كتبت روعة الرفاعي:
لطالما حملت الاعلامية مشعل مهنة البحث عن المتاعب وتكبدت الكثير من الخسائر على الصعيد النفسي والمعنوي في سبيل إعلاء راية الحرية والديمقراطية، دافعت واستشرست من أجل إعلاء كلمة الحق، ونجحت في هذه المهنة الصعية خاصة في بلد كلبنان يتخبط بالكثير من الأزمات الأمنية والاقتصادية، وهي أي الاعلامية لم تختار المكتب مقرا لها لنقل الأحداث بل نزلت الى ساحة المعارك لتنقل الصورة لآلاف المشاهدين ومعها الحقيقة، وأحيانا الحقيقة المرة كما يجري على ساحة مدينتنا طرابلس، لكن يبدو بأن الأمر لم يستهو من لا يريد الإعتراف بدور المرأة في المجتمع، فلجأ الى عدم الإعتراف بها لضعف في النفوس وليس من باب عدم أهليتها تماما كما تتم مواجهتها في كل المجالات.
بالأمس كانت الدعوة لتكريم الإعلاميين ولكن ليس الإعلاميات من قبل النائب طه ناجي ، وكان الإلحاح على الدعوة من قبل المنظمين الذين أجروا أكثر من إتصال لتأكيد الحضور على تكريم يرعاه وزير الإعلام زياد مكاري في قاعة جمعية المشاريع في منطقة المئتين، وهنا أشير الى إنه تمت دعوتنا كإعلاميات عملن في هذا المجال منذ ما يقارب الثلاثين عاما ونيف، دأبنا على نقل الصورة عبر وسائل إعلامية مشهود لها بنجاحاتها جريدة ” اللواء” وإذاعة ” صوت لبنان”, طبعا كانت التلبية للدعوة أنا وزميلات لي وكانت المفاجأة بأن التكريم تضمن ليس فقط مأدبة عشاء مع الوزير مكاري وإنما دروعا تم توزيعها من قبل النائب طه ناجي على أكثر من ثلاثين إعلاميا أو من يعمل في مجال الاعلام من الزملاء لينتهي هذا التكريم دون أن يسمح ولو لإعلامية واحدة بالصعود الى المسرح تكريما لجهودها، مما أثار ضجة عارمة في حفل عشاء لم يحقق غايته المنشودة، بل كرس أكثر فأكثر نظريات ذكورية أو حتى من باب الخلفيات الدينية للجمعية بتجريد المرأة من حقوقها بعدم إظهارها أو تقيلها في المجتمع، لتعود بمخيلتها الى زمن طويل حينما إنطلقت المرأة نحو إثبات الوجود فناضلت ونجحت في إنتزاع حقوقها، لكن وللأسف الشديد يبدو بأن نضالها في هذا المضمار لن ينتهي في مجتمعات ما زالت تنظر للمرأة كآداة مكملة وليس شريكة عليها رفع الصوت كلما أرادت تحصيل حقوقها.
أقول هذا الكلام، كونه ما من أعذار يمكن إطلاقها في معرض الدفاع عن النفس، لأن إعلاميات مدينتي أثبتن وجودهن من خلال وساىل إعلامبة مهمة لا يحق لأيا كان إنكارها إلا إن كان في قرارة نفسه لا يريد الإعتراف بهن بهدف تجنبهن وظهورهن بتكريم موقع بإسم جمعية لا تتلاءم شعاراتها وشعارات المرأة في المجتمع.
عفوا سعادة النائب فالإعتذار مرفوض والخطأ مقصود وقضية المرأة المناضلة التي كرمها الله ستبقى ساطعة كالشمس التي لا تغيب إلا في عالمكم.