شعار ناشطون

حيل نفسية تمنحك سلطة غير مرئية

05/12/24 10:50 am

<span dir="ltr">05/12/24 10:50 am</span>

 

في العائلة، بين الأصدقاء، أو في بيئة العمل، نلاحظ دائماً وجود أشخاص يلفتون الأنظار حيثما حلوا، يتمتعون بتأثير قوي على المحيطين بهم. قد يكون السر وراء هذا التأثير غامضاً بعض الشيء، لكنه يعود غالباً إلى امتلاكهم “كاريزما” مميزة أو ذكاءً عاطفياً حاداً… وفي بعض الأحيان، يعود الأمر إلى مهارات نفسية مكتسبة.

 

تقول الأخصائية النفسية الإكلينيكية مها حدرج لـ”النهار” إن كل شخص يمتلك طباعاً وشخصية مميزة، “لذلك، تعلم مهارات التواصل الفعّالة يساعد على بناء جسور تفاهم وتقوية الروابط بين الأشخاص، والحيل النفسية ليست إلا أدوات تواصل تهدف إلى إيصال رسالة ما، بطريقة أشد تأثيراً”.

 

 

حسن الاختيار في كل شيء

تعدد حدرج بعضاً من هذه الحيل:

 

 

اختيار الوقت والمكان الملائمين للنقاش

لهذا تأثير كبير في نجاح الحوار. والأفضل ألا يتم النقاش في أوقات يشعر فيها أي طرف بالضيق أو الانزعاج، مثلما يُفضل اختيار مكان هادئ يلائم الطرفين.

 

 

التعبير عن مشاعرنا من دون اتهام الطرف الآخر

بدلاً من إلقاء اللوم على الآخر (مثلاً، “أنت لا تفهمني!”)، الأفضل التعبير عن مشاعرنا الخاصة (مثلاً، “أنا أشعر بالإحباط” أو “أنا أشعر بالانزعاج”)، ما يقلل من دفاع الطرف الآخر ويسهل الحوار.

 

 

التركيز على نقطة خلافية واحدة

مهم أن نركز على نقطة الخلاف الحالية من دون تشتيت الحديث بخلافات سابقة، ما يساعد على إيجاد حلول واضحة وبسيطة.

 

 

الحفاظ على نبرة حوارية هادئة

حتى لو تصاعدت حدة النقاش، الأفضل هو الحفاظ على نبرة هادئة. وفي حال تعرضنا للتهجم، يمكن الرد بطريقة ذكية، وسؤال الطرف الآخر “ماذا تقصد؟ هل يمكنك شرح مقصدك؟”، فهذا يربكه ويعيد التوازن إلى الحوار.

 

 

تفهم مشاعر الشخص الآخر من دون تبني وجهة نظره

تشبّه حدرج الأمر بمقولة أجنبية: “أن ترسل جاسوساً إلى عقل الشخص”. يُنصح بتفهم مشاعر الطرف الآخر (مثلاً، “أفهم أنك تشعر بالانزعاج”) من دون أن يعني ذلك أننا نوافق على أسلوبه أو سلوكه.

 

 

مناداة الشخص باسمه

مناداة الشخص باسمه بشكل معتدل طريقة فعالة لإظهار الاحترام. لكن، مهمٌ أن تكون المناداة طبيعية، لا تصل إلى حد الإفراط الذي قد يسبب ردة فعل سلبية.

 

قوانين نفسية

عند الحديث عن الحيل النفسية والقوانين المؤثرة، لا يمكننا إلا أن نتذكر كتاب “48 قانوناً للقوة” للكاتب روبرت غرين، الذي حقق نجاحاً واسعاً، فبيع منه أكثر من 1,3 مليون نسخة في الولايات المتحدة. يقدم هذا الكتاب مجموعة من القوانين النفسية التي تهدف إلى تعزيز القوة والسلطة في العلاقات الشخصية والمهنية، إليك أبرز عشرة قوانين في الكتاب 10 منها:

 

1. قل دائماً أقل مما هو ضروري

كلما تحدثت أكثر، زادت فرصك في قول شيء غير حكيم يقلل من سلطتك. يجب أن تكون كلماتك قليلة ومدروسة، فالغموض يعزز قوتك.

 

 

 

2. تجنب التعساء أو غير المحظوظين

العواطف والطاقات معدية، فتكرار الارتباط بأشخاص سلبيين أو غير محظوظين يمكن أن يؤدي إلى جذب الحظ السيء. الأفضل هو التحلي بالإيجابية، والانجذاب إلى الناجحين.

 

3. تعلم كيف تجعل الناس يعتمدون عليك

يجب أن تكون مصدراً لا غنى عنه للآخرين. عندما يعتمد الآخرون عليك لتحقيق نجاحاتهم، فإنك تحافظ بذلك على قوتك ومركزيتك في علاقتك معهم.

