تصدر قريبًا عن “منشورات نوفل”، رواية “سمك ميّت يتنفس قشور الليمون” للكاتب السوري خالد خليفة. وتكمن أهمية هذه الرواية في أنها الأخيرة التي كتبها الروائي المعروف قبل رحيله (2023)، وستصدر بعد وفاته بعام.وجاء في النبذة:
في روايته الأخيرة، يتحدث خالد خليفة عن مدينة اللاذقية في سوريا، بشوارعها وأزقتها، ومعالمها التي شوّه معظمها الفساد الإداري وصفقات المقاولين. ينعي المدينة من خلال موت أحلام شبابها. هم شلة موسيقيين وشعراء وراقصة حاولوا إعادة بث الحياة في مدينةٍ تموت لكنّهم كانوا على موعد مع الخيبات القاتلة. فلا أحلامهم الموسيقية تحققت، ولا قصص حبهم عاشت، ولا أفضى مستقبلهم إلى الإنجازات التي تمنوها.
هم شباب مهزومون: يارا ركضت خلف حلمها بالرقص حتى كندا حيث التهمتها الحياة وشردتها، وروني لم يستبقها كما يجدر بعاشق أن يفعل، كان وظل من بعدها أكثر اكتئابًا من أن يدافع عن حياته. ماريانا هربت من حبها الحارق لسام بأن حرقت حياتها. سام ظلّ ممزقًا بين توقعات العائلة منه وانتزاع بعض السلطة عبر محاباة السلطة، وبين بوب مارلي وحياة الصعاليك.
لكلٍّ من أبطال الرواية، “المسوخ” كما تطلق عليهم صديقتهم منال، معاناته، تسلخاته، وخيبته، ولكلٍّ منهم وهمٌ ابتلعه في نهاية الحكاية.
وكتبت رنا حايك في فايسبوكها: عندما التحقت بدار نوفل عام ٢٠١١، لم أكن أعرف ماذا يعني أن تكون محررًا، تلك المهنة المجهولة في العالم العربي والغائبة عن مقررات الجامعات. ثم أبحرت.. وفوجئت بأنني أكاد أكون خُلقتُ لها. كما في الحب، كان يكفي أن أكون نفسي، لتتدفق مهارات ما كنت أعرف قيمتها ولا أجد لها توظيفًا ولا أبذل مجهوداً في ممارستها. وكأنها موروثات جينية كانت فقط تنتظر الفرصة لتتفجر. ثلاثة عشر عامًا في هذه المهنة. خرجت عشرات الروايات من بين يديّ بعدما أودعت كل منها، بكل حب، جزءاً من روحي.
ثلاثة عشر عامًا ناطحت في تحرير بعضها، وكان العمل على بعضها الآخر سلسًا، لكني يوماً لم أواجه استحقاقًا كالذي واجهته خلال العمل على رواية خالد. خالد الألمعيّ كاتبًا، صاحب القلب الطفل إنسانًا، المترفع قامةً أدبية، والطيب الجميل صديقًا. خالد الذي لم يعد هنا لكنّه ترك قبسًا من روحه بين يديّ. كانت أصابعي ترتجف وأنا أقرأ خالد هذه المرة. كل حرف تركه لي كان أمانةً صنتها، كل سطر كان يعيدني إليه في هذه الرواية التي لم يدرك ربما لكنني انا أدركت، أو على الأقل هذا انطباعي الشخصي، أنها كانت فالس وداعه حمّلها روحه وآلامه وبوحه الموارب عن أحلامه وإحباطاته. رأيته في كل مشهد وكل شخصية وكل حلم سقط وكل طائر حلّق وكل موجة قلبت في اللاذقية في رواية شفافة كالبحر، عميقة مثله، انسيابية كمياهه. رأيته وأحسست به. سكنني لأيامٍ طوال ورافق كل تنهيدة لي وأنا أقرأ، خوفًا من أن تخون يداي كلماته.
لقد حرصت على حفظ الأمانة يا خال، وها إني أسلّم هديتك الأخيرة لأحبائك. فلترقد بسلام.