شعار ناشطون

خلافا لما يروجه البعض بأن التفاوض في طريقه إلى وقف لإطلاق النار. إسرائيل ماضية في تنفيذ مخططاتها الإجرامية بكل الإتجاهات. ولاريجاني حاول توزيع تفاؤله ولم يصدقه كثيرون

17/11/24 09:21 am

<span dir="ltr">17/11/24 09:21 am</span>

 

 

مقال للكاتب صفوح منجّد

 

حالة من التشاؤم وعدم الإطمئنان تسيطر على المشهد العام في البلد، في ظل التجارب التفاوضية السابقة مع بنيامين نتنياهو من غزة إلى لبنان.

فمجموعة من التساهلات ومن أجواء الإنحيازات منحها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للموفد الرئاسي آموس هوكستين،  أعادت الأخير إلى تشغيل محركاته لوقف إطلاق النارفي أجواء المنطقة، لعلّ وعسى تُسفر عن إتفاقات بين الأطراف المعنية، ما عكس الترويج من قِبل الإعلام الإسرائيلي للقبول بالتفاوض بين الأطراف توصلاً إلى تنفيذ وقف لإطلاق النار.

لكن ما تردد خلف الأبواب المغلقة، كان معاكسا للإجرام المتمادي من قِبل العدو الإسرائيلي وآلة حربه المدمرة التي وظّفت كل مخططاتها الجرمية في موجات القصف الواسع الذي إكتسح الأجواء اللبنانية من الجنوب إلى الشمال ومن البحر إلى البقاع، حيث وُصفت الأيام الأخيرة التي عاشتها المناطق المذكورة بأنها غير مسبوقة، ولم يتعرّض لها لبنان في أحلك أيامه.

 

فالمواجهات التي إندلعت في الأسابيع الأخيرة حوّلت المناطق اللبنانية والمناطق السكنية في العاصمة والجبل إلى أنقاض بفعل أعمال القصف والغارات التي لم ينقطع العدو عن توجيهها وإطلاقها نحو الأراضي اللبنانية سهلا وجبلا، وفي مقدّمها العاصمة بيروت التي تحولت شوارعها وساحاتها إلى أكوام من الردم، حيث إستمر القصف المدمّر المتواصل لعدّة أيام.

وفي موازاة هذه الغارات سُجّلت بعض التدخلات من قبل الولايات المتحدة وبعض الدول التي تدور في الفلك الإسرائيلي وتمّ التداول في إقتراح آراء ونصوص سرعان ما تبين أنها “مفخخة” وتهدف إلى “إسكات” بعض المواقف الأوروبية التي أبدت إنزعاجها من العدوان الإسرائيلي المتمادي، ودعت إلى المباشرة فورا بتنفيذ القرار 1701 على أساس الآليّة الواضحة وتكليف القوات الدولية بهذه المهمة.

 

 

وكان هوكستين قد زار لبنان منتصف تشرين الأول ، كما توجه إلى إسرائيل مع مبعوث البيت الأبيض بريت ماكغورك في نهاية الشهر ذاته، لبحث حل سياسي.. وسبل التوصل إلى وضع حد للنزاع في غزة، وفق وزارة الخارجية الأميركية.

وأعرب المصدر الحكومي عن “تفاؤل بإمكان التوصل إلى نتيجة”، غير أنّه أشار في الوقت نفسه إلى أنه “لا يمكن معرفة نوايا” الجانب الإسرائيلي.

في غضون ذلك يدرس لبنان مقترحاً أميركياً للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، وذلك بعد نحو شهرين من تصعيد الحرب بين الحزب وإسرائيل.

وكشفت المصادر إن السفيرة الأميركية ليزا جونسون التقت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وعرضت “مقترحاً أميركياً من 13 نقطة”. وأشارت المصادر إلى أن الرئيس بري طلب مهلة ثلاثة أيام  لدرس المقترح، موضحاً أن الجانب الإسرائيلي “لم يعلن موقفه منه بعد”.