 

4. لا تلتزم مع أي شخص

تجنب الانحياز الزائد إلى شخص بعينه أو مجموعة معينة، فهذا سيحد من حرية اختياراتك. بقاؤك بعيداً عن الالتزامات يعزز مرونتك، ويجعل الآخرين يتنافسون على تأييدك.

 

5. تظاهر بالحماقة لتصطاد مغفلاً

بتقليل قدراتك أو معرفتك أمام الآخرين، تجذبهم إلى الإفراط في الثقة، وهذا يجعلهم يكشفون عن نقاط ضعفهم.

 

6. ارفض كل ما هو مجاني

تحمل الأشياء المجانية غالباً تكاليف غير مرئية، مثل الالتزامات أو فقدان احترام الذات. حافظ على استقلاليتك بتجنب الشعور بالديون.

 

7. نزع السلاح والغضب بتأثير المرآة

بتقليد سلوك الآخرين، يمكنك زعزعة استقرارهم أو التلاعب بهم. يمكن تأثير المرآة أن يثير ردات فعلهم، ما يؤدي إلى كشف نواياهم الحقيقية.

 

8. احتقر الأشياء التي لا يمكنك الحصول عليها

عندما تركز على ما لا يمكنك الحصول عليه، فإنك تمنحه سلطة عليك. أفضل طريقة للتعامل مع هذا الأمر هي تجاهلها وعدم الاهتمام بها، ما يقلل من أهميتها ويزيد من قوتك.

 

9. تحكم في الخيارات المتاحة

بتقديم خيارات معينة، يمكنك أن توهم الآخرين بأنهم يتحكمون في قرارهم، في حين أنك توجههم نحو النتيجة التي تفضلها.

 

10. عند طلب المساعدة، استعن بالمصلحة الذاتية وليس بالرحمة أو الامتنان

يتأثر الناس عادةً بمصالحهم الشخصية. لذا، عند طلب المساعدة، يجب أن تبرز كيف أن تلبية طلبك سيعود بالفائدة عليهم، ما يجعلهم أكثر استعداداً للمساعدة من دون الشعور بالإكراه أو المراعاة.

 

تلقي الهدايا… أو تقديمها؟

نفسياً، يترك تقديم الهدايا وتلقيها تأثيراً خاصاً، إلا أن تقديم الهدايا يميل إلى خلق شعور أعمق وأكثر استدامة بالرضا والتواصل. تشير الدراسات إلى أن فعل العطاء يحفز مراكز المكافأة في الدماغ، مثل النواة المتكئة، وهي منطقة ترتبط بالمتعة والتحفيز. على سبيل المثال، أظهرت التجارب أن الأشخاص الذين أنفقوا المال على الآخرين أبلغوا عن مستويات سعادة مستدامة، في حين أن الذين أنفقوا المال على أنفسهم شهدوا تراجعاً سريعاً في مشاعرهم الإيجابية، وفقًا لمجلة “ديسكوفر” وجمعية العلوم النفسية.

 

كما تسلط دراسة منشورة في مجلة Current Directions in Psychological Science الضوء على أن أعمال العطاء (حتى الصغيرة منها) تعزز الروابط الاجتماعية والرفاهية العاطفية أكثر من تلقي الهدايا.

 

من ناحية أخرى، يشير مبدأ التنافر المعرفي إلى أنه عندما يقدم لك شخص هدية، غالبا ما يميل إلى تعديل سلوكه ويحاول النظر إليك بشكل إيجابي، مما يعزز شعوره بالولاء أو المودة تجاهك.

 

 

ما هو علم النفس المظلم؟

لا تقتصر الحيل النفسية على العلاقات الشخصية والمهنية وحدها، بل يمكن استخدامها أيضاً في مجالات عدة، مثل تسريع عملية التعلم، وتكوين صداقات بسهولة، وجذب إعجاب الآخرين. وعلى الرغم من أن توظيف الحيل النفسية قد يكون مفيدًا إذا كان يهدف إلى الخير، فإن هناك نوعاً من علم النفس الذي يتم استخدامه بطرق غير أخلاقية، وهو ما يُسمى علم النفس المظلم.

 

يشير علم النفس المظلم إلى “دراسة وتطبيق المبادئ النفسية بهدف التلاعب بالناس أو التأثير عليهم أو السيطرة عليهم بطرق ضارة”. وهو يستكشف كيف يمكن الأفراد استخدام أساليب مثل التلاعب، والإكراه، والخداع لتحقيق أهدافهم على حساب الآخرين، وفقًا لموقع “سايك سنترال”.

 

مهم أن نلاحظ أن علم النفس المظلم ليس مجالاً علمياً معترفاً به، بل هو مصطلح يُستخدم لوصف الممارسات السلبية وغير الأخلاقية التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى الإضرار بالآخرين. في المقابل، يمكن علم النفس الصحي، الذي يعتمد على التفاعل الإيجابي والبناء، أن يؤدي إلى النتائج الإيجابية نفسها، لكن من دون التلاعب أو انتقاص من الصدق. فالاختيار يعود لك في النهاية

تابعنا عبر