوعي في أعمال القمة العربية التي انعقدت مؤخراً في جدة، من خلال محاولة نقل المنطقة من حالة المواجهات بمختلف أشكالها، إلى الوضع الطبيعي من التعاون والتكامل، مسجلاً لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سعيه لخلق ديناميكية جديدة على مستوى المنطقة.
وعلى مستوى نتائج القمة، فضّل ريفي انتظار النتائج والحكم على الأمور بخواتيمها، لرؤية الترجمات العملية على الأرض، خاصة وأنه لا تزال هناك عقبات تعترض العمل العربي المشترك.
عودة الأسد الى القمة
وفي حوار مع “حدث أونلاين”، رحب الوزير ريفي بحذر و “تشكيك”، بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، مؤكداً أن هذا الحذر مرده إلى التجارب السابقة غير المشجعة مع النظام الحاكم في دمشق، مشدداً على أنه يؤيد الاستقرار على مستوى العالم العربي، ولكن النظام الذي قبل التضحية بجزء من أرضه وشعبه لتحقيق توازنات معينة، لا يمكنه التأسيس لمستقبل سوريا وشعبها.
وأكد ريفي أن سيطرة النظام الحالي على سوريا لن تطول، خاصة وأن التاريخ أثبت أن الحكم بالحديد والنار غير قابل للاستمرار، مذكراً بأن طرابلس عانت ما عانته من جولات العنف والتفجيرات التي طالتها، إضافة إلى قضية الوزير السابق ميشال سماحة وكمية المتفجرات التي أدخلها إلى لبنان، بسبب ممارسات هذا النظام.
ولفت ريفي أن “تجاوز تلك المرحلة لا يعني أننا سامحنا، ولكن إذا لم تتم المصالحة في المنطقة عموماً على أساس من العدالة والمساواة فسنكون مجدداً على صفيح ساخن سينفجر عاجلاً أم آجلاً”.
القيادة السعودية الشابة
بالعودة إلى القمة العربية، فقد رأى ريفي أن وجود قيادة شابة على رأس المملكة العربية السعودية حالياً، سيؤدي إلى تحوّل كبير على المستوى الداخلي، وتعزيز سعيها للعب دور على المستوى الدولي، منوهاً بعمل القيادة على نقل المنطقة من حالة الصراع إلى التعاون على أسس صلبة.
أما عودة سوريا للجامعة العربية فقد رأى فيها ريفي فرصة أعطاها العرب للنظام على قاعدة سياسة “الخطوة بخطوة، مشككاً بقدرة هذا النظام ورغبته في التغير، ولكنه يراهن على شراء الوقت، وهو أعجز من أن يرتب “بيته الداخلي” الذي تتقاسمه جهات دولية وإقليمية عدة.
أما على صعيد النازحين، فقد رأى ريفي أنه رغم ما قام به النظام من جرف لقيودهم واستيلاء على أملاكهم وغيرها من الممارسات، فإن للشعب السوري حقاً مقدساً في أرضه، وهو سيعود لها عاجلاً أم آجلاً: فالنظام الذي فقد قواه الذاتية بشكل كامل، لن تقوى كل الدعامات الدولية على تأمين استمراريته.
وإذ شدد ريفي على أن الوضع العربي ليس على ما يرام، فقد أشاد بمحاولة القمة العربية معالجة أزمات المنطقة وفق الأصول: “فلا خيار امام العرب إلا سلوك هذا الطريق، ولا يمكنهم الاستمرار في الوقوف متفرجين على مشكلاتهم دون حل”.
في الشأن اللبناني
لبنانياً، أبدى ريفي قناعته بأن الجهود الداخلية لبلورة الحلول للأزمة السياسية وصلت إلى طريق مسدود، ولكن هناك ديناميكية دولية إقليمية لا تزال في أولى خطواتها، و من المنتظر أن تثمر مع نهاية الربيع الحالي، معتبراً أن هذه الدينامية تجد لها تبريراً في ظل عجز اللبنانيين عن اجتراح الحلول، نظراً لموازين القوى داخل المجلس النيابي.
وشدد ريفي على أن المعارضة “لن تسمح بوصول ميشال عون آخر إلى قصر بعبدا، بما يؤدي إلى ست سنوات “جهنمية” أخرى.”
تيار “سند”
وحول تيار “سند” الذي أطلقه ريفي مؤخرا ، فقد لفت إلى أن تأسيسه ينبع من إحساس بضرورة ترتيب البيت السني الداخلي: فالطوائف اللبنانية جميعها، ما عدا السنة، أحسنت ترتيب بيتها الداخلي وتنظيم خلافاتها وعلاقتها بالمكونات الأخرى. و”مما لا شك فيه أن ترتيب البيت السني الداخلي يشكل حاجة وطنية قبل أن تكون طائفية: فالطائفة السنية هي الضمانة للتوازن الوطني عدداً وعدة وانتشاراً”.
وحول الإطار التنظيمي للتيار، لفت ريفي إلى أن “الفكرة بدأت منذ سنوات عدّة، ولكن بضغط من “حزب الله” تم وضع ملفه في الجارور، كما يقال.
ورغم ذلك، أشار ريفي إلى أن العمل بدأ على إنشاء هيئات تأسيسية في المناطق، ليكون العمل ضمن إطار مؤسسي في مراحله الأولى، على أن ينتقل المسار إلى العمل الديمقراطي المتمثل في الانتخابات في مرحلة لاحقة.
ورداً على سؤال عن الجهة التي تدعم أو تموّل تياره رد ريفي مشيراً الى أنه “لا يراهن على دعم عربي لاستمرار التيار بالمعنى التمويلي الصرف الذي يجعل التيار محسوباً على هذه الدولة أو تلك، مرحباً بأي مساعدة عربية عينية تدخل في إطار إنماء المناطق اللبنانية، لا سيما المناطق السنية، مؤكداً أن هناك عملاً دؤوباً على تحضير ملفات خاصة بهذا الأمر. لافتاً الى وجود شبكة علاقات مع نخبة من المغتربين وأنصار “تيار سند”، وهم على أتم الاستعداد لدعم التيار، وكل مشروع من شأنه تحقيق أهدافة، ويبقى الانسان هو القضية”.
نهاية النفق المظلم
وختم ريفي مؤكداً أن النفق اللبناني المظلم لن يطول، خاصة وأن الدينامية الدولية العربية التي سبق الحديث عنها قطعت شوطاً كبيراً، وستنتهي بانتخاب رئيس جديد يتبعه تشكيل حكومة، في ظل رعاية عريية ودولية للعهد الجديد.