ومنذ تكثيف إسرائيل غاراتها على معاقل حزب الله في جنوب وشرق لبنان وفي الضاحية الجنوبية لبيروت في 23 أيلول ، باءت الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بالفشل.

ولم يتم تقديم تفاصيل عن المقترح الأميركي، فالولايات المتحدة وفرنسا ستعلنان ذلك في بيان، وسيكون هناك وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، ويبدأ لبنان بنشر الجيش على الحدود.

وردا على سؤال للرئيس بري عن استهداف إسرائيل مسقط رأسه في بلدة تبنين في جنوب لبنان ومنطقة الغبيري والشياح وبرج البراجنة التي تعد مناطق مؤيدة تقليديا له، قال: “يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتقد أنّه عندما يريد تنازلا من شخص ما يقسو عليه، لكنه يبدو أنه لا يعرف مع من يتعامل، وأن هذه أمور “ما بتمشيش معنا”.

وعن الحلول المقترحة دعا كبير مستشاري مرشد الثورة الإيرانية علي لاريجاني من بيروت، اللبنانيين الى التمييز بين الأصدقاء والأعداء وشدّد على أن نتنياهو وأنصاره هم من ينسفون الحلول. وردا على سؤال حول دعم إيران لتنفيذ القرار 1701 أجاب: “أي قرار تتخذه المقاومة اللبنانية وأي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية نحن نوافق عليه وندعمه.

على صعيد آخر فالعدوان الإسرائيلي مستمر على لبنان من جنوبه إلى بقاعه فيما أضاف العدو إلى سجل إجرامه إستهدافا جديدا للطواقم الإسعافية وعناصر الدفاع المدني، وكان آخرها في بلدة عربصاليم الجنوبية و دوريس البقاعية والبقاع الغربي، والطيران الحربي لم ينقطع عن أجواء المنطقة والغارات على قرى وبلدات البقاع لم تتراجع على إمتداد الساعات ليلا ونهارا، وسُجّل سقوط المئات من الأشخاص ومن كل الأعمار بين جريح وشهيد.

وفي هذا الإطار بقيت الضاحية الجنوبية من بيروت لليوم الرابع على التوالي مسرحا للغارات الإسرائيلية المدمرة للمباني السكنية والمحال والمؤسسات التجارية.

وفي المقابل سلسلة ضربات وجهتها المقاومة في الميدان الجنوبي، بإتجاه قوات العدو ومستوطناته وقواعده الأمنية والعسكرية داخل الكيان وصولا إلى العمق الإسرائيلي.

ويذكر أن مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي لاريجاني وخلال تنقله بين المقار الرسمية أصرّ على توزيع التفاؤل، لكنّ تفاؤله لم يصدّقه كثيرون، فالواضح أن إيران تريد أن تتدخل في “الشاردة والواردة” في لبنان، وهي على الأرجح لا تريد لأي حل أن يمرّ حاليا.

فالورقة اللبنانية جزء من الأوراق التي تريد أن تقايض بها مع أميركا، وأن البيع والشراء لم يحن بعد، فالمفاوضات الإيرانية – الأميركية لم تصل إلى خواتيمها، وبالتالي فإن إيران لن تُطلق سراح لبنان ولن تدعه يعيش في سلام، هكذا كانت تسوية وقف إطلاق النار التي لم تمر حاليا فهي بحاجة إلى مزيد من الوقت لتنضج، والعقد تتركز على كيفية تشكيل اللجنة المشرفة على تنفيذ القرار الدولي 1701 لأن حزب الله يرفض إشراك البريطانيين والألمان فيها.

كما أن الحزب يعارض البند المتعلق بحرية إسرائيل في التدخل العسكري، إذا رات أن ثمة ما يهدد أمنها، علما أن الرئيس بري نفى في حديث صحافي ان تكون الورقة الأميركية تتضمن حرية حركة لإسرائيل.

تابعنا عبر