كرم النائب اللواء أشرف ريفي في احتفال أقيم في حرم جامعة بيروت العربية في طرابلس، نائب رئيس الجامعة ومدير فرع طرابلس الدكتور خالد بغدادي، بحضور النائب جميل عبود، مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام ممثلا بالشيخ زياد الحج، المونسنيور الياس البستاني ممثلا رئيس اساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف ممثلا بالاب نعمة الله عبود، متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران أفرام كرياكوس ممثلا بالمحامي نبيل قطرة، رؤساء جمعيات ثقافية واجتماعية وحشد من الدكاترة والعمداء والمديرين والأساتذة والموظفين والطلاب.
بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة وتقديم من الدكتور محمد كمال زيادة، ألقى اللواء ريفي كلمة جاء فيها: “إن للوقوف في حرم العلم خشوع الوقوف في حرم المقدسات. لذلك، أجدني وقد تنازعتني مشاعر الفخر متداخلة بمشاعر الرهبة أنحني إجلالا أمام تاريخ مؤسسة عريقة تبوأت الصفوف الأولى بين جامعات لبنان والعرب في زمن قياسي بفضل جهود وتضحيات نخبة من الرجال من أمثال الدكتور “خالد” “بغدادي” الذي أتينا اليوم كي نودعه شاكرين كما يليق بالكبار الكبار”.
أضاف: “إننا حين نتحدث عن النهايات المثيرة، لا يسعنا إلا أن نتحدث عن البدايات الأكثر إثارة حيث عقدت نخبة من خيرة أبناء بيروت العزم على تأسيس كلية للحقوق في العاصمة تكون سندا لأبناء بيروت الذين كانوا يعانون من منافسات أبناء المناطق المحيطة بهم لا سيما فى ميدان الحقوق وفي المحاماة والقضاء حيث تداعت تلك النخبة إلى إنشاء وقف (البر والإحسان) تلك الهيئة التي نوجه إليها رئيسا وأعضاء تحية احترام وتأييد لتكون بمثابة الوصي الشرعي شعبيا ورسميا وراعيا لهذه الكلية، وكان الفلاح من نصيبهم عندما اختاروا لقاء سيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر” رئيس الجمهورية العربية المتحدة. وكان كرم سيادة الرئيس يرقى إلى مستواه (رحمة الله عليه) حيث قرر، وفي نهاية الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضي، تأسيس جامعة تامة كفرع من جامعة الاسكندرية بداية، ثم لم يلبث هذا الفرع أن تحول إلى جامعة مستقلة متسلقة سلم الترتيب النوعي لتنافس أعرق جامعات الصف الأول في لبنان”.
وتابع: “بفضل جهود نخبة من ذوي الإرادات الحرة، وعند احتفال الجامعة بيوبيلها الذهبي تم افتتاح فرع طرابلس الذي دل على جدارة وتفوق مرموق في أقل من ربع قرن من الزمن وذلك بفضل تضحيات جسام قدمتها شخصيات حفرت أسماءها في صفحات التاريخ نخص، من بينها، الدكتور “خالد بغدادي” الذي ساهم خلال مسيرته القيادية فى تحقيق الكثير من الانجازات التي ساهمت مساهمة فعالة في وصول فرع طرابلس إلى ما هو عليه اليوم من كونه إحدى أهم المنارات الجامعية في الشمال سطوعا.
ولا تفوتنا الإشارة إلى المناقبية السامية التي كان يمتلكها الدكتور المكرم وما يزال فساعدته في توسيع دائرة صداقاته في المحيط الموضوعي والجغرافي للجامعة الأمر الذي انعكس إيجابا على تعزيز حضور الفرع شمالا على المستويات الاجتماعية والتربوية والإنسانية”.
وختم: ” إننا إذ نودعك اليوم، حضرة الدكتور العزيز متوقفين عند تضحياتك وإنجازاتك، وشاكرين جهودك الواسعة الانتشار، نجد أنفسنا داعين بطهر الدعاء إلى الخلف الواثق أن يسير على خطى السلف الصالح وذلك بشهادة الجميع، وكفى بذلك تاج فخار ووقار.
وإننا اذ ندعو لكم بالنجاح والتوفيق نشكر كل من ساهم معنا في إنجاح هذا اللقاء، لقاء العرفان بالجميل من مدينتنا الحبيبة طرابلس لمن قدم لها قسطا من حياته وشبابه، ونتمنى أيضا النجاح والفلاح لجامعة بيروت العربية وديعة الرئيس جمال عبد الناصر”.
بغدادي
وقال الدكتور بغدادي بدوره: “أشكر معالي اللواء وكل الحضور الكريم على إهدائي درع التكريم الذي اعتبره نيشان على صدري واعتز وافتخر به كما أن حضوركم الحفله و تكريم وشرف كبير لي.
الحقيقة أنا لم أفعل شيئا إلا واجبي تجاه جامعة بيروت العربية وتجاه أهل طرابلس والشمال الكرام الذين أحببتهم من كل قلبي واستقبلوني واستضافوني وشعرت إنني واحد منهم شعب طيب به خير في قلوبهم مثل أهل مصر الطيبين.. أستطاعوا بجهودهم وتكاتفهم التغلب على كثير من المصاعب التي ألمت بلبنان وبصورة أكبر بطرابلس … أهل طرابلس والشمال المقيمين والمغتربين بذلوا كل جهدهم لتخفيف المشاكل اليومية التي يواجها المواطن العادي والفقير”.
أضاف: “الحقيقة معالي اللواء من يستحق التكريم هم أهل طرابلس والشمال الذين رحبوا بجامعة بيروت العربية وتعاونوا معها لأداء دورها الريادي في الشمال التي لولاهم لما استطعنا القيام بدورنا. ونحن هنا في الجامعة كنا نقوم بواجبنا وبفضل الله سبحانه وتعالى وفقنا الله وإن كانت طموحاتنا وأحلامنا أكثر بكثير مما تحقق.
َوالجامعة عملت على توفير أحسن خدمة تعليمية ممكنة في ظل ظروف صعبة فقد حصلت على الاعتماد المؤسسي وكل برامجها التعليمية معتمدة من هيئات عالمية معروفة وهي تعمل جاهدة على تطوير برامجها التعليمية لتعد متخرج مواكب احتياجات سوق العمل فضلا عن مركز التعليم المستمر بالجامعة الذي كان له دور في تدريب وتعليم أهل الشمال بمهارات يحتاجها سوق العمل (أعمال النجارة والكهرباء إلى دورات في الذكاء الصناعي و الـ BIG DATA ANALYSIS كما تدريب المهندسين على البرامج الحاسب الحديثة التي تستخدمها المكاتب الهندسية فضلا عن تعاونهم مع نقابة المهندسين بعمل دورات هندسية لاعداد المهندسين لدخول امتحان LEAD وغيرها من دورات).
ولفت الى أن “فرع الجامعة قد تعاون مع المجتمع المدني وبلديات طرابلس والمينا وبلديات كثيرة في عكار والنقابات وغرفة التجارة والصناعة والزراعة بتقديم تصاميم لمشاريع تنموية وندوات توعوية كثيرة في مجال الصحة والاقتصاد والإدارة والغذاء والمجالات الهندسية (منهم كان استضـافة الأستاذ جهاد أزعور لالقاء ندوة عامة)”.
وقال: “حقيقة من كان له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى لإنشاء ولإقامة فرع طرابلس وهو من يستحق التكريم فعلا هو الدكتور عمرو جلال العدوي رئيس جامعة بيروت العربية فهو كان يداوم على الإشراف على البناء حتى ظهر بشكله الحالي (هو أستاذ في كلية العمارة) … هو من وافق على إعطاء تخفيضات في الرسوم الدراسية لكل أهل الشمال لا يتمتع نظيره الطالب في الأفرع الأخرى. وفي سنة ٢٠٢٠ نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة كان البعض في بيروت يريدون اغلاق الفرع في الشمال نظرا لعدم اقبال الطلاب عليها وهو رفض تماما لإيمانه بأهمية دور الجامعة بالشمال (حتى إحدى مديري الكليات كان يقول لي العام القادم لن يأتي طلبة) لكن الله لم يخذلنا ولا أهل الشمال … أعداد الطلاب استمرت في الارتفاع وازداد الاقبال على الفرع حتى بلغ عدد الطلاب هذا العام حوالي ۲۰۰۰ طالب في الخمس كليات. كل التحية والتقدير للدكتور عمرو جلال العدوي الذي أعطى وضحى وعمل كل جهده لجامعة بيروت العربية وسعى دائما بتدعيم العلاقات مع جمهورية مصر العربية بدليل زيارة وزير الخارجية المصري وزير التعليم العالي ووزيرة الهجرة ووزيرة الثقافة وكثير من الوزراء وكذلك نجوم الفن مثل الفنان حسين فهمي والممثلة يسرى وسماحة مفتي الجمهورية المصرية الشيخ على جمعة، وإعطاء دكتوراه فخرية لرجال مصريين علي سبيل المثال لا الحصر طبيب القلب العالمي الدكتور مجدي يعقوب وغيرهم”.
أضاف: “إن النجاح الذي وصلت له الجامعة هو نتاج تاريخ عمل كبير اشترك فيه فريق عمل قوي يبدأ من مساعد الأمين للفرع ومديري الكليات ورئيس الإدارة الهندسية وكل أكاديمي وموظف إداري وفني والمدير الإداري السابق للفرع الدكتور أحمد سنجقدار والأستاذ أحمد السنكري، وكذلك الدكتور عبد الله الشقيق الأستاذ المشارك بقسم الحاسب الآلي ومنسق مركز المشغل الذي كان له دور كبير بتعريف طلاب المدارس على الجامعة وذلك من خلال تنظيم العديد من النشاطات لطلاب المدارس تهدف الى تعليمهم لغات البرمجة السهله للروبوت وتعريفهم باحتياجات سوق العمل حاليا ومستقبلا، طبعا لن انسى الأنسة مايا طرابلسي مديرة مكتبي التي أدت دورها على أكمل وجه بذكاء وأمانة ومسؤولية”.
وختم: “أشكر من كل قلبي معالي اللواء أشرف ريفي على تمييزي بهذا التكريم الذي صدر من حضرتك وحضرتك دائما تحوز اعجابي بمواقفك الحرة الوطنية ووقوفك بجانب الفقير وجهودك لانتشال السفينة الغارقة وكثير من المواقف الشجاعة أثناء توليك مسؤولية قوى الأمن أو الوزارة ثم أخيرا نائب بالبرلمان اللبناني. مرة ثانية شكرا لحضرتك وللأستاذ محمد كمال زيادة على إعداده لهذا الحفل وكل الحضور الكريم”.
وفي الختام، قدم اللواء ريفي للدكتور بغدادي درعا تكريميا لعطاءاته وجهوده